خطب الجمعة

مخالفات الجنائز

خطبة يوم الجمعة 30/1/1426 الموافق 11/3/2005

1ـ التنبيه على أن الموت هو قدر الله الماضي على الخلق أجمعين، وأنه لا باقي إلا الله، والتذكير بحال النبي صلى الله علـيه وسلم عند الموت وما كان عليه من صالح العمل

2ـ ما عليه الناس من إحياء السنة في تعظيم حرمة الموت والسعي إلى القيام بحق الموتى في تغسيلهم وتكفينهم واتباع جنائزهم والصلاة عليهم ودفنهم والحرص على القيام بواجب العزاء ومواساة أهل الميت

3ـ الموت مصيبة كما سماه القرآن )فأصابتكم مصيبة الموت( والواجب على المسلم أن يواجه تلك المصيبة التي هي من قدر الله بشرع الله وأن يتقيَّد بالآداب المسنونة عند نزول الموت

4ـ ذكر بعض المخالفات الشرعية التي تقع عند حدوث مصيبة الموت، وكيف تعالج

  • إذا احتضر الميت أن تكون عليه ثياب طاهرة، وأن تزال من حوله الروائح الكريهة، وأن يكون من حوله من أهله طاهراً، وألا يدخل عليه في ذلك الوقت جنب ولا حائض ولا نفساء، ولا من به روائح كريهة؛ استعداداً لدخول الملائكة عليهم السلام، وكذلك الصور والكلاب، قال ابن قدامة في المغني: يكره للحائض والجنب تغميضه وأن تقرباه، وكره ذلك علقمة وروي نحوه عن الشافعي وكره الحسن وابن سيرين وعطاء أن يغسِّل الحائض والجنب الميت وبه قال مالك.
  • إنكار قراءة سورة يس وقد روى أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله علـيه وسلم {اقرأوا يس على موتاكم} وفي سنده ضعف، ولكن يعضده ما ورد عن بعض التابعين ومنهم صفوان بن عمرو وصالح بن شريح الكوفي، وبه أخذ جمهور أهل العلم؛ فاستحبوا قراءة سورة يس عند المحتضر
  • تأخير تجهيز الميت؛ لما رواه أبو داود أن النبي صلى الله علـيه وسلم قال لأهل طلحة بن البراء t لما جاءه يعوده: {إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فآذنوني به، وعجِّلوا؛ إنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تُحبس بين ظهراني أهله} وفي المسند أنه قال لعلي t {ثلاثة يا علي لا تؤخرْهن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيِّم إذا وجدت كفؤاً} وقال عليه الصلاة والسلام: {أسرعوا بالجنازة، فإن تكن صالحة فخير تقدمونه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم} رواه الشيخان، والمراد الإسراع بالتجهيز والمشي بها عند حملها إلى القبر
  • ما يكون عند الغسل من دخول من لا تدعو الحاجة إلى دخوله، وقيام البعيد بالغسل مع وجود القريب، وقد قال العلماء: أولى الناس بغسل الميت وصيُّه ثم أبوه ثم جده ثم الأقرب فالأقرب من عصباته، ومن الخطأ حرمان المرأة من تغسيل زوجها مع قدرتها على ذلك، وقد روى أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها {لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله علـيه وسلم إلا نساؤه} وقد غسَّلت أسماء بنت عميس زوجها أبا بكر الصديق وغسَّل علي فاطمة y ولم ينكر عليهم الصحابة فكان إجماعاً كما قال الشوكاني في نيل الأوطار
  • ومن الخطأ الشائع تجريد الميت من ثيابه حتى تبدو عورته، وقيام من لا يعرف أحكام الغسل به، وكذلك تقليم أظفاره وحلق شعره، جاء في المدوَّنة عن ابن القاسم قال مالك: أكره أن يتبع الميت بمجمرة أو تقلَّم أظفاره أو تحلق عانته ولكن يترك على حاله، قال: وأرى ذلك بدعة ممن فعله. قال النووي: وهو قول الجمهور.
  • تشييع جنازة الكافر، لا يجوز للمسلم أن يشيِّع جنازة كافر أو يتبعها أو يشارك في دفنها ولو كان جاراً له بل يترك ذلك كلَّه لأهل دينه، هذا مذهب جمهور أهل العلم، وقد سئل ابن تيمية رحمه الله عن قوم مسلمين مجاوري النصارى، فهل يجوز للمسلم إذا مرض النصراني أن يعوده؟ وإذا مات أن يتبع جنازته؟ وهل على من فعل ذلك من المسلمين وزر أم لا؟ فقال: لا يتبع جنازته، وأما عيادته فلا بأس بها، فإنه قد يكون في ذلك مصلحة لتأليفه على الإسلام، فإذا مات كافراً فقد وجبت له النار، ولهذا لا يصلى عليه. وقال خليل بن إسحاق رحمه الله: ولا يغسل مسلم أباً كافراً ولا يدخله في قبره إلا أن يضيع فليواره. قال صاحب التاج والإكليل: قال مالك: لا يغسل المسلم أباه الكافر ولا يتبعه 3/78
  • رفع الصوت بالذكر عند التشييع، والمشروع الصمت فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا نشيد ولا غيره؛ لما رواه البيهقي وأبو نُعيم عن قيس بن عباد قال: كان أصحاب النبي r يكرهون رفع الصوت عند الجنائز} قال النووي: والحكمة فيه ظاهرة، وهي أنه أسكن لخاطره وأجمع لفكره فيما يتعلق بالجنازة، وهو المطلوب في هذا الحال، فهذا هو الحق ولا تغتر بكثرة من يخالفه.أ.هـ وقد اتفق أهل العم بالحديث والآثار أن ذلك لم يكن على عهد القرون الثلاثة المفضلة
  • انشغال الناس عند حفر القبر ودفن الميت بالحديث والحكايات واللعب بالهاتف الجوال وربما تعالت الأصوات بالضحك، وقد كان الصحابة في تلك الحال يجلسون حول النبي r وكأن على رؤوسهم الطير؛ ولأن هذا الموضع موضع اعتبار واتعاظ وتذكر وتفكر، وربما تقع من الناس مخالفات شرعية في الجلوس على المقابر والمشي عليها بالنعال
  • تجصيص القبر والبناء عليه؛ لما رواه مسلم في صحيحه {أن النبي صلى الله علـيه وسلم نهى أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه}
  • دعاء الإمام بعد صلاة الجنازة والناس يؤمنون خلفه، وخير الهدي هدي محمد صلى الله علـيه وسلم
  • الإسراع بالخروج من المقابر بعد الدفن؛ لما رواه أبو داود أن النبي صلى الله علـيه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل}
  • النياحة؛ لقوله صلى الله علـيه وسلم {ثنتان في أمتي هما بهم كفر: الطعن في الأنساب والنياحة على الميت}
  • ذكر مساوئ الميت وسبه؛ لما في المسند وصحيح البخاري أن النبي صلى الله علـيه وسلم قال: {لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا} وبدلاً من ذلك تذكر صفاته الحميدة التي يحبها الله ويرضاها؛ لما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك t أنه قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها شراً فقال النبي صلى الله علـيه وسلم: وجبت، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال: وجبت. قال عمر بن الخطاب t: ما وجبت؟ قال: {هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض} وفي البخاري عن عمر t أن النبي صلى الله علـيه وسلم قال: أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، فقلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة. قلنا: واثنان؟ قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى