الفتاوى

  • بيع ما ليس عندي

    أنا تاجر بالسجانة تأتيني أحياناً طلبيات أنواع من الحديد ليست متوفرة؛ فأتفق مع موردها بأنني سأمر عليه في آخر اليوم، وأعطيه الثمن وأرسل الزبون إليه وآخذ المال منه.. سؤالي:

    1/ هل تصح هذه المعاملة؟

    2/ وإذا لم تكن صحيحة فكيف تصحح؟

    3/ وهل يجوز أن أذهب وأعطي المورد الثمن قبل أن يأخذها الزبون على أن يكون استلامها من مخازن المورد؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا يجوز لك أن تبيع للزبون ما ليس عندك، بل مقتضى النصيحة أن تحيله على التاجر الذي توجد عنده السلعة المطلوبة؛ فإنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسـلم عن أن يبيع الإنسان ما ليس عنده؛ فقد روى أبو داود والنسائي عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله، يأتيني الرجل فيريد مني المبيع ليس عندي، فأبتاع له من السوق، قال:  {لا تبع ما ليس عندك} أي لا تبع ما لا تملك، وأخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَحِل سَلَفٌ وَبَيْعٌ وَلاَ شَرْطَانِ في بَيْعٍ، وَلاَ رِبْحٌ مَا لَمْ يُضْمَنْ، وَلاَ بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ}  وأخرج أبو داود – وحسَّنه الألباني – عن ابن عمر قال: “ابْتَعْتُ زَيْتاً في السّوقِ فَلَمّا اسْتَوْجَبْتُه لِنَفْسِيَ لَقِيَنِي رَجُلٌ فأعْطَانِي بِهِ رِبْحاً حَسَناً فَأرَدْتُ أنْ أضْرِبَ عَلَى يَدِهِ، فَأخَذَ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي بِذِرَاعِي فَالْتَفَتّ فَإذَا زَيْدُ بن ثَابِتٍ فَقالَ: لاَ تَبِعْهُ حَيْثُ ابْتَعْتَهُ حَتّى تَحُوزَهُ إلَى رَحْلِكَ، فَإنّ رَسُول َالله صلى الله عليه وسلم نَهَى أنْ تُبَاعَ السّلَعُ حَيْثُ تُبْتَاعُ حَتّى يَحُوزَهَا التّجّارُ إلَى رِحَالِهِمْ”.

    أما إذا أعلمت الزبون بأن هذه البضاعة ليست عندك فأوكلك في شرائها له؛ فعندها يجوز لك طلبها من المورد، ولك أن تبيعها ثانية على الزبون على اعتبار أن ربحك هو أجر الوكالة، والله تعالى أعلم.

  • مدة الحداد على غير الزوج

    في حالة موت أقارب غير الزوج ما هي مدة الحد الشرعية؟ وما عقوبة من يزيد علي ذلك خاصة النساء؟ حيث تمتنع عن أمور كثيرة منها ما هو أصلاً محرم كحفلات العرس (بدعوي الحد لا الالتزام) وعدم حضور حتى مراسم قبل العرس والعقد وما يولد ذلك من إيغار الصدر (بالنسبة لأهل الميت) بالزعل في حالة لم يجاملها ذوي القربى في ذلك أقصد النساء؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا يجوز الإحداد على غير الزوج أكثر من ثلاثة أيام لقوله صلى الله عليه وسلم {لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً} رواه الشيخان عن أم حبيبة وزينب بنت جحش رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم {لا يحل} يفيد التحريم؛ وتزداد تلك الحرمة إذا ترتب عليها تضييع حق الزوج؛ إذ إن بعض النساء المتزوجات يمتنعن من الزينة الشرعية التي هي من حسن التبعل تحت دعوى أنها في حداد على بعض قرابتها؛ مما يوغر صدر زوجها عليها، ولربما أوقعه ذلك في إطلاق بصره والنظر إلى ما حرم الله عليه والوزر في هذا عليه وعلى زوجه التي كانت سبباً في ذلك.

    والمرأة الصالحة هي التي تقدم حق زوجها على حقوق قرابتها، قال الغزالي رحمه الله تعالى في إحياء علوم الدين: فالقول الجامع في آداب المرأة من غير تطويل: أن تكون قاعدة في قعر بيتها، لازمة لمغزلها، لا يكثر صعودها واطلاعها، قليلة الكلام لجيرانها، لا تدخل عليهم إلا في حال يوجب الدخول، تحفظ بعلها في غيبته، وتطلب مسرته في جميع أمورها، ولا تخونه في نفسها وماله، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن خرجت بإذنه فمختفية في هيئة رثة، تطلب المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق، محترزة من أن يسمع غريب صوتها أو يعرفها بشخصها، لا تتعرف إلى صديق بعلها في حاجاتها، بل تتنكر على من تظن أنه يعرفها أو تعرفه، همها صلاح شأنها وتدبير بيتها، مقبلة على صلاتها وصيامها، وإذا استأذن صديق لبعلها على الباب وليس البعل حاضراً لم تستفهم ولم تعاوده في الكلام؛ غيرةً على نفسها وبعلها، وتكون قانعة من زوجها بما رزق الله، وتقدِّم حقه على حق نفسها وحق سائر أقاربها، متنظفةً في نفسها، مستعدة في الأحوال كلها للتمتع بها إن شاء، مشفقةً على أولادها حافظةً للستر عليهم قصيرةَ اللسان عن سب الأولاد ومراجعة الزوج.ا.هـــــــــ

  • حكم الحجاب

    ما حكم الحجاب؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالحجاب فرض بنص كتاب ربنا جل جلاله في قوله سبحانه {وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن..} وقوله سبحانه {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما} وأجمع أهل العلم على وجوب ستر المرأة جسدها عن غير الأصناف الاثني عشر المذكورين في آية النور.

    وأما الوجه والكفان فقد اختلف أهل العلم في حكم سترهما، بناء على اختلافهم في تفسير الآية نفسها؛ فقال بعضهم في قوله تعالى {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} المراد ما دعت الحاجة إلى ظهوره كالثياب والخضاب والكحل والخاتم مما لا يمكن إخفاؤه، وقيل: بل المراد ما ظهر منها بدون قصد ولا تعمد، وقيل: المراد به الوجه والكفان. والله تعالى أعلم.

  • وصايا لمغترب حول طلب العلم

    السلام عليكم شيخنا الفاضل عبد الحي، والله إني لأحبك في الله، أنا مسافر إلى الغرب للدراسة والعودة إن شاء الله وتقديم ما تعلمته لأمتي المسلمة؛ ولكي أسهم ولو بالقليل لرفعة هذا الدين العظيم وإثبات خيريته للبشرية في كل زمان خصوصاً أن تخصصي في الدراسات المالية؟ سؤالي كيف أكون سفيراً للإسلام هناك؟ ثانيا: بماذا توصيني؟ وأسألك بالله أن تدعو لي بالتوفيق والثبات. وجزاك الله عنا كل خير.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأحبَّك الله الذي أحببتني فيه، أما بعد.

    فإني أوصيك – أخي – بتقوى الله عز وجل والاعتصام بحبله ((ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)) وهاك ما طلبته مني من وصية:

    أولاً: اجعل الله نصب عينيك فيما تأتي وتذر، جدِّد النية وصحِّح العزم، وتذكر دائماً قول ربك جلَّ جلاله ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))

    ثانياً: إياك والفتور والملل، واستعن بالله ولا تعجز، واعلم بأن العلم بحر لا ساحل له؛ وكلما ازددت منه كان ذلك أرفع لدرجاتك في الدنيا والآخرة؛ وما بلغ أهل العلم ما بلغوا بذكائهم وحده، بل بمثابرة وعزيمة وطول سهر، وقد قيل إن شروط طلب العلم سبعة مجموعة في قول القائل: له تغرب وتواضع واترع وجع واعص هواك واتبع؛ فالغربة قد حصلت لك بسفرك، وبقي لك – وفقك الله – أن تتواضع لمن تتعلم منه، وأن تلازم الورع باجتناب المحرمات والشبهات، ولا تبال بما يصيبك من جوع أو عطش، وخالف هواك، واتبع هدي الصالحين

    ثالثاً: استعن بالرفقة الصالحة والصحبة الطيبة؛ واصطفِ لنفسك عدداً من الطيبين تستعين بهم على تقلبات الدهر وعوادي الزمان

    رابعاً: لا تحتقر الفائدة وإن قلَّت، وممن صدرت ولا تقل: هذا كافر أو ذاك فاسق؛ فإن العلم الذي تطلبه لا دين له؛ واحرص على أن تمتلك أدوات البحث لتنفع دينك وأمتك

    خامساً: لا تستغن عن الدعاء فإنه سلاح المؤمن، وكن واثقاً من الإجابة؛ وعلِّق آمالك بالله الذي يعلم السر وأخفى

    سادساً: احرص على نفع إخوانك ما استطعت؛ فإن العلم يزيد بكثرة الإنفاق منه، وينقص إنْ به كفاً شَدَدت

    سابعاً: تذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم {من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وشتت عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له}

    ثامناً: الصلاة الصلاة، وفقك الله لإقامتها؛ احرص على الفرائض في أوقاتها مع جماعة المسلمين ما أمكنك ذلك، وتزود من النوافل ما استطعت

    تاسعاً: أنت سفير من سفراء الإسلام في تلك البلاد؛ فاصدق إذا حدثت، وأد إذا ائتمنت، وغض بصرك عما حرم الله، وكف يدك عما لا ينبغي لك؛ واحفظ منيك أيها الإنسان؛ فإنه ماء الحياة يُصَبُّ في الأرحام

    عاشراً: أحسن الظن بربك سبحانه، واعلم أنه لا يضيع من رجاه، ولا يخيب من سأله، ردَّك الله إلينا سالماً، وبلغك مرادك غانماً، وبسط يدك بكل خير، والله الموفق والمستعان.

  • سؤال عن حديث موضوع

    هنالك من الاحاديث المتداولة عن طريق الايميلات وهذا واحد منهم … وعادة ما يكون هنالك ادعية او كلام حاث علي نشره وتوزيعه فاحب ان اعرف مدي صحة هذا الحديث …. وهل يجوز نشره وجزاءكم الله خيرا روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال :ـ جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( مالي أراك متغير اللون )) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل صِف لي جهنم قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا! ينطفئ لهبها ولا جمرها والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها . والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها .. والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة . والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها . حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و الصديد ، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء . فقال صلى الله عليه وسلم: (( أهي كأبوابنا هذه ؟! )) قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ،وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ، ويُسحَبُ على وجهه ، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟ ! )) فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون ، و اسمها الهاوية .. و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم .. و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر .. و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ، واسمه لَظَى .. و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة . و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟ )) فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا. فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: (( يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و اشتدّ حزني ، أَوَ يدخلأحدٌ من أمتي النار ؟؟؟ )) قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك . ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل . و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى . فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله منسبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. . فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه غائباً ، فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول . فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: (( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟ افتحوا لها الباب )) ففتح لها الباب فدخلت فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن ، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟!فقال: (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن فيأعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني وأحزنني )) قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟! قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم على أفواههم ، و لا يقرّنون مع الشياطين ، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال )) قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟! قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب والنواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي :واشَيْبتاه واضعفاه ، و كم من شاب قد قُبض على لحيته ، يُساق إلى النار وهوينادي: واشباباه واحُسن صورتاه ، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ، حتى يُنتهى بهم إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء ؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !! فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة . فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟! فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصومرمضان . فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى ..فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا ، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم . فيقول مالك للزبانية : ألقوهم .. ألقوهم في النار فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ، فترجع النار عنهم ، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ،ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه،فإذا أهوت النار إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان . فيبقون ما شاء الله فيها ، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر ما حالهم فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ، فيقول له يا جبريل : ماأدخلك هذا الموضع ؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد ؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،قد أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان . فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم .قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا . فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره . فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب ، فيقول: يا محمد . قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا . فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع تُشفّع . فيقول: (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم )) فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله .فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول: (يا مالك ما حال أمتي الأشقياء؟) فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى الله عليه وسلم: (افتح الباب وارفع الطبق) ،فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان ، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر ، مكتوب على جباههم “الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار” ، فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله تعالى: (رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْمُسْلِمِينَ). عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه)) * وقال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل ، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه ، وإنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً )) اللهم أَجِرْنَا من النار. اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار .. اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار . اللهم أجر مرسلها من النار اللهم أجرنا والمسلمين من النار آمين آمين آمين ** انشرها ولك الدعاء و الأجر إن شاء الله تعالى. امتلك من الدنيا ما شئت….ستعود كما جئت. .أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما نقرأ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً ! اللهم أغفر وأرحم راسلها وقارئها وناشرها

    الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فحديث (يا جبريل ما لي أراك متغير اللون) رواه الطبراني في المعجم الأوسط 6/139، حديث 2683. وأعَلَّه بتفرُّدِ سلام الطويل وهو متروك؛ فيكون الحديث منكرا. وقد حكم العلماء بأنه موضوع، كما في السلسلة الضعيفة للألباني 3/472، حديث 1306. وضعيف الترغيب والترهيب 2/227، حديث 2125. وعليه فلا يجوز نشر مثل هذه الأخبار؛ وفي الصحيحَيْن ودواوين السنة المشهورة ما يشفي العليل ويروي الغليل.

  • حديث موضوع في خطبة الجمعة

    إذا ذكر الإمام في خطبة الجمعة حديثا ضعيفاً أو مكذوباً ـ وما أكثرَها في حياتنا ـ هل يجوز إخباره أثناء الخطبة بذلك؟

    الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فيجوزُ الفتحُ على الإمامِ والخطيبِ فيما يتعلَّقُ بتصحِيحِ الآيات، وأما طَرْحُ القضايا العِلمية وبيانُ الأدِلةِ الحديثية ومُناقَشةُ صِحتِها وضعفِها؛ فيكون بعد انقِضاءِ الصلاة، مع مُراعاةِ اللُّطفِ والرِّفقِ في النصيحة، وأنْ لا يكونَ الإنكارُ في مسألةٍ جرى فيها خلافٌ مُعتَبَرٌ بين أهلِ العلم، وأنْ يَتِمَّ تحقيقُ المسألة عِلمياًّ؛ فلا يكون بِمُجرَّد وُرودِ حديثٍ في موضوعاتِ ابنِ الجوزي مثلا؛ لِتَساهُلِه في الحكمِ بالوضعِ. والخلاصةُ أنَّ مُناقشةَ الخطيب في القضايا العِلمية قد يُشَوِّشُ على المصلِّين ويؤدِّي إلى مفسدةٍ، وأما سؤالُ التعليم فجائزٌ، كما روى مسلمٌ رحمه الله في كتاب الجمعة، باب (حَدِيثِ التَّعْلِيمِ فِي الْخُطْبَةِ) عن أبي رِفَاعَةَ رضي الله عنه قَال {انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ؛ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ؟ قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا قَالَ: فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا} قال النووي رحمه الله: “فِيهِ اِسْتِحْبَابُ تَلَطُّفِ السَّائِل فِي عِبَارَتِه وَسُؤَالِه الْعَالِم. وَفِيهِ تَوَاضُع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرِفْقُه بِالْمُسْلِمِين وَشَفَقَتُه عَلَيْهِمْ، وَخَفْض جَنَاحه لَهُمْ. وَفِيهِ الْمُبَادَرَة إِلَى جَوَاب الْمُسْتَفْتِي وَتَقْدِيم أَهَمّ الْأُمُور فَأَهَمّهَا، وَلَعَلَّهُ كَانَ سَأَلَ عَنْ الْإِيمَان وَقَوَاعِده الْمُهِمَّة. وَقَدْ اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ مَنْ جَاءَ يَسْأَل عَنْ الْإِيمَان وَكَيْفِيَّة الدُّخُول فِي الْإِسْلَام وَجَبَ إِجَابَته وَتَعْلِيمه عَلَى الْفَوْر”. [شرح النووي على مسلم 3/263].

  • ما صحة هذا الموضوع المتداول؟

    ما صحة هذا الموضوع وهل يجوز تداوله في المنتديات؟ إذا ضاقت بك الدنيا اتصل على هذا الرقم؛ الكثير منا يستعصيه أمر في هذه الدنيا ويسعدني أن أساعدكم في الحصول على الواسطة لتيسر لكم أموركم فقط اتصل على هذا الرقم فهذا الرقم الخاص ………. 222 بدون مفتاح ودك تعرف كيفية الاتصــال؟؟ الرقم الأول 2: يعني الساعة 2 منتصف الليل الرقم الثاني 2: يعني ركعتين يعني الرقم 3: دمعتين {ومعناها ركعتين الساعة 2 في آخر الليل مع دمعتين} اطلب الله جل جلاله في هذا الوقت وبإذن الله تتيسر أمورك وسوف تحصل على ما تريد فالله جل جلاله الملك القهار ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ويقول: هل من داعي فاستجيب له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ ……….. فوالله لو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، الجأ إلى من بيده تصريف السماوات والأرض … الكثير منا فضل أهل الواسطات على الله جل جلاله وبدأ يبحث عن واسطة قبل أن يلجأ بالدعاء إلى الله!!!!!!! أفيدونا أثابكم الله

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالمعنى الذي يرمي إليه كاتب هذه الكلمات معنى صحيح، وذلك أنه يريد للناس أن يلجئوا في قضاء حوائجهم إلى الله تعالى؛ عملاً بقول الله تعالى )وقال ربكم ادعوني أستجب لكم( وقوله )أجيب دعوة الداع إذا دعان( وقول النبي صلى الله عليه وسلم {إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله} وكذلك حث الناس على صلاة الليل، واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار، والله تعالى أعلم.

  • الصلاة على النبي في التشهد

    ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول والأخير؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد مستحبة عند جمهور العلماء، قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، فَالَّذِي عَلَيْهِ الْجَمُّ الْغَفِيرُ وَالْجُمْهُورُ الْكَثِيرُ: أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَنِ الصَّلَاةِ وَمُسْتَحَبَّاتِهَا. قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: يُسْتَحَبُّ أَلَّا يُصَلِّيَ أَحَدٌ صَلَاةً إِلَّا صَلَّى فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ ترك ذلك تارك فصلاته مجزية في مذاهب مَالِكٍ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ وَغَيْرِهِمْ. وَهُوَ قَوْلُ جُلِّ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَحُكِيَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ أَنَّهَا فِي التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ مستحبة، وأن تاركها في التشهد مسي. وَشَذَّ الشَّافِعِيُّ فَأَوْجَبَ عَلَى تَارِكِهَا فِي الصَّلَاةِ الْإِعَادَةَ. وَأَوْجَبَ إِسْحَاقُ الْإِعَادَةَ مَعَ تَعَمُّدِ تَرْكِهَا دُونَ النِّسْيَانِ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ إِذَا لَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ وَقَبْلَ التَّسْلِيمِ أَعَادَ الصَّلَاةَ. قَالَ: وَإِنْ صَلَّى عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ لَمْ تُجْزِهِ. وَهَذَا قَوْلٌ حَكَاهُ عَنْهُ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، لَا يَكَادُ يُوجَدُ هَكَذَا عَنِ الشَّافِعِيِّ إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِهِ الَّذِينَ كَتَبُوا كُتُبَهُ. وَقَدْ تَقَلَّدَهُ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ وَمَالُوا إِلَيْهِ وَنَاظَرُوا عَلَيْهِ، وَهُوَ عِنْدُهُمْ تَحْصِيلُ مَذْهَبِهِ. وَزَعَمَ الطَّحَاوِيُّ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ غَيْرَهُ. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ: وَلَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ فِي الصَّلَاةِ، وَهُوَ قَوْلُ جَمَاعَةِ الْفُقَهَاءِ إِلَّا الشَّافِعِيَّ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ فِيهَا قُدْوَةً. وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ فُرُوضِ الصَّلَاةِ عَمَلُ السَّلَفِ الصَّالِحِ قَبْلَ الشَّافِعِيِّ وَإِجْمَاعُهُمْ عَلَيْهِ، وَقَدْ شُنِّعَ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ جِدًّا. وَهَذَا تَشَهُّدُ ابْنِ مَسْعُودٍ الَّذِي اخْتَارَهُ الشَّافِعِيُّ وَهُوَ الَّذِي عَلَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِيهِ الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ رَوَى التَّشَهُّدَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ عَلَى الْمِنْبَرِ كَمَا تُعَلِّمُونَ الصِّبْيَانَ فِي الْكِتَابِ. وَعَلَّمَهُ أَيْضًا عَلَى الْمِنْبَرِ عُمَرُ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: قَدْ قَالَ بِوُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَوَّازِ مِنْ أَصْحَابِنَا فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ الْقَصَّارِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَعَلَّمَ الصَّلَاةَ وَوَقْتَهَا فَتَعَيَّنَتْ كَيْفِيَّةً وَوَقْتًا. وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ صَلَّيْتُ صَلَاةً لَمْ أُصَلِّ فِيهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ لَرَأَيْتُ أَنَّهَا لَا تَتِمُّ. وَرُوِيَ مَرْفُوعًا عَنْهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالصَّوَابُ أَنَّهُ قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ، قاله الدارقطني.ا.هـــ والله تعالى أعلم.

  • الجمع بين النذر وصيام ست من شوال

    إنسان نذر بأن يصوم إذا تحقق أمر معين، وتحقق الأمر، هل يجوز أن يشرك في صومه صوم الست من شوال؟ أم فقط يحسب له النذر؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا يجزئ الجمع بين نية النذر وصيام ست من شوال؛ لأن كلاً منهما مطلوب لذاته، والوفاء بنذر الطاعة واجب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {من نذر أن يطيع الله فليطعه} لكنني أنصحك بألا تنذر مرة أخرى نذراً مشروطاً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا تنذروا فإن النذر لا يغيِّر من قدر الله شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل} والله تعالى أعلم.

  • صوم كفارة اليمين مع ست من شوال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ سؤالى هو أننى قبل رمضان أقسمت بأننى سوف لن أفعل أمراً، وهذا القسم كان فى حالة غضب ثم بعد ذلك تراجعت وأتممت هذا الأمر، ونويت صيام كفارة هذا القسم مع نية صيام الست من شوال فهل هذا صحيح؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فكفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وما ينبغي لك اللجوء إلى الصيام إلا إذا عجزت عن الخصلتين المذكورتين؛ لأن الله تعالى قال {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} فإن كنت من أهل السعة فلا يجزئك الصيام الذي فعلته بل عليك الإطعام أو الكسوة، وأنت مخيَّر بينهما.

    أما الجمع بين صيام مفروض – كقضاء رمضان أو صيام نذر أو كفارة – وبين ست من شوال فقد اختلف فيه أهل العلم، والذي عليه جمهورهم أن ذلك لا يجزئ عن الفرض، بل قال بعضهم – كابن حزم – إنه لا يجزئ لا عن فرض ولا نفل، بل يقع باطلاً في كليهما، قال رحمه الله: ومن مزج نية صيام فرض بفرض آخر أو تطوُّع، أو فعل ذلك في صلاة أو زكاة أو حج أو عمرة أو عتق لم يُجْزِه لشيء من ذلك وبطل ذلك العملُ كلُّه، صوماً كان أو صلاة أو زكاة أو حجاً أو عمرة أو عتقاً إلا مزج العمرة بالحج لمن أحرم ومعه الهدي فقط فهو حكمه اللازم له.ا.هـــــ

    وهذه هي المسألة التي يسميها علماؤنا رحمهم الله تعالى (التشريك في النية) وخلاصة ما ذكروه أن التشريك يصح في الوسائل أو فيما يتداخل؛ كما لو اغتسل الجنب يوم الجمعة بنية رفع الجنابة وغسل الجمعة معاً، فترتفع جنابته ويحصل له ثواب غسل الجمعة. وكذلك لو كانت إحدى العبادتين مقصودةً لذاتها والأخرى غير مقصودة كما لو دخل داخلٌ المسجد فصلَّى سنة الفجر ونوى معها تحية المسجد، إذ الأخيرة غير مقصودة لذاتها وإنما المقصود شغلُ المكان بالصلاة وقد حصل، بخلاف ما لو كانت العبادتان مقصودتين لذاتهما كمن أراد قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمس ونوى معها سنة الضحى فلا يصح؛ إذ كل واحدة منهما مستقلة عن الأخرى مطلوبة لذاتها، ولذا فالأحوط أن تعيد الصيام على نية الكفارة وحدها، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى