خطأ الطبيب

السلام عليكم ورحمة الله، أنا طبيبة قبل عام كانت عندي مريضة مصابة بمضاعفات السكري، وهي في حالة إغماء وحالتها سيئة جداً واحتمال شفائها بسيط، كنت قد أخطأت وأعطيتها جرعة علاج (أنسولين) أقل، ولكن بعد أن رأى الطبيب الأخصائي حالتها وأخبرنا أن الجرعة قليلة، صححت ذلك وأعطيتها الجرعة الصحيحة، وبعدها بفترة لا أذكر مقدارها تقريباً يوم إلى 3 أيام ماتت المريضة.
ولمعرفة سبب الوفاة طبياً نحتاج لعمل تحاليل وقد يتطلب الأمر تشريح للجثة إذا لم تفدنا التحاليل. ﻷن مرض السكر قد يؤدي الى الوفاة بطرق مختلفة خصوصا في كبار السن (وعمر المريضة رحمها الله 70 عاماً). وللأسف لم نعمل هذه التحاليل، باعتبار أن الأمر مجرد قدر وليس نتيجة خطأ.
فلم أكن أعلم أن الطبيب إذا أخطأ وتضرر المريض فهو ضامن، ولهذا لم أجتهد في معرفة سبب الوفاة لهذه المريضة.
ومرَّ عام، وعلمت أن الطبيب ضامن في حالات، المشكلة أني لن أتمكن من معرفة سبب وفاة هذه المريضة ﻷنها قد دفنت والأمر يتطلب تحاليل للمريضة.
وعموماً إحتمال وفاتها بسبب المرض كبير جداً، وربما أكبر من إحتمال وفاتها بسبب جرعة العلاج القليلة، وبغير التحاليل للجثة لا يمكن الوصول إلى أمر أكيد.
هذا الأمر يقلقني جداً، ما رأي الدين في ذلك؟ إذا كان ليس بإمكاننا معرفة سبب الوفاة والجثة قد دفنت. للتأكد ما إذا كان نتيجة الخطأ أم قدر. أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فكله بقدر الله؛ سواء أكان الموت نتيجة خطأ طبي، أم لم يكن كذلك؛ وقد قال سبحانه {إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} وقال النبي صلى الله عليه وسـلم “إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها” والذي أراه لك هو اللجوء إلى اثنين أو ثلاثة من حذاق الأطباء وثقاتهم لعرض ملف تلك المريضة عليهم، وبعد ذلك يكون تقريرهم هو الفيصل في هذا الأمر، ومن ثم يتقرر الحكم اللازم في حقك، ولا أفصل في ذكره الآن لكونك قد اطلعت على مسألة (تضمين الطبيب) وما فيها من كلام لأهل العلم، والله ولي التوفيق.