الفتاوى

  • السلام على المصلين قبل تحية المسجد

    ما حكم السلام على المصلين قبل أداء تحية المسجد؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب على من دخل إلى المسجد أن يبادر إلى تحية المسجد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين} متفق عليه. وقد اتفق أئمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب لا للوجوب، ويكون ذلك قبل أن يسلِّم على الناس؛ لأن تحية المسجد هي حق الله، والسلام حق للمخلوق، وحق الله أحق أن يقضى، والله تعالى أعلم.

  • أشعر بالزهو لصيامي الإثنين والخميس

    أنا أصوم والحمد لله الاثنين والخميس منذ خمس سنوات أو تزيد، وأعمل في مؤسسة عرفت بأنني أصوم كثيراً، وهم يدعونني بالصوَّام والشيخ، وأحسب أنني بعيد من هذا، سؤالي: هل يؤثر هذا على صومي وينتقص أجري إذا دخل الزهو والافتخار إلى نفسي بأنني أعمل شيئاً لا يعمله آخرون من زملائي في العمل؟ وما هو الحكم الشرعي في مواظبتي على صيام الاثنين والخميس بصفة مستمرة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فقد كان من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم المواظبة على صيام الاثنين والخميس ولما سئل عن ذلك قال في صيام الاثنين {ذاك يوم وُلدتُ فيه وأُنزلَ عليَّ فيه}رواه مسلم، وقال في صيام الاثنين والخميس معاً {ذانك يومان تُعرضُ فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم} رواه النسائي، والسعيد من اقتدى به في ذلك وابتغى وجه الله واستصحب الإخلاص في عمله كله.

    والواجب عليك أيها السائل أن تجتهد في إخفاء صومك عن الناس وأن تجعله سراً بينك وبين ربك جل جلاله، ثم لو اطلع عليه الناس بغير قصد منك ولا سعي فلا حرج عليك، ولو جرت ألسنتهم بالثناء عليك فتلك عاجل بشرى المؤمن، أما زهوك بنفسك وشعورك بخيريتك على زملائك فتلك مصيبة يجب عليك السعي في الخلاص منها؛ فإن الله لا يحب كل مختال فخور، ولتكن لك في الصالحين أسوة حيث كانوا يحتقرون أعمالهم ولا يعدونها شيئاً ويتهمون أنفسهم بالتقصير في كل حين، فإياك والعجب والغرور وسل ربك العافية وحسن الختام.

  • والدتها ترفض تزويجي بسبب الفارق المادي

    تعرفت على فتاة واتفقنا على الزواج ولكن والدتها رفضت بحجة الفارق المادي مع العلم بأني متوسط الدخل ووالدة الفتاة هذه غير ملتزمة ومتبرجة ومنفتحة، وتعامل الفتاة بصورة سيئة دوماً لا لشيء سوى أنها تريدها أن تصبح مثلها متحررة مع العلم أن الفتاة ملتزمة، فهل يجوز لي الزواج بها دون رضا والدتها مع العلم أن والدها متوفى، ولها عم وجد (والد أمها) وأخوال، فهل يمكن أن يتم الزواج بحضور أحد هؤلاء مع العلم بأنها بكر وتقيم في السودان؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب على أهل الفتاة أن يتحروا ذا الدين والخلق فإذا وجدوه بادروا إلى تزويجها دون تأخير؛ لقول الله تعالى {ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم} وقول النبي صلى الله عليه وسلم {إذا جاءكم من ترضون إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد} قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: {إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه} ثلاث مرات. رواه الترمذي، وسؤال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم بقولهم: وإن كان فيه؟ يعنون شيئاً من قلة المال أو عدم الكفاءة، فبيَّن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الحكم مؤكد وأن الواجب هو النظر إلى الدين والخلق دون ما سواهما مما يتفاضل فيه الناس.

    والذي أنصحك به أيها السائل أن تبذل النصح لوالدة الفتاة عن طريق بعض الطيبين بأن تتقي الله في ابنتها وأن تزوجها للتقي الذي إذا أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها، وأن تعمل بهذه الوصية النبوية، فإن رضيت فالحمد لله، وإن أبت فما جعل الله الولاية بيدها بل الولاية لعمها ومن يليه من العصبة، والسلطان ولي من لا ولي له، وأسأل الله الهداية للجميع.

  • هل يعد هذا من قيام الليل؟

    أنا أعمل في الصباح الباكر، وأحب أن أقيم الليل، ولكن عند الصباح أجد من مشقة عظيمة عند مزاولة عملي من التأخر عن الموعد المحدد وغير ذلك، فهل يجوز لي أن أصلي بعد صلاة العشاء؛ علماً بأنني أحب أن أقيم الليل بسورة البقرة كاملة بعدد 20 ركعة، ثم أنام بعد ذلك ومن ثم استيقظ في الثلث الأخير من الليل للدعاء أم أن ذلك لا يعد قيام ليل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فأنت أيها الأخ الكريم على خير عظيم ما دمت محافظاً على قيام الليل بما تستطيع؛ فإنه شرف هذه الأمة ودأب الصالحين من قبلنا، مرضاة للرب ومطردة للداء عن الجسد، وفيه من الفوائد والمصالح ما الله به عليم، وقد قال النبي صلى الله علـيه وسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما {نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل} وما زال الموفقون من عباد الله عليه حريصين، وقد أثنى رب العالمين على أولئك فقال تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون(

    ويتحقق قيام الليل بصلاة النافلة في أي وقت بعد العشاء إلى ما قبل طلوع الفجر الصادق؛ لقوله صلى الله علـيه وسلم {صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى} متفق عليه وما كان النبي صلى الله علـيه وسلم يزيد على إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غير رمضان كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها؛ فخير لك لو واظبت على هذه الركعات واكتفيت بها اتباعاً للسنة، ودفعاً للمشقة وجمعاً بين المصالح كلها، والله الموفق والمستعان.

  • ما هي حدود اللحية؟

    ما هي حدود اللحية؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فاللحية في الاصطلاح: الشعر النابت على الخدين والذقن، قال ابن عابدين رحمه الله تعالى: المراد باللحية كما هو ظاهر كلامهم الشعر النابت على الخدين من عذار وعارض والذقن .أ.هـ والعذار هو العظم الناتئ المحاذي لصماخ الأذن، والعارض الخد، والذقن مجتمع اللحيين من أسفلهما.

     وقد ورد الأمر بإعفاء اللحية وتكثيرها وترك التعرض لها بحلق أو قص في عدد من الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب} وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس}وحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم {عشر من الفطرة}, فعدَّ منها إعفاء اللحية. قال ابن حجر رحمه الله: المراد بقوله صلى الله عليه وسلم {خالفوا المشركين} مخالفة المجوس فإنهم كانوا يقصون لحاهم, ومنهم من كان يحلقها. والعلم عند الله تعالى.

  • ابتعثته الدولة ولم يرجع

    تقوم الحكومة بابتعاث بعض الأساتذة لنيل الدرجات العليا خارج السودان على أن يعود المبعوث للعمل لصالح الحكومة لفترة معينة، ولكن بعض المبعوثين لا يرجعون للعمل وحجتهم أنهم سيقومون بدفع ما صرفته عليهم الدولة، وبعضهم يتعلل بأن الدولة لم تف بالتزاماتها المالية أثناء البعثة مع العلم بأن الدولة تلتزم بدفع المستحقات المتأخرة عند عودة المبعوث. بيِّن لنا الحكم جزاك الله خيرا.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإن المسلمين على شروطهم، والواجب على المبتعث أن يفي بما شرطته الدولة عليه من العمل بعد حصوله على الشهادة التي ابتعث من أجلها المدة التي وافق عليها حين ابتعث، ولو لم يف بذلك الشرط فإنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم {آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان}، ولو أن كل إنسان مبتعث لم يرجع إلى بلده وهاجر إلى بلاد أخرى في سبيل تحصيل مصلحته الخاصة في رغد عيشه وراحة باله لضاعت أموال كثيرة صرفت من أجل تحصيل مصلحة عامة.

    فالواجب على هؤلاء الوفاء بالشرط، وإن لم يفعلوا فعليهم أن يعيدوا للدولة ما أنفقت عليهم وليبادروا إلى ذلك دون تسويف، ولا يقولن قائل: إن الدولة تحصل من المغترب ضرائب!! إذ الضرائب تحصَّل من الناس كلهم سواء في ذلك من ابتعثته الدولة ومن لم تبتعثه، والسعيد من لقي ربه وليس لأحد عنده مظلمة، والله تعالى أعلم.

  • تفوتني تكبيرة الإحرام بسبب ولدي

    عند صلاة الفجر أنتظر ولدي ذا الست سنوات للذهاب معاً، وفي بعض الأحيان تفوتني تكبيرة الإحرام، السؤال:أيهما أفضل اللحاق بتكبيرة الإحرام أم انتظار طفلي وتفويت التكبيرة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فأنت مأجور على حرصك على أن تدرك الصلاة من أولها ولا تفوتك تكبيرة الإحرام، ومأجور كذلك على حرصك على تعليم ولدك وتدريبه على الصلاة والمحافظة عليها مع جماعة المسلمين في المسجد، ويمكنك أن تدرك الخيرين وتحرز الفضلين إذا استيقظت قبل الأذان بوقت كاف وأيقظت ولدك وصبرت عليه حتى يتوضأ وتصحبه معك إلى المسجد مدركاً تكبيرة الإحرام، والله ولي التوفيق.

  • هل يشترط في الصدقة الجارية أن تكون في حياة الشخص؟

    هل يشترط في الصدقة الجارية التي تنفع الميت بعد مماته أن تكون قد أقيمت في حياته أم يمكن أن تقام بعد مماته ……..وجزاكم الله خيراً.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا يشترط في الصدقة الجارية التي تنفع الميت أن تكون قد أقيمت في حياته، بل ينتفع بما يتصدق به عنه بعد موته، وقد وردت النصوص الشرعية مصرِّحة بذلك؛ ففي صحيحي البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟   قال {نعم} قال النووي رحمه الله تعالى: وفي هذا الحديث أن الصدقة عن الميت تنفع الميت ويصله ثوابها.ا.هـ

  • إرسال الفدية إلى السودان

    السلام عليكم، أنا أعيش في الغرب مريض بالسكر، بسأل عن الإطعام هل يمكن أن أخرجها في السودان أو أخرجها مكان إقامتي، لأنه هنا ما في فقراء، وإذا أوصلتها إلى المساجد سوف يرسلوها إلى دولهم لأن كل جالية تجمع الزكاة والصدقات إلى بلادهم، وإذا أمكن كيف يتم توزيعها علماً بأن المبلغ كبير. وبارك الله فيكم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فلا حرج عليك في أن تبعث بهذا المبلغ إلى من تثق به من أهلك أو أصحابك في السودان على أن تبلغه بأنه مال فدية وأنه موكل منك في إطعام مساكين، وبذلك تبرأ ذمتك إن شاء الله.

  • حكم الحجامة

    ما هو حكم الحجامة في الإسلام، وكيف يثاب فاعلها؟ حيث قال لي أحدهم أنها من فعل البشر وليست سنة؟ أرجو التوضيح؟ وبارك الله فيكم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالحجامة سنة ثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الذي حجمه. ولو كان حراماً لم يعطه} وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الحجامة وأخبر أن فيها شفاء؛ ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار} وروى أبو داود في سننه أنه صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال له {احتجم} وقال صلى الله عليه وسلم {خير ما تداويتم به الحجامة} رواه أحمد والبخاري

    ومن فعلها استناناً بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو مأجور مثاب، وأما من فعلها لمجرد الاستشفاء فقد أتى أمراً مباحاً؛ لكنه لا يؤجر عليه، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى