الجنايات

علاقة مع شاب

أنا فتاة لا زلت مراهقة لم أتعد السادسة عشر من عمري، تعرفت على شاب يكبرني بثلاث سنوات، ولقد كنت أقابله في المراكز التجارية، ولم أقبل أن ألمس يده‼ هو شاب محترم ولكن لقد أحببنا بعض، فوافقت أن أمسك يده وتطورت الأمور بيننا، ولقد أغراني الشيطان بالقبول بالذهاب عنده عند درج البناية التي يسكن فيها، وللأسف حضنته وقبلني وما إلى ذلك من كلام … مع أنني فتاة محافظة على صلاتي وأرتدي العباءة وملتزمة بحد مقبول … مع العلم أن أهلي لا يدركون شيئاً وإذا عرفوا فمصيري القتل.. ماذا أفعل؟ هل يجب جلدي؟ أم ألتزم بالتوبة فقط؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فجواباً على هذا السؤال أرجو توضيح أمور لا بد من إحاطتك بها:

أولاً: يظهر لي من سؤالك أنك ترين نفسك صغيرة، لكن عليك أن تعلمي أنك فتاة بالغة قد جرى عليك القلم ويكتب عليك كل شيء من خير أو شر؛ كما قال سبحانه {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} وحكى عن أهل جهنم – أجارني الله وإياك – أنهم يتحسرون يوم القيامة حين توضع الكتب التي فيها الأعمال فيقولون {يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}؛ فلا يغرنك الشيطان بأنك صغيرة

ثانياً: هذا الشاب الذي أغواك ليس بمحترم بل هو متعد لحدود الله، منتهك لحرماته مجترئ على اقتراف المعاصي، وقد أغواك وأغراك حتى وافقته فيما يريد، ولو أنه كان مسلماً عاملاً بإسلامه لما فعل معك ما لا يرضاه لأخته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه “كن قنعاً تكن أشكر الناس، وكن ورعاً تكن أعبد الناس، وارض للناس ما ترضاه لنفسك تكن مسلما”

ثالثاً: العلاقة المحرمة هكذا تبدأ إلى أن تصل إلى ما يبغضه الله عز وجل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما السمع، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما المشي، والقلب يشتهي ويتمنى، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه”

رابعاً: قال النبي صلى الله عليه وسلم “البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس” وأنت تذكرين أن أهلك لو علموا بما كان لساءهم ذلك؛ ولربما أدى بهم ذلك إلى المبالغة في عقوبتك؛ فاتقي الله في نفسك ولا تلقي بيدك إلى التهلكة.

خامساً: واجب عليك التوبة إلى الله تعالى مما كان وقطع العلاقة بذلك الشاب، والإقبال على ما ينفعك من طاعة الله والعمل بما فيه رضاه، وإياك – أمة الله – وما يشين سمعتك أو يجلب عاراً عليك أو على أهلك، والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى