متزوجة زنت مرتين
اعترفت زوجة لزوجها بأنها زنت!! فقال لها: غفر الله لك سامحتك!! وبعد مدة اعترفت له أنها زنت للمرة الثانية!! فقال لها سامحتك غفر الله لك!! وقالت إني تبت توبة نصوحاً ما حكم زواجهما؟ وهل يجب التفريق بينهما؟ وهل يعتبر زوجها ديوثاً؟ أم يؤجر لأنه ستر مسلما؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالزنا أعظم الكبائر بعد الشرك بالله وقتل النفس؛ كما في قوله سبحانه ((وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)) وزنا المرأة المتزوجة أعظم عند الله جرماً من زنا غير المتزوجة؛ لما في فعلها من المفاسد المضاعفة من تدنيس فراش الزوج وخيانة أمانته وإدخال ولد ليس منه عليه؛ إلى غير ذلك من المفاسد العظيمة.
والواجب على تلك المرأة التوبة إلى الله تعالى من هذا الذنب العظيم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح لعل الله يغفر لها؛ وأما زوجها فالظاهر من السؤال ـ إن كان الحال كما ذكر ـ أنه ديوث لأنه يكتفي في كل مرة بقوله لها: سامحتك غفر الله لك. حاله كحال الآخر الذي قال بعد أن فاحت رائحة خيانة امرأته ((يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين)) ولا يجوز له إمساك هذه المرأة إن كان الزنا ديناً لها وديدنا، أما إن بدا له أنها مخلصة في توبتها واتخذ من الإجراءات ما يكفل صيانة عرضها ـ كإلزامها بالحجاب الشرعي السابغ ولزوم البيت وعدم مبارحته إلا بإذنه وعدم تبرجها بالزينة ـ مع التحوط في عدم دخول أجنبي عليها فلا حرج عليه في إمساكها، وهو مأجور على الستر عليها؛ وأسأل الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة.