الفتاوى

  • خلافات الصحابة

    لا شك بأننا نعلم بأن الذين أدوا إلينا الدين هم الصحابة رضوان الله عليهم،
    لكن من خلال قراءتي وجدت أنه وقعت بينهم خلافات بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، أريد أن أعرف ما حقيقة وأنواع هذه الخلافات؟ هل هي خلافات دينية أم سياسية فقط؟  وكيف نرد على من يقول: إنهم هم من نقلوا الدين فهل سلم النقل من هذه الخلافات؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد تواترت نصوص الشرع بالثناء على الصحابة الكرام عليهم من الله الرضوان، كقوله تعالى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} وقوله جل جلالـه {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وقوله سبحانه {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} مع قول النبي صلى الله علـيه وسلم (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وقوله صلى الله علـيه وسلم (لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) بالإضافة إلى النصوص الواردة في فضل بعضهم تخصيصاً مما تجده في كتب المناقب والفضائل.

    ولا يعني ذلك أنهم معصومون بل هم رضوان الله عليهم بشر يصيبون ويخطئون، وليست العصمة لأحد من هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله علـيه وسلم، فقد يقع الخطأ من الصحابي أو من عدد من الصحابة، لكن الممنوع هو اجتماعهم على الخطأ لقول النبي صلى الله علـيه وسلم (إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة).

    ونصوص القرآن والسنة هي الأصل الذي نستمسك به ونعض عليه؛ لأن الهداية مقرونة بالتمسك بهما وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي) أما روايات كتب التاريخ فإنها كثيرة متضاربة، وقد دخلها الكذب والاختلاق؛ فالموفَّق من عباد الله هو من يرجع إلى الأصلين الشريفين أعني الكتاب والسنة ويدع ما سواهما مما يعارضهما أو يعارض أحدهما.

    وهؤلاء الطاعنون في الصحابة الكرام إنما يريدون بذلك هدم الدين؛ لأن القرآن حق والسنة حق، وقد نقلهما إلينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسـلم؛ فمتى ما حصل الطعن في المخبر حصل الطعن في الخبر، وبذا يهدمون الدين كله؛ كما قال كما قال أبو زرعة الرازي رحمه الله: ((إذا رأيت الرجلَ ينتقصُ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسـلم فاعلم أنَّه زنديقٌ؛ وذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسـلم عندنا حقٌّ والقرآن حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسـلم، وإنَّما يريدون أن يجرحوا شهودَنا ليُبطلوا الكتاب والسنَّة، والجرحُ بهم أولى، وهم زنادقةٌ))، ثم إنهم ضالون تائهون حين يعرضون عن نصوص القرآن القطعية التي زكت الصحابة رضي الله عنهم وبينت عدالتهم وشرفهم وصدق ديانتهم ويتعلقون بروايات تاريخية مكذوبة يسردها الكذابون من أمثال أبي مخنف لوط بن يحيى ومن كان على مشربه من الإخباريين، وقد بذل لهم النصح أحد أئمة الزيدية وهو الإمام العلامة الفذ محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى في رسالته القيمة (إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي) بعدما نقل إجماع أهل البيت من اثني عشر طريقاً على تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، وتحريم التكفير والتفسيق لأحد منهم، قال رحمه الله تعالى: ((فيا من أفسد دينه بذم خير القرون، وفعل بنفسه ما لا يفعله المجنون! إن قلت: اقتديت في سبهم بالكتاب العزيز. كذبت في هذه الدعوى؛ من كان له في معرفة القرآن أدنى تبريز، إنه مصرح لأن الله جل جلاله قد رضي عنهم، ومشحون بمناقبهم، ومحاسن أفعالهم ومرشد إلى الدعاء لهم، وإن قلت: اقتديت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المطهرة قام في وجه دعواك الباطلة ما في كتب السنة الصحيحة من مؤلفات أهل البيت وغيرهم من النصوص المصرحة بالنهي عن سبهم وعن أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وأنهم خير القرون، وأنهم من أهل الجنة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو راض عنهم وما في طي تلك الدفاتر الحديثية من ذكر مناقبهم الجمة كجهادهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيعهم نفوسهم وأموالهم من الله ومفارقتهم الأهل والأوطان والأحباب والأخدان طلباً للدين وفراراً من مساكنة الجاحدين وكم يعدُّ العادُّ من هذه المناقب التي لا تتسع له إلا مجلدات. ومن نظر في كتب السير والحديث عرف من ذلك ما لا يحيط به الحصر وإن قلت أيها الساب لخير هذه الأمة من الأصحاب: إنك اقتديت بأئمة أهل البيت في هذه القضية الفظيعة، فقد حكينا لك في هذه الرسالة إجماعهم على خلاف ما أنت عليه من تلك الطرق.ا.هــــــــــــــ.

    ثم إن الخلافات التي كانت بين الصحابة رضوان الله عليهم ما كانت في أصول الدين، بل إما في أمور فرعية هي مظنة الاجتهاد، وإما في أمور دنيوية تعارضت فيها وجهات النظر، وهم ما بين مصيب له أجران ومخطئ له أجر واحد، ولا تأثير لتلك الخلافات فيما نقلوه لنا من كتاب ربنا جل جلالـه وسنة نبينا صلى الله علـيه وسلم، يدلك على ذلك إجماعهم على القرآن سورة سورة وآية آية وكلمة كلمة، وكذلك رجوعهم إلى السنة متى ما ثبتت عندهم، ويعرف ذلك من تتبع سيرتهم وعرف هديهم رضي الله عنهم، والله الموفق والمستعان.

  • هل هذه رشوة؟

    السلام عليكم ورحمة الله، صاحب محل بيع قطع غيار سيارات يطلب منه الميكانيكية الذين يحضرون مع الزبون أن يعطيهم عمولة نظير إحضارهم لصاحب السيارة، وإلا سوف يذهبون لتاجر آخر يعطيهم، علماً بأنهم يأخذون أجرة عملهم من صاحب السيارة فهل يجوز إعطاؤهم شيء؟ وهل تعتبر رشوة أم سمسرة؟ علمًا أنهم لا يأخذون عمولتهم في وجود صاحب السيارة بل بعد ذهابه .. أفيدونا أفادكم الله وجزاكم الله خيرًا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإذا كان هذا الميكانيكي يبذل النصح لصاحب السيارة فيسوقه إلى من يبيع البضاعة الجيدة بالسعر المناسب ويبذل له النصح في ذلك فلا حرج عليه أن يتقاضى من التاجر عمولة نظير جهده المبذول في استجلاب ذلك المشتري، أما إذا كان يبحث عمن يعطيه عمولة أكبر دون نظر لجودة البضاعة أو اعتدال السعر فإنه يكون غاشاً لصاحب السيارة مؤثراً مصلحة نفسه على حق أخيه المسلم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسـلم (وإذا استنصحك فانصح له) والله الموفق والمستعان.

  • رشوة أم سمسرة

    السلام عليكم شيخنا الجليل … أعمل فى مصنع بنسبة في الأرباح … واشترينا ماكينات من شركة أجنبية، وفى نفس الوقت كلفنى شقيق صاحب المصنع بشراء نفس الماكينات … فاشتريتها له بنفس السعر الذى اشترينا به وتم تحويل المبالغ، وعند تركيب الماكينات طالبت الشركة البائعة بسمسرة فى ماكينات شقيق صاحب المصنع، فعرضوا عليَّ أنه يمكن أن يعطوني فى كل الكمية يعنى ماكيناتنا وماكينات شقيق صاحب المصنع لكني رفضت أن أستلم فى ماكيناتنا واستلمت منهم مبلغ فى ماكينات شقيقه … سؤالي هل هذه المعامله جائزة؟ لأني لم أتصرف فى المبلغ حتى الآن

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فأنت مصيب – جزاك الله خيرا – في عدم قبولك العمولة على ما وردت تلك الشركة لمصنعكم؛ لأن ذلك راجع إلى مهمتك العملية التي تتقاضى عليها أجرا من صاحب المصنع، ولا حرج عليك في الانتفاع بالمبلغ الذي نتج عن توريد ماكينات أخرى لذلك الشقيق على اعتبار أنك وكيل عنه في استيرادها، فيصح لك طلب الأجر على تلك الوكالة، والله الموفق والمستعان.

  • أنام عن الفجر وأصلي العشاء منفردا

    أنا مسلم بحمد الله أؤدي صلاتي في المساجد؛ أي في جماعة ولكني في بعض الأحيان تصعب عليَّ صلاة الفجر، ولكني أصليها قبل طلوع الشمس منفرداً!! وأحيانا اصل المنزل مرهقاً من العمل فأنام عن صلاة العشاء فكيف أقضي هذه الصلاة؟ هل أصليها قبل صلاة الصبح؟ أم أصبر فأقضيها مع عشاء اليوم التالي وأيضاً هل أؤثم في عدم صلاتي للفجر في جماعة مع العلم أني أؤديها في الوقت الشرعي

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب على المسلم أن يؤدي الصلوات المكتوبات في أوقاتها مع جماعة المسلمين، ولا يتساهل في ذلك؛ بحيث يجعل الصلاة تابعة لظروفه، بل يقدم الصلاة على كل مهم، ويكفي دليلاً على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك الصلاة مع الجماعة حتى في حال الحرب والسفر والمرض؛ حتى كان في مرض موته يخرج إلى المسجد يتهادى بين رجلين وقد عصب رأسه بعصابة.

    فعليك أن تتقي الله في نفسك وأن تحرص على الصلاة مع الجماعة؛ خاصة صلاة الفجر والعشاء؛ اللتين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنهما أثقل صلاة على المنافقين {ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً} لكن لو قدر أن إنساناً نام عن العشاء أو نسيها، فالواجب عليه أن يبادر إلى قضائها قبل أن يصلي الصبح، ولا يؤخرها حتى يقضيها مع عشاء اليوم التالي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك} والله تعالى أعلم.

  • سماع الأناشيد

    ما حكم الأناشيد الإسلامية الهادفة أمثال فرقة الصحوة أو الصفوة (بعد الإذن أتمنى إجابة شافية بأدلتها حتى يطمئن قلبي) وشكرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا حرج في الاستماع إلى الأناشيد إذا كانت كلماتها طيبات، حاثة على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات وقيم الدين، خالية من المعازف، وكان الاستماع إليها بقدر من غير إسراف ولا شغل عما هو أوجب من إقام الصلاة وتعلُّم العلم الواجب على المكلف الإحاطة به، ويدل على ذلك:

    أولاً: أن الأصل في الأمور الإباحة، ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بدليل مانع

    ثانياً: أنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستمع إلى مثل هذا النوع، بل كان يردده مع الصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ فثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما أنه قال: لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيته يحمل من تراب الخندق حتى وارى عنه التراب جلدة بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات عبد الله بن رواحة وهو ينقل التراب يقول:

    اللهم لولا أنت ما اهتدينا ـ ولا تصدقنا ولا صلينا

    فأنزلن سكينة علينا ـ وثبت الأقدام إن لاقينا

    إن الألى بغوا علينا ـ وإن أرادوا فتنة أبينا

    ثم يمد صوته بآخرهاـ يعني بقوله: أبينا أبينا، وهكذا حين شرعوا في بناء مسجده الشريف، فلا حرج أن يستعين المسلم بشيء من هذا اللهو المباح على ما يريد من الجد، والله الموفق والمستعان.

  • المسلسلات التركية

    ما حكم مشاهدة المسلسلات التركية الشائعة الآن؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فبداية لا بد أن نقرر أن هذه المسلسلات لا تمثل الشعب التركي المسلم؛ وقد عُرف عنهم صيانة الأعراض وحبُّ الدين والتمسكُ بشعائره، والحماسُ لقضايا المسلمين في كل مكان؛ رغم ما سُلِّط عليهم من فرض للعلمنة والإلحاد عقوداً امتدت قرابة مائة عام، لكنهم ما زالوا على العهد بهم، محبين لدينهم مقيمين لشعائره، يتوقون إلى اليوم الذي تعود فيه تركيا لسابق عهدها قائدة رائدة.

    وأما هذه المسلسلات التي تعرض فإنها لا تمثل إلا شريحة ساقطة من المجتمع التركي، والأمر نفسه يقال في شأن المسلسلات المصرية التي لا تمثل إلا من يُسَمَّون بالوسط الفني بما فيه من تحلل وسقوط وبعد عن التعاليم الدينية والآداب الشرعية، وقد تواتر القول عن المسلسلات التركية التي تعرض في بعض القنوات بأنها مروجة للفحش آمرة بالمنكرات، وعليه فلا يجوز مشاهدتها ولا تمكين من ولاك الله أمرهم من مشاهدتها؛ عملاً بقول ربنا جل جلاله ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم))

  • مواقع لرفع الملفات

    إن هذه المواقع (مواقع رفع و تحميل الملفات) تقوم بدفع مال مقابل كل شخص يحمل الملف الذي ترفعه أنت على الموقع ويختلف المبلغ من موقع إلى آخر و أغلبها تدفع 0.0001 دولار عن كل تحميل يعني 1 دولار ل1000 تحميل، وبطبيعة الحال هذه المواقع أغلبها غربية أو غير إسلامية إن صح التعبير؛ لذلك فهي لا ترفض أي نوع من الملفات كتاباً كان أو فيديو أو صورة باختلاف مضمون الملف، ويوجد بهذه المواقع خاصية تدعى الريفيرال يعني إحالة أو دعوة الأشخاص عن طريقك ليشاركوا بالموقع ولك نسبة من أرباحهم ،مع أنها لا تنقص من مالهم شيئا والتسجيل مجاني بهذه المواقع، هذا يعني فيما يخص التعريف بهذه المواقع. لذلك أنا أسأل يا فضيلة الشيخ إن كان الاشتراك بهذه المواقع وأخذ المال منها حلالاً إذ أني أنوي أن:

    • أرفع الملفات النفعية وفقط يعني كتب العلوم الدينية والدنيوية ومحاضرات المشايخ وما إلى ذلك من منافع فقلت: عسى أن تكون منفعتي بنشر الخير وأجري فيه على الله وبالارتزاق إن شاء الله تعالى
    • ألا أدعو شخصاً لهذا الموقع عن طريقي لأن في ذلك منفعتين أولها أن لا يرفع الذي دعوته منكرا للموقع فأكون مشاركا فيه و الله تبارك و تعالى يقول: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) و ثانيها أن على حد علمي فهذا المال فيه شبهة يعني فبعده خير. أرجو أن تفيدونا في أقرب الآجال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا حرج عليك إن شاء الله في مباشرة هذا العمل لكونه مباحاً في الأصل، وكون غيرك يستعمله في المنكرات والموبقات لا يلغي أصل إباحته، بل إن هذا معدود في سد الذرائع الملغي عند الأصوليين، ومثال ذلك من يبيع التمر أو العنب فإن بعض الناس قد يعصره خمراً، وقد يستعمله آخرون في الأكل أو الغرض المباح، وعليه فما دمت قد احتطت لنفسك وعلمت بتقوى الله ما استطعت فلا حرج عليك، والعلم عند الله تعالى.

  • المفسدة والمصلحة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    أولاً: توصيف الحالة العامة في البلاد أن فئة متسلطة باغية لا ترقُب في مؤمن إلاً ولا ذمة، قد استولت على الحكم عن غير استحقاق انتخابي ولا تفويض شعبي، مستعينةً على ذلك بالخداع والمخاتلة، وهي تمثل أحزاب الشمال ممن لا يرجون لله وقارا، حيث أعلنوها حرباً على الدين من أول يوم، وقد مَنَّوا الناس الأماني وبذلوا لهم الوعود المعسولة، ثم أسفرت الأيام عن سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا؛ حيث زاد ضنك الناس في عيشهم أضعافاً مضاعفة، وقد فشلوا في حل أي مشكلة كانت سبباً للاحتجاجات التي أدت إلى سقوط حكم الإنقاذ، وتضرر الناس من سوء سياستهم أبلغ الضرر في سائر المجالات

    ثانياً: كما أن العساكر الحاكمين قد تماهوا مع تلك الفئة يلبون رغباتها ويسارعون في أهوائها، وقد أعيت الناسَ الحيلُ في سبيل إقناعهم بأن هؤلاء الذين يشكلون الحكومة المدنية ليسوا إلا أقلية ضئيلة لا يمثلون سوى أنفسهم

    وواقع الحال أن هؤلاء العسكر لا يفهمون سوى منطق القوة؛ ولا يحركهم شيء قدر ما يحركهم الشارع ليس إلا؛ فلا يبالون بعهد بذلوه ولا ميثاق عقدوه، بل همهم أن يتقوا غضب النا س ما استطاعوا ولو كان ذلك على حساب الدين

    ثالثاً: في الوقت نفسه قد أصاب كثيراً من الإسلاميين وهْنٌ لن يزول إلا أن يشاء الله رب العالمين، حيث ألقى كثير منهم بيديه ورضي بالدون، وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون، وكل منهم بلسان حاله يقول: نفسي نفسي وقد هلك الناس، اللهم إلا فئة يسيرة مصدِّقة بوعد الله عز وجل، حريصة على ألا تعطي الدنية في دينها، وقد أوفت بما عاهدت عليه الله، وهي تبذل ما تستطيع في سبيل النهي عن تلك المنكرات الظاهرة

    وتأسيساً على ما سبق ذكره فإن المصلحة الشرعية قاضية بوجوب العمل على إزالة حكم هذه الفئة الباغية المتسلطة من أحزاب الشمال؛ حيث لم يحفظوا ديناً ولم يصلحوا دنيا، ولا مصلحة البتة في بقائهم على سُدّة الحكم، بل الواجب على كل مسلم أن يسارع في تقويض نظامهم وإسقاط حكمهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا؛ لأن الحكم ليس غاية في ذاته بل هو وسيلة لحراسة الدين وسياسة الدنيا به، وهؤلاء قد ضيَّعوا الدين والدنيا معا، وعليه فإن فريضة الوقت تتمثل في:

    أولاً: العمل على زعزعة استقرارهم والحيلولة دون استمرارهم، وذلك باتباع كل وسيلة تلقي الرعب في قلوبهم، وتشرِّد بهم مَن خلفهم، كإغلاق الطرق والكباري والشوارع العامة؛ بوضع الحجارة وإشعال النيران وما جرى به عرف الناس في ذلك؛ ما دامت تلك الوسائل قد ثبتت فاعليتها، وأن العسكر الآمرين الناهين لا يفهمون سواها؟

    ونبينا صلى الله عليه وسلم ثبت من سنته أنه حرَّق نخل بني النضير من أجل أن يحملهم على الاستسلام؛ وحين قالوا: يا محمد قد جئت ناهياً عن الفساد فما بال تحريق النخل؟ نزل قوله تعالى {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين} قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره: وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَخْرِيبِ دَارِ الْعَدُوِّ وَتَحْرِيقِهَا وَقَطْعِ ثِمَارِهَا عَلَى قولين: الأول- أن ذلك جائز، قال فِي الْمُدَوَّنَةِ. الثَّانِي- إِنْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّ ذَلِكَ لَهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا، وَإِنْ يَئِسُوا فَعَلُوا، قَالَهُ مَالِكٌ فِي الْوَاضِحَةِ. وَعَلَيْهِ يُنَاظِرُ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ. ابْنُ الْعَرَبِيِّ: وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ. وَقَدْ عَلِمَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ لَهُ، وَلَكِنَّهُ قَطَعَ وَحَرَّقَ لِيَكُونَ ذَلِكَ نِكَايَةً لَهُمْ وَوَهْنًا فِيهِمْ حَتَّى يَخْرُجُوا عَنْهَا. وَإِتْلَافُ بَعْضِ الْمَالِ لِصَلَاحِ بَاقِيهِ مَصْلَحَةٌ جَائِزَةٌ شَرْعًا، مَقْصُودَةٌ عَقْلًا.ا.ه

    ولو أن قائلاً اعترض على ذلك بتضمنه بعض المفاسد من تعطيل مصالح الناس وإيذائهم على نحو ما، فالجواب أنه ليس في الدنيا مصلحة محضة ولا مفسدة محضة، بل كل مصلحة مشوبة بمفسدة، ولا يخفى أن جهاد العدو بالسنان متضمن جملة من المفاسد من ذهاب الأنفس وبتر الأطراف وتخريب الممتلكات وغير ذلك، والشريعة قد جاءت مقررة أنه يجوز ارتكاب المفسدة الصغرى لدفع المفسدة الكبرى، وأنه يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام

    هذا مع التنبُّه إلى أن ذلك مقيد بالعمل بتقوى الله وإعمال قاعدة تقليل المفاسد ما استطعنا، بقصر الإغلاق على الشوارع العامة، والانتهاء عن تلك الأعمال متى ما انتفت الحاجة الموجبة لها.

    ثانيا: معلوم بأن أولئك البغاة – من أحزاب الشمال – قد استعملوا كل وسيلة خسيسة وضيعة لإسقاط حكم الإنقاذ، من ترويج الأكاذيب وتلفيق الأخبار وتشويه الأخيار واختلاق التهم وحض الناس على الشغب وإيغار الصدور وإنكار الإيجابيات وتضخيم السلبيات، وقد تسلط أولئك الأشرار على الحكم باستعمال تلك الوسائل ترهيباً للطيبين وخداعاً للمغفلين، والله تعالى يقول {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} ويقول {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} ويقول {وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها} لكن أهل الحق لا يروجون الأكاذيب بل ينشرون الحقائق، ولا يلفقون الأخبار بل يوضحون الأمور على ما هي عليه، ولا يشوهون الأخيار لكنهم يذكرون الفاجر بما فيه ليحذره الناس.

    وهم حريصون على ألا تسفك دماء في غير حق ولا تنتشر الفوضى، بل يجتهدون في أن يزال المنكر بأدنى مفسدة وأقصر سبيل

    ثالثاً: لا حرج في استئجار بعض الصبية اليُفَّع – أو غيرهم – للقيام بأعمال الشغب تلك؛ خاصة في ظل تخاذل كثير ممن ينبغي لهم القيام بها؛ إذ الناس ليسوا سواء حتى في الجهاد الشرعي؛ فبعض الناس يغزو ولا همَّ له إلا المنفعة الدنيوية، وقد قال عليه الصلاة والسلام (من غزا ولم ينو إلا عقالاً فليس له إلا ما نوى) وبعض الناس هاجر وليس له هَمٌّ إلا امرأة ينكحها، ولم يكن ذلك حاملاً رسول الله صلى الله عليه وسلم على منعهم من الهجرة أو الجهاد، لكنه بيَّن أن الأجر على قدر النية

    هذا، والمفلح من ابتغى وجه الله تعالى بعمله، ولم يحرص على لعاعة الدنيا، وكان همه أن ينصر الدين وأهله، جعلني الله وإياكم من حزبه المفلحين وأوليائه الصادقين، والحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على خير النبيين وإمام المرسلين.

  • هل يقع طلاق الحائض؟

    هل يقع الطلاق على المرأة وهي في حالة الحيض؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فطلاق الحائض واقع ـ في قول الأئمة الأربعة ـ مع إثم المطلق؛ استدلالاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أخبره أن ولده طلق امرأته وهي حائض {مُرْهُ فليراجعها؛ ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك بعدُ وإن شاء طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء} رواه الشيخان، ولا تكون المراجعة إلا بعد طلاق، والله تعالى أعلم

  • زكــاة الراتب

    السلام عليكم أنا موظف بإحدى الشركات يتم استقطاع زكاة شهرية من مرتبي فهل يجب زكاته إذا حال عليه الحول من مجمله. هل يمكن إعطاء الزكاة لشقيقتي وإخواني كرسوم دراسية؟؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فعند حلول حولك إذا كان عندك من المال ما يبلغ نصاباً فإنه يجب عليك أن تخرج زكاته؛ ولا مانع من دفع الزكاة لإخوانك ليسددوا بها رسوم الدراسة إن كانوا بحاجة إليها، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى