لم يمكث في مزدلفة
ما حكم من نفر من عرفات إلى مزدلفة ثم لم يتمكن من المكوث فيها بسبب الزحام أو منع الشرطة من وقوف الباص؟ وما قدر المجزئ من المكوث؟ وهل ساعة واحدة تكفي؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالمبيت بمزدلفة واجب من واجبات الحج، والسنة أن يبقى الحاج إلى طلوع الفجر فيصلي الفجر بها ثم يذكر الله تعالى إلى حين الإسفار وبعدها يدفع إلى منى؛ كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسـلم وهو القائل (خذوا عني مناسككم) أما القدر المجزئ منه عند المالكية قدر حط الرحل؛ فمن نزل بالمزدلفة فصلى المغرب والعشاء ومكث قدرا من الليل ولو قليلا فقد أدى الواجب على قول المالكية رحمهم الله تعالى. أما الشافعية والحنابلة رحمهم الله تعالى فإنهم يشترطون البقاء إلى ما بعد نصف الليل ولو لحظة. ويستوي في ذلك أن يكون نائماً أو مستيقظاً؛ إذ المقصود التواجد في ذلك المكان في تلك الليلة.
ومن لم يستطع المكث أو النزول في المزدلفة لأنه لم يجد مكاناً أو لأن الشرطة قد منعته فلا شيء عليه. قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى لما قيل له: هناك من يبيت خارج مزدلفة لأنهم يمنعونه من الوقوف بالسيارة فيتعدى فيبيت في منى فهل عليه هدي؟ فأجاب بقوله: إذا كان لا يجد مكاناً في مزدلفة أو منعه الجنود من النزول بها فلا شيء عليه ؛ لقول الله سبحانه {فاتقوا الله ما استطعتم} وإن كان ذلك عن تساهل منه فعليه دم مع التوبة. اهـ