الفتاوى

  • يتعاطى الحشيش فهل نزوجه؟

    تقدم شاب لخطبة أختنا ووعدناه خيرا، وسألنا عنه في منطقته التي يسكن فيها وأثنوا عليه وعلى أخلاقه؛ ولكنهم عابوا عليه تعاطي الحشيش خلال فترة سابقة، وهم الآن لا يعلمون هل تاب أم لا، بعد أن علمنا هذا هل نزوجه أم لا؟ وهل هذا البحث من باب التجسس؟ نسألكم الدعاء لنا، وجزاكم الله خيرا.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فليس هذا السؤال من باب التجسس بل من باب الاحتياط للأعراض؛ وإعمالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم {إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه} وعليه فإن الواجب عليكم التحري عن هذا الشخص؛ فإذا عُلم أنه قد أحدث لله توبة واستقام على أمر الله فلا عليكم أن تزوجوه، وعفا الله عما سلف؛ فإن من تاب تابَ الله عليه؛ أما إذا كان على ذات الطريق سائراً فلا تورِّطوا فتاتكم مع رجل يتعاطى المنكر الذي يؤْذن بخراب دنياه وأخراه، والله الموفق والمستعان.

  • بلغ البلغم للصائم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ أعاني من مرض الجيوب الأنفية نتيجة لذلك عندي بلغم طول اليوم وإخراجه من فمي في كل مرة أمر صعب فما حكم بلع البلغم وأنا صائمة أفيدونا جزاكم الله خيرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فأسأل الله تعالى لك شفاء عاجلاً غير آجل، ولا حرج عليك في بلع البلغم حال صيامك نظراً لمشقة طرحه في كل مرة، والمشقة تجلب التيسير، والله تعالى أعلم.

  • لم انوِ الصيام وصمت فهل صيامي صحيح؟

    أنا شخص والحمد لله مصاب بداء السكر، ولله الحمد والمنة أصوم رمضان، ولكن إذا أحسست بأي تعب أفطر كما قال لي الطبيب، وفي رمضان الماضي أحسست بتعب في الليل وعندما جاء وقت السحور كنت أحس بنفس التعب؛ فقلت لأهلي: إني لست صائماً غداً، وعندما جاء الغد أحسست والحمد لله أني بصحة جيدة فصمت؛ السؤال هل يمكن أن أصوم ولم أنو الصيام؟ وجزاكم الله كل خير

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإن ركن الصيام هو الإمساك مع تبييت النية من الليل؛ فإذا كان الحال كما ذكرت ولم تنو ولو قبل طلوع الفجر بلحظة؛ فإنه لا يجزئك صيام ذلك اليوم، والواجب عليك قضاؤه إن كنت مستطيعاً، وإلا فعليك إطعام مسكين عنه، والله الموفق والمستعان

  • أباشر زوجتي حال الصيام

    في رمضان الذي مضى كثيراً ما نكون أنا وزوجتي حين نخلد لأخذ قسط من الراحة على فراش واحد، ودائما ما يكون ذكري بين إليتيها، وأقبلها تارة ونحن على هذا الوضع، مع العلم بأني أستطيع أن أملك إربي، وتستطيع هي كذلك حسب إفادتها، ثم نشهد الله أنه ما كان مبتغانا قضاء شهوة أو إشباع رغبة؛ ولكن درجنا على هذا من باب إسعاد أنفسنا وترويحها، فهل هذا يفسد لنا صياما؟ أفيدوني بأسرع المستطاع؛ لأنني ألوم نفسي كثيراً على ذلك.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فما كان ينبغي لك فعل ذلك مع زوجك حال الصيام؛ لأن المعتمد عند علمائنا أن المباشرة مكروهة لمن علم السلامة من نفسه؛ محرمة لمن لم يعلم السلامة، وعليه فإن الواجب عليكما التوبة إلى الله مما كان وعدم العود، والله تعالى أعلم.

  • سها في التشهد فقام ثم قعد

    فضيلة الدكتور الشيخ/ عبد الحي يوسف، جمعنا الله وإياك في الجنة؛ إمام صلى بنا الظهر ونسي التشهد الأول وقام ثم رجع وسجد سجود سهو قبل السلام، ما حكم الصلاة هل هي صحيحة أم باطلة؟ وقد أعادها بعضهم..

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالصلاة صحيحة عند جماهير العلماء لأنه لم يحصل فيها ما يبطلها؛ إلا أن الإمام قد أساء حين عاد من قيامه إلى الجلوس، وقد كان يكفيه أن يتمادى ثم يسجد للسهو قبل السلام باعتباره قد نقص سنة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قام من اثنتين؛ فقد رو ى النسائي في سننه عن ابن بحينة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى فقام في الركعتين فسبحوا به فمضى فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين ثم سلم. وروى أحمد والترمذي عن زياد بن علاقة قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة؛ فلما صلى ركعتين قام ولم يجلس؛ فسبَّح به من خلفه فأشار إليهم أن قوموا بنا؛ فلما فرغ من صلاته سلَّم ثم سجد سجدتين وسلَّم، ثم قال: هكذا صنع بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وقد نهى صلى الله عليه وسلم الإمام إذا نسي التشهد الأوسط أن يرجع بعد أن يستتم قائماً؛ فروى أحمد وأبو داود وابن ماجه عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم من الركعتين فلم يستتم قائما فليجلس وإن استتم قائما فلا يجلس ويسجد سجدتي السهو»

  • التراويح والدفوف والمسبحة

    يا شيخنا عندي لك بعض الشبهات أرجو أن تفتيني فيها وهي: هل للسيدة عائشة مسبحة؟ التبليغ الذي يحدث في الحرم؟ استقبال أهل المدينة للنبي صلي الله عليه وسلم بالدفوف؟ وأخيرا صلاة التراويح سنة أم بدعة كما يزعم البعض؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلم يرد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تستعمل مسبحة؛ لكن روى أحمد وأبو داود عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أنها كانت تسبح بالنوى، وروى الترمذي عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها، فقال: ” لقد سبحت بهذا! ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به؟ فقالت: علِّمني. فقال: “قولي سبحان الله عدد خلقه” رواه الترمذي. وروى أبو داود والترمذي عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به، فقال: ” أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض …” رواه أبو داود والترمذي. ولا فرق بين التسبيح بالحصى والنوى والتسبيح بالمسبحة سواء كانت من خرز أو غيره؛ لكن ينبغي التنبيه هنا على أمرين: أولهما أن التسبيح بالأصابع أفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم {يا نساء المؤمنات: عليكن بالتهليل، والتسبيح، والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات} رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وحسَّن إسناده النووي في الأذكار. ولأن هذا هو الثابت من فعله عليه الصلاة والسلام؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح. ثانيهما: أنه مع القول بجواز استعمال السبحة إلا أنه ما ينبغي أن تتخذ مراءاة كحال من يعلقونها في العنق أو يجعلونها في المعصم ونحو ذلك من المظاهر الموحية بالرياء عياذاً بالله تعالى.

    وأما التبليغ الحاصل في الحرم فلحاجة الناس إليه حيث يصلون خلف الإمام في الشوارع والطرقات والحوانيت، ولربما تمتد الصفوف إلى أماكن بعيدة فيخفى على الناس صوت الإمام، ثم لكثرة الجنائز التي يصلى عليها في الحرم، ويحتاج الناس إلى تنبيههم وتعريفهم بكون الجنازة واحدة أم متعددة، وهل هي جنازة رجل أم امرأة؟ والمقصود أن للحرمين خصوصية، ولا معنى للتبليغ في مسجد يصلي به صف أو صفان أو صفوف محصورة وصوت الإمام مسموع، ومكبرات الصوت جيدة.

    وقد استقبل أهل المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر فرحين مستبشرين وهم يقولون: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كانوا يستقبلونه حين قدومه من الغزوات، وقد قالت له إحدى النساء مرة: يا رسول الله إني نذرت إن نجاك الله أن أضرب بين يديك بالدف. فقال لها عليه الصلاة والسلام: أوفي بنذرك.

    وأما صلاة التراويح فليست ببدعة أبداً، بل هي سنة ثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم حيث صلى بالناس ليلتين أو ثلاثاً، لكنه ترك المواظبة عليها خشية أن تفرض عليهم، ثم أحيا هذه السنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيام خلافته؛ حيث جمع الناس خلف أبي بن كعب رضي الله عنه، ولما خرج عليهم وهم يصلون بصلاة أبيّ قال {نعمت البدعة الحسنة هي} ومقصوده البدعة اللغوية بمعنى الأمر الجديد، وليس مراده أنه قد أحدث في الدين ما لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

  • تحية المسجد ورغيبة الفجر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – شيخنا الفاضل عبد الحي يوسف سؤالي ما يتعلق برغيبة الفجر – هل يجوز أن أصلي رغيبة الفجر في المنزل وأذهب إلى المسجد وأجد متسعاً من الوقت وأصلي تحية المسجد أم أكتفي فقط برغيبة الفجر في المنزل وعند دخولي إلى المسجد أجلس فقط وفي هذه الحالة أحس بأن شيئاً ناقصاً عندي وهو عدم الإتيان بتحية المسجد، أفيدونا في هذا الباب جزاكم الله خيرا.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فمذهب مالك رحمه الله على كراهة النافلة بعد طلوع الفجر سوى ركعتي الفجر أي الرغيبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتا الفجر» وتأويله عندهم أنه لا صلاة بعد طلوع الفجر سوى ركعتي الفجر، وعن يسار مولى ابن عمر قال: «رآني ابن عمر وأنا أصلي بعد ما طلع الفجر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج علينا ونحن نصلي هذه الساعة فقال: ليبلغ شاهدكم غائبكم أن لا صلاة بعد الصبح إلا ركعتين» رواه أحمد وأبو داود، قال الشوكاني رحمه الله تعالى: والحديث يدل على كراهة التطوع بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر. قال الترمذي: وهو مما أجمع عليه أهل العلم كرهوا أن يصلي الرجل بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر. قال الحافظ في التلخيص: دعوى الترمذي الإجماع على الكراهة لذلك عجيب؛ فإن الخلاف فيه مشهور حكاه ابن المنذر وغيره. وقال الحسن البصري: لا بأس به وكان مالك يرى أن يفعله من فاتته صلاة بالليل. وقد أطنب في ذلك محمد بن نصر في قيام الليل.ا.هـــ وطرق حديث الباب يقوي بعضها بعضا فتنتهض للاحتجاج بها على الكراهة.ا.هــــ  وعليه فإن من صلى الرغيبة في البيت ثم أتى المسجد فعليه أن يجلس دون أن يصلي تحية المسجد، أما من جاء إلى المسجد ولم يصلها فإنه يصلي الرغيبة وينوي معها تحية المسجد؛ لأن هذه من العبادات التي يجوز فيها التشريك في النية، والله تعالى أعلم.

  • كيفية صلاة الشفع والوتر

    ما كيفية صلاة الشفع والوتر؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فصلاة الشفع والوتر يجوز أن تكون ركعتين بتشهد وسلام، وبعدهما ركعة بتشهد وسلام، ويجوز لك أن تصلي ثلاثاً متصلات بتشهد واحد، وكلاهما سُنَّة، والله تعالى أعلم.

  • بخاخ الأزمة للصائم

    السلام عليكم أنا مريضة بالربو وأستخدم البخاخ المعالج مرتين يومياً، وقد بحثت في الإنترنت وسمعت عدد من الفتاوى بأنه غير مفطر؛ إلى أن سمعت أحد الشيوخ المصريين يقول بأنه مفطر؛ هل هو كذلك؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا لأنني منذ سنوات أصوم وأستخدمه ثم أتمضمض وأواصل صيامي

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فقد صدر قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته العاشرة بأن استعمال البخاخ لمن احتاج إليه – سواء في الأنف أو الفم – لا يفسد الصيام؛ وذلك قياساً له على المضمضة؛ إذ إنه يحوي ماء وأكسجين وبعض المستحضرات الطبية، ونسبة الماء فيه يسيرة جداً، وكثير من الأطباء يقولون بأنه لا يصل منه شيء إلى الجوف، والله تعالى أعلم.

  • هل هذه تميمة؟

    إذا كتبت سورة الفاتحة مثلاً في ورقة وعلَّقتها علي طفلي؛ هل هذه تعتبر تميمة؟ وجزاكم الله ألف خير؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالمشروع لك أن تباشر تحصين طفلك بالرقى الشرعية؛ اقتداءً بالنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم الذي كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما بقوله (أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) وما ينبغي لك أن تكتب شيئاً من القرآن أو الأدعية النبوية وتعلقها على الطفل لأن ذلك يفضي إلى جملة محاذير منها:

    • هجر القرآن؛ حين التعويل على ذلك المعلق؛ فلن تهتم بعدها بقراءة القرآن على طفلك
    1. تعريضه للمهانة حين يدخل به الخلاء، أو يسيل عليه لعابه، وقد لا يعرف الطفل لهذا المكتوب ما ينبغي له من حرمة، وقد قال الله سبحانه ((ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه))
    • قد يكون ذلك ذريعة لتعليق ما سواه من التعاويذ والتمائم التي لا يعرف لها أصل، والمطلوب سد تلك الذريعة المفضية إلى الشرك.

    ثم إن المطلوب منك الخروج من خلاف أهل العلم رحمهم الله، وقد أفتى بعضهم ـ وعلى رأسهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ـ بالمنع من ذلك، والله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى