الفتاوى

  • من الأحق بالإمامة

    إمام مسجدنا رجل فاضل بسيط صوته جميل ـ كما قيَّمه كثير من الناس ـ رغم أني لا أميل إليه ـ ذوقياً ـ وسؤالي هو: أن هذا الأخ لا يجيد القراءة بالطريقة الصحيحة مثلاً: لا يخرج الحرف من مخارجها فيقول: العذيذ بدل العزيز، قد افلح من تذكى، بدل من تزكى، يداخل بين الروايات كثيراً جداً، يقف وقفات غريبة وأحياناً قبيحة، ليست لديه الحكمة في مقدار القراءة التي يقرؤها للناس في الصلوات سواء كانت الصلاة صبحاً أو مغرباً أو عشاء، ليس لديه العلم الشرعي الكافي ليستطيع الإجابة عن أسئلة الناس بحكم أنه الإمام، وله أخطاء تجويدية، وفي الوقت نفسه لا نعلم عنه إلا خيراً، وظاهره السنة والالتزام فهو ملتح ومقصر، ولكن هناك من هو أحق منه بالإمامة، أعني شاباً حافظاً فاضلاً له علم بالروايات تجويداً وترتيلاً وتفسيرا، وله درسان أسبوعيان في السيرة والتفسير، بل ويخطب الجمعة أحياناً، والأدهى والأمر أن الإمام الذي لديه علم هو المسجل في وزارة الشئون والأوقاف كإمام راتب، والذي أريد أن أسأل عنه، هل يجوز لهذا الإمام العالم أن يتنحى عن الإمامة ذوقياً أو ألا يطالب بها رغم أنه ينضرس أيضاً من قراءته وإن استحى هو فهل يجوز لمن له علم بهذه المسألة أن يتدخل؟  ما حكم الإمامين؟ وما حكم الذين يعرفون بهذه القضية؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على المسلم ألا يتصدر للإمامة إلا إذا كان أهلاً لها، محسناً للتلاوة عالماً بالصلاة بشروطها وما يفسدها، عالماً بكيفية إصلاح الخلل الطارئ عليها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا سواء فأقدمهم سلماً، وفي رواية: سناً} وهذا الشاب ما دام هو المعيَّن من قبل الأوقاف فما ينبغي له أن يتنازل لمن هو دونه حياء أو خجلاً؛ لأن في ذلك تضييعاً للصلاة التي هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، والواجب على المصلين تمكينه من الإمامة، وتنحية الآخر، وما دمت تقول في سؤالك بأن الآخر ذو خلق ودين، فالفتنة مأمونة إن شاء الله،  والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

  • الفرق بين غسل الجنابة والغسل من الحيض

    ما هو الفرق بين غسل الجنابة وغسل الحيض؟ مع ذكر صفة كل منهما؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فصفة غسل الجنابة والغسل من الحيض واحدة، سوى أن الحائض يُسَنُّ لها بعد غسلها أن تأخذ قطنة أو قطعة تبللها بالطيب وتتبع بها موضع الدم حتى تزول منه الرائحة المستكرهة، والصفة المسنونة في الغسل أن تبدأ بغسل يدها ثلاثاً، ثم تغسل فرجها وما أصاب جسدها من أذى، ثم تتوضأ وضوء الصلاة سوى أنها تؤخر غسل رجليها، ثم تخلل شعرها بيديها حتى يصل الماء إلى شئون رأسها، وتفيض على رأسها ثلاثاً، ثم تغسل ميامنها فمياسرها، ثم رجليها، والله تعالى أعلم.

  • أمذيت في نهار رمضان بسبب التفكير

    فكرت في امرأة في نهار رمضان فأمذيت، ما الحكم؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على الصائم أن يحفظ جوارحه عما حرَّم الله تعالى، وعليه أن يصرف عن باله سائر الخواطر الرديئة التي تفسد عليه عبادته، وليشغل نفسه بطاعة ربه في قراءة القرآن والمواظبة على صلاة الجماعة في المسجد، وحضور مجالس الذكر وحلق العلم، وبخصوص ما سألت عنه فإن الواجب عليك قضاء يوم مكان اليوم الذي أفسدته بإمذائك، والله تعالى أعلم.

  • كمبيوتر لتحميل الصور والنغمات

    لدي جهاز كمبيوتر؛ قمت بتأجيره لمحل صيانة موبايل، وإنزال نغمات وصور، ما حكم الدين وأنا محتاج للمبلغ؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فاستعمال تلك الأجهزة ـ أعني الحاسب والجوال ـ مباح؛ بل هي من النعم الداخلة في قوله تعالى {وسخر لكم ما في السموات والأرض جميعاً منه} والله تعالى سائلنا عنها هل سخرناها في الدعوة إليه والدلالة عليه، أم استعملناها في معصيته والصد عن سبيله؟ ولا حرج عليك في تأجير جهاز الحاسب لمن يستعمله في صيانة أجهزة الهاتف الجوال؛ أما إذا غلب على ظنك أن مستأجره يستعمله في إنزال الصور المحرمة – كصور الفتيات المتبرجات – أو النغمات الموسيقية المؤلفة على إيقاعات الأغاني، وأن هذا هو الغالب عليه فلا يجوز لك إعانته على ذلك، لعموم قوله تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وعليك أن تبحث عن مؤجر آخر يتقي الله فيما يأتي ويذر، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والله تعالى أعلم.

  • استمنيت في نهار رمضان

    في شهر رمضان السابق احتلمت، وفي المرحلة النهائية استيقظت ولم أقذف، وأنا في حالة صعبة فأمنيت بيدي، فما حكم الدين؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالاستمناء باليد حرام أيها الأخ ـ غفر الله لك ـ وقد قال الله تعالى {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} فعليك بالتوبة إلى الله تعالى مما كان، واعلم بأن صيام ذلك اليوم فاسد وعليك قضاء يوم مكانه، والله تعالى أعلم.

  • كيف اختار الزوجة الصالحة؟

    كيف أختار الزوجة الصالحة؟ وكيف أعرفها؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فاختيار الزوجة الصالحة يكون حسب دينها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {فاظفر بذات الدين تربت يداك} فعليك بذات الدين المؤدية لما افترض الله عليها، المجتنبة ما نهى الله عنه، المكثرة من النوافل والمستحبات، المتوقِّية للمكروهات والشبهات، الملتزمة بحجابها، الحافظة لحيائها، الحسنة الأخلاق، الكثير صمتها، الخفي صوتها، العظيم صبرها، الواسع صدرها، التي إن أعطيت شكرت، وإن منعت صبرت، وإن زجرت انزجرت، والتي تعرف حق زوجها عليها {إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله} ولا يلزم أن تتوافر تلك الصفات كلها، بل لو وجد بعضها، وأدنى ذلك المواظبة على الفرائض واجتناب المحارم، فعليك بها تنل خير الدنيا والآخرة.

    وتستطيع أن تعرفها بالسؤال عنها وسماع ما استفاض من خبرها، من خلال من عاشرنها وخالطنها واطلعن على حقيقة أمرها، والله تعالى أعلم.

  • أخذ منها المال ولم يشترِ لها أرضاً

    لدينا منزل ورثة، وقد تم بيعه وقسمة الورثة، ولكن لدينا أخت متزوجة؛ فأخذ أخي الكبير نصيبها من الميراث؛ لكي يشتري لها قطعة أرض، وفي ذلك الزمن هذا المبلغ لا يكفي لشراء قطعة في منطقة مأهولة بالسكان، المهم في الأمر أنه لم يوفق في شراء هذه القطعة حتى الآن، وكان هذا قبل ثمانية أعوام (أي في نهاية 1997) والآن أخي خارج السودان، ولم يرجع إليها مالها، ولم يشتر لها الأرض، وهي تقول: إنها عافية منه، وتغضب حين نذكِّرها بهذا الأمر، فالآن إذا أردنا أن نرجع لها هذا المال فكم نرجعه لها علماً بأن قيمة المال الآن وفي ذلك الزمن تختلف؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإن الله تعالى يقول {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} فما دامت أختكم ـ وفقها الله ـ قد قدَّرت لأخيها حسن قصده وطيب سعيه، وأعلنت أنها قد عفت عما كان؛ فما ينبغي لكم تذكيرها بهذا الأمر لتكدير خاطرها وتعكير صفوها بإظهارها بحال المغفلة التي لا تحسن تقدير مصلحتها ومعرفة نفعها، بل الواجب عليكم ـ إن كنتم تريدون إصلاحاً ـ أن تبذلوا النصح لأخيكم بأن يجتهد في رد المال إلى أختكم، أو أن يشتري لها قطعة الأرض التي وعدها بها، دون إيغار لصدره أو اتهام له، ولو أردتم القضاء على المشكلة من أساسها فاعمدوا إلى تعويض أختكم بمبلغ مناسب يضمن لها قطعة الأرض الموعودة بها، والله الموفق والمستعان.

  • يبيعون بأعلى من سعر الشركة ويأخذون الفرق

    لي أخت تعمل تبعاً لشركة تبيع المأكولات والمشروبات منذ ثلاثة شهور، وجدت أن العاملين أمثالها يبيعون بأسعار أعلى من أسعار الشركة ويأخذون الفرق، فما حكم الفرق المأخوذ؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فهذا الفرق المأخوذ من قبل العاملين في الشركة هو من خيانة الأمانة وأكل الحرام، مع ما فيه من الإضرار بملاك الشركة؛ لأن المستهلكين لسلعها سينصرفون عن شراء منتجاتها لغلاء سعرها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب} وهؤلاء العاملون ليسوا إلا وكلاء يجب عليهم أن يبيعوا تلك السلع بالسعر المحدد من قبل الشركة المخدِّمة إياهم ولا يزيدوا قليلاً ولا كثيراً، وفعلهم هذا مشمول بالوعيد الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً فما أخذ بعد ذلك فهو غلول} والله تعالى أعلم.

  • تقبيل أيدي الصالحين

    لديَّ جار كان يناقشني بأنه يجوز تقبيل أيدي الصالحين والشيوخ، وبأنه يوجد حديث صحيح يجيز تقبيل أيدي الصالحين، فهل هذا الكلام صحيح؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمستحب إذا لقي المسلم المسلم أن يصافحه ويتبسم في وجهه، وهذا هو الهدي المضطرد من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حرج على المسلم من تقبيل أيدي الصالحين وأهل العلم والتقى إذا كانت على وجه التقرب إلى الله تعالى؛ لما ثبت في  الصحيح من حديث وفد عبد القيس قالوا: لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله. وفي سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه ومستدرك الحاكم وصححه من حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه أن يهوديين أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه عن تسع آيات… الحديث وفي آخره: فقبلا يده ورجله. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقد روي ذلك من فعل عدد من الصحابة الكرام حيث قبَّل أبو  لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد النبي صلى الله عليه وسلم حين تاب الله عليهم، وقبَّل أبو عبيدة يد عمر حين قدم، وقبَّل زيد بن ثابت يد ابن عباس حين أخذ ابن عباس بركابه، وقبَّل علي بن أبي طالب يد العباس ورجله،  قال النووي رحمه الله تعالى: تقبيل يد الرجل لزهده وصلاحه أو علمه أو شرفه أو صيانته أو نحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يستحب، فإن كان لغناه أو شوكته أو جاهه عند أهل الدنيا فمكروه شديد الكراهة، وقال أبو سعيد المتولي: لا يجوز. والله تعالى أعلم.

  • صيدلانية تصرف أدوية مخدرة

    أنا صيدلانية أعمل مديرة لصيدلية خاصة، وضمن أعمال تلك الإدارة أنه لا يصرف للصيدلية أدوية سموم (مخدرات) إلا بخطاب رسمي للجهات الحكومية المختصة لصرف تلك الأدوية، وبعد عملي في الصيدلية وجدت الدكتور مالك الصيدلية يصرف عقاراً من هذه النوعية المخدرة لبعض الناس ليستخدموه في إطالة مدة اللقاء الجنسي، وهذا من الآثار الجانبية لهذا العقار، وإنما صنع أصلاً لتسكين الآلام الحادة والشديدة جداً؛ وعندما اعترضت على الدكتور مالك الصيدلية وأنكرت عليه قال: إنه لا يصرف العقار ليستخدم في أمر حرام، وإنما أصرفه لأناس أعلم أنهم يستعملونه في أمر مباح، فقلت له: أنت بهذا الفعل تضع نفسك في دائرة الشبهة والشك؛ فما يدريك أنهم يستعملونه في الأمر المباح وحسب؟ ومن يضمن لك أن هذا الإنسان لا يتحول إلى مدمن إذا أكثر من تناول هذا العقار؟ وإذا كان هناك بدائل طبيعية وكيميائية بعيدة عن دائرة المخدرات فلماذا لا تقتصر عليها وتضمن لنفسك وغيرك السلامة؟ وسؤالي: ما حكم الشرع في تصرف الطبيب مالك الصيدلية؟ وما موقفي أنا من ذلك علماً بأنه لا يحصل على هذه الأدوية إلا عن طريقي بصفتي مديرة الصيدلية؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على مالك الصيدلية أن يتقي الله عز وجل ويتقيد في عمله باللوائح الصادرة عن الجهة المسئولة؛ سواء كانت إدارة الدوائيات بوزارة الصحة أو غيرها؛ لأنها ما وضعت إلا لمصلحة الناس، وقد قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وليس له أن يجتهد في صرف تلك الأدوية الممنوعة بزعم أن متعاطيها سيستعملها في أمر مباح؛ وعليك أن تواصلي نصحه وإرشاده؛ فإن انتصح فبها وإلا فابحثي عن عمل في مكان آخر، وعليك تحذير الجهات المسئولة من هذا الصيدلي وبيان أساليبه الخاطئة؛ حتى يُكفَّ عن الناس شره، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى