الفتاوى

  • تعرفت على فتاة وفعلت معها أشياء محرمة

    تعرفت على فتاة منذ 6 سنوات، وبدون الدخول في التفاصيل حدثت بيننا أشياء محرمة كثيرة، ولكن لم تصل إلى حد الزنا، و منذ ما يقارب من العام التزمت دينياً و أطلقت لحيتي وتقدمت لخطبتها، ولأنني أميل لهاو لأكفِّر عما فعلت معها وألا أجرحها؛ فهي طيبة القلب بشدة على اتفاق معها أنها سوف تنتقب وستمتنع عن الاستماع للأغاني وعن الاختلاط الأسرى وأشياء أخرى، ولكن سيكون ذلك بعد الزواج؛ لأنها ستكون في بيتي و هذا تبريرها مع اعتراضي عليه، مع العلم أنها تحاول الآن أن تصلح من نفسها؛ فهي تحفظ القرآن وتحضر دروس العلم، ولكن المشكلة أنني أصبحت أحس أنها في وادي وأنا في واد أخر؛ فأنا دائما أحاول أن أجعل الدين محور حياتي و أساساً لكافة تصرفاتي، وأيضاً بعد الزواج أريد أن أبث ذلك في أبنائي، ودائماً ما أدعو {ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} و هو ما لا تحسه خطيبتي، ودائما ما تتهمني بأنني أقهرها لأنني أصبحت أطلب منها الآن الالتزام الكامل بما اتفقنا علية سابقاً أن يكون بعد الزواج لأنني أخشى ألا يتحقق وإن تحقق سيكون بالإجبار، وهو ما سيتسبب في العديد من المشاكل قد تنتهي بالطلاق أو الأسوأ وهو عدم وجود بيت قائم على أساس ديني.

    و أيضاً طلبت منها العديد من المرات أن نعقد قراننا في خلال شهر و يكون الزفاف بعد عام أو أكثر لأنني كلما أراها وذلك في وجود أهلها تستيقظ بداخلي الأحاسيس القديمة المحرمة وهو ما يجعلني أبتعد عن الله، وهي لم توافق لأنها تخاف مني أو ما سأفرضه عليها، ولن تستطيع أن تلتزم به و هي في بيت أهلها (مثل الاختلاط بزوج الأخت أو النقاب).

    نحن الآن اتفقنا على إنهاء الخطبة، ولم نتحدث أو أذهب لزيارتها منذ ما يقرب من الشهر، فهل أحاول محاولة أخرى؟ وهي من ناحيتها طلبت أن نعطى نفسنا فرصة أخرى فهل أوافق أم أبحث عن زوجة ملتزمة من الأصل خاصة أنى في حاجة شديدة للزواج لأني لا أريد أن أعصي الله بأي طريقة؟ معذرة للإطالة وأرجو عدم إهمال رسالتي لأنني في حاجة شديدة للإجابة.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    أولاً: الواجب عليك وعليها التوبة إلى الله تعالى مما كان منكما من تعدٍ لحدود الله، ويكون ذلك بالإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود والندم على ما فات، ولعل هذا قد حصل منكما إن شاء الله.

    ثانياً: أنت محق في إرادتك أن تستبدل بالسيئة حسنة وأن تستغني بالحلال عن الحرام، وذلك بطلبك منها عقد النكاح، وليس لها حق في رفض هذا الأمر بدعوى خوفها من إلزامك إياها بما لا تريد.

    ثالثاً: كن ذا حزم وعزم، وقدر الأمر بميزان الشرع مع تنحية العاطفة جانباً؛ فإن كنت ترى أن هذه الفتاة ليست بالتي تعينك على أمر دينك ورضا ربك فاستبدل بها غيرها؛ فإننا ـ معشر بني الإنسان ـ إن لم نجد من يعيننا في زماننا هذا فسرعان ما نزل ونضيع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل زماننا {فإنكم تجدون على الخير أعواناً ولا يجدون} خاصة إذا كان الخذلان من قبل الزوجة والأصحاب، فاستعن بالله ولا تعجز، ولا يقعد بك هواك عن بلوغ الكمال، وقد أعذرت إلى ربك في طلب هدايتها ولكنها أبت، فما عليك لو تركتها وتزوجت ذات الدين التي تعفك وتعينك وتكون لك سنداً فيما تريد من رضوان ربك؟

    رابعاً: الفتاة التي تقدم رأيها على حكم ربها في قضايا واضحة ستكون سبباً في شقاء زوجها، فهو إما أن يصر على حملها على الجادة فيدخل معها في عراك دائم وتكون حياته معها في حزن لازم، وإما أن يجاريها فيما تهوى فيخسر دينه وآخرته، فاتق الله في نفسك واعزم على ما يرضي ربك ولا تبالِ

  • أعمل في شحن لحم الخنزير

    أنا شاب مسلم اعمل في بلد غربي في مخزن لتوزيع المواد الغذائية على الأسواق و المحلات التجارية حيث نقوم بجمع هده المواد وتعبئتها في الشاحنات لتحمل إلى الأسواق ومن بين المواد التي نجمعها الخضر والفواكه والألبان واللحوم….وأحياناً نتصادف مع زبون يطلب لحم الخنزير أو مشتقاته فنكون مضطرين إلى جمعها وحملها على الشاحنات. سؤالي هو ما رأي الشرع في عملي هذا؟ مع العلم أن فرص العمل المتوفرة في المطاعم والمقاهي بدورها تقدم أطباق تحتوي علي لحم خنزير. ما رأي الإسلام في عملي هذا؟ جزاكم الله خيرا

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    أولاً: لا يحل لك المقام في ذلك البلد الذي هو من ديار الكفر إن لم تلحق بك ضرورة ملجئة، وعليك الانتقال إلى ديار الإسلام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {أنا برئ من كل مسلم يقيم بين المشركين}

    ثانياً: لو اضطررت للإقامة بذلك البلد فلا يحل لك الاتجار في لحم الخنزير أو شحنه أو العمل في مطعم أو مقهى يقدمه لمرتاديه، لأنه رجس وهو من المحرمات القطعية، وإن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، واستعن بالله تعالى في ترك الحرام {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} والله تعالى أعلم.

  • صليت العصر مع الظهر قبل الشروع في السفر

    مسافر مسافة قصر، وقبل ركوبي في البص صليت الظهر أربعاً بعد دخول وقته وخشيت أن أصل بعد موعد العصر بأكثر من ساعة ونصف فصليت العصر بعد الظهر مباشره ركعتين. هل صلاتي صحيحه؟ وجزاكم الله خيرا.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالقاعدة أن الجمع أوسع من القصر؛ أي إن الحالات التي يجوز فيها الجمع أكثر من الحالات التي يجوز فيها القصر، وعليه فإن جمعك بين الظهر والعصر صحيح إن شاء الله، لكن كان الواجب عليك أن تصلي العصر أربعاً لأنك لم تشرع في السفر بعد، والقصر لا يكون إلا بعد الشروع في السفر ومغيب بيوت القرية عنك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يقصر حتى يبلغ ذا الحليفة، وعليه فالواجب عليك إعادة تلك الصلاة، والله تعالى أعلم.

  • حكم مشاهدة الأفلام الإباحية

    ما حكم مشاهدة الأفلام الخليعة بمعنى أوضح الجنسية؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمسلم عفيف نظيف لا يأتي شهوته إلا من حلها فيما أباح الله له؛ كما قال سبحانه {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وهو يعبد الله تعالى حين يضع نطفته فيما أحل الله له؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {وفي بضع أحدكم صدقة} ومشاهدة هذه الأفلام الخليعة فيها من المفاسد الشيء الكثير، ومن ذلك:

    • معصية الله تعالى بالنظر إلى ما حرم على العباد، وقد قال سبحانه {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن…}
    • اعتياد تلك الفواحش حتى تصير مألوفة لدى الناظر إليها فيتبلد شعوره بكونها منكراً وباطلاً
    • ما تحويه تلك الأمور من مناظر تخدش الحياء {والحياء شعبة من الإيمان} {والحياء لا يأتي إلا بخير} فلا يأمن الناظر إليها من ذهاب حيائه؛ فيصير ممقوتاً عند الله وعند الناس
    • مدمن النظر إلى تلك الأفلام الخبيثة إن كان عزباً تثور شهوته فيبحث عن إروائها بالحرام إما بالزنا أو اللواط أو بالاستمناء، وإن كان متزوجاً فإنه تضعف شهوته تجاه زوجته؛ لما يرى من مناظر وأمور لا تحسنها زوجته، وقد قال علماؤنا: من كثرت نظراته دامت حسراته
    • هذه الأفلام القبيحة قد تحوي ممارسات لا تحل في دين الله تعالى كإتيان الحائض أو إتيان المرأة في دبرها أو غير ذلك مما يكون فاعله عرضة لسخط الله جل جلاله وقد يحاول مدمنها أن يطبق ما يرى، فلا ينال إلا غضب الله ونكاله

    وعليه فإن الواجب على المسلم أن يستعفف حتى يغنيه الله من فضله، وإن كان ذا زوجة فعليه أن يستغني بالحلال عن الحرام، والله تعالى أعلم.

  • أمارس الجنس بشكل جنوني

    أنا شاب ابلغ من العمر 28 سنة، مشكلتي مع الجنس؛ فأنا أمارس الجنس بشكل جنوني؛ وإذا لم أجد من أمارس معها الجأ للعادة السرية، والله العظيم حاولت مراراً التوقف لكني لا أستطيع؛ فأنا في حالة شبق مستمر؛ حاولت الصيام فلم أستطع الاستمرار؛ حلفت بالله أن أتوقف لكني عجزت وكفرت عن يميني؛ مع العلم أنني مهذب بشهادة الجميع، ومحافظ على واجباتي الإيمانية، ونسبة لظروفي الأسرية لا أستطيع الزواج، أفيدوني أفادكم الله، وشكراً

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    أولاً: أيها الأخ الكريم واجب عليك أن تلح على الله بالدعاء كي يعافيك من هذا البلاء الذي يفسد عليك دنياك وآخرتك، وعليك أن تتذكر أن الزنا هو أعظم الكبائر بعد الشرك بالله وقتل النفس؛ قال تعالى {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما}

    ثانياً: عليك بالعلاج الشرعي المتمثل في الصيام؛ عملاً بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم {ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء} وإن عسر عليك الصوم فالجأ إلى العلاج الطبي، وراجع من تثق به من الأطباء ليعطيك علاجاً يخفف من شبقك ويحد من غلواء شهوتك؛ لئلا تلقى الله وهو عليك غضبان، بل خذ بالأسباب ولا تستسلم لداعي هواك

    ثالثاً: العادة السرية محرمة؛ لعموم قول ربنا جل جلاله {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون( فاتق الله في نفسك واستعن بالله ولا تعجز، وسل الله أن يغنيك من فضله {ومن يستعفف يعفه الله} وجدِّد لله توبة ولا تيأس من روحه جل جلاله؛ فإنه سبحانه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى،  وأسأل الله أن يتوب علينا جميعاً.

  • هل أترك الدنيا وأذهب للجهاد؟

    مع تكالب الأعداء على أمة الإسلام؛ هل يتوقف العبد عن العلم والعبادة ويترك الدنيا ويذهب للجهاد في أي مكان؟ أفتونا فنحن في حيرة جزاكم الله خبرا.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على المسلم أن يعبد الله تعالى بما شرع، ولا يدفعه حال المسلمين إلى أن يشرع في الدين ما لم يأذن به الله، وقد كان المسلمون يمارسون الجهاد مع رسول الله e ومن بعده، ولم يحملهم ذلك على ترك العلم أو العبادة التي كلفوا بها، وفي القرآن الكريم تقرأ في سور الجهاد كالأنفال والتوبة والأحزاب وغيرها أوامر بالصلاة والزكاة وحسن الخلق وطلب العلم والإكثار من الذكر؛ إذ لا تعارض بين هذه كلها، بل هي عبادات يكمل بعضها بعضاً، وبعض العبادات أفضل من بعض باعتبار الزمان أو المكان أو الحال، فلا تستغن ـ أخيَّ ـ عن مشاورة أهل العلم في بلدك والرجوع إليهم حتى تكون على بينة من أمرك، وأسأل الله أن يستعملنا جميعاً في طاعته.

  • تاب ويخشى الإنتكاسة

    رجل تاب إلى الله وأقلع عن الذنب بحمد الله جل جلاله ولكن الذي يقلقه الخوف الشديد من الانتكاسة، ويخاف بعد الانتكاسة والعودة للذنب أن لا يقلع عنه مرة أخرى؟ أشفوا غليلنا بإذن الله.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإن التوبة واجبة من كل ذنب؛ قال تعالى )وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( وقال سبحانه )يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا( وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتوب فقال {يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة} رواه مسلم من حديث الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه، وبشرنا عليه الصلاة والسلام بأن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، وأن الله تعالى أفرح بتوبة عبده من إنسان أضل راحلته بأرض فلاة وعليها طعامه وشرابه، حتى جلس في ظل شجرة ينتظر الموت، فإذا براحلته عند رأسه وعليها طعامه وشرابه فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك!! أخطأ من شدة الفرح.

    فيا أخي جدد لله تعالى توبة كلما أذنبت ذنباً، واعلم بأن الله تعالى لا يمل حتى تمل، وأنه يتوب على من تاب، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، فلا تقنط من رحمة الله، واستعن بالأسباب التي تعينك على صحة توبتك من الصحبة الصالحة والمواظبة على الأذكار وتلاوة القرآن والاستعانة بالدعاء بالثبات {يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك} {يا مصرِّف القلوب صرِّف قلبي على طاعتك} {اللهم اجعلني لك ذكاراً، لك شكاراً، لك مخبتاً، لك مطواعاً، إليك أواهاً منيباً، اللهم تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري} والله تعالى أعلم.

  • المسلمون يقتلون وأنا عاصي

    المسلمون يذبحون ويقتلون في كل مكان؟ وأنا لا زلت على المعاصي والمنكرات مما يضعف الإيمان ولا يهمني أمر المسلمين وأنا في حيرة ماذا أصنع؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فعليك أيها الأخ الكريم بعلاج نفسك بالتوبة إلى الله تعالى من الذنوب صغيرها وكبيرها، واختيار الصحبة الصالحة ممن يعينونك على الخير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي} ثم استعن بالله في أداء الواجبات الشرعية والجلوس في مجالس الخير وحلق العلم، تجد أثر ذلك في اهتمامك بإخوانك المسلمين وحصول محبتهم في قلبك والألم لما يصيبهم في المشارق والمغارب، وإياك أن تكون ممن يعيش لنفسه وشهواته، ولا يهمه ما ينزل بإخوانه من مصائب ونكبات، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام {ما من امرئ يخذل امرأ مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه؛ إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته} رواه أحمد وأبو داود من حديث جابر بن عبد الله وأبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه، والله تعالى أعلم.

  • مقدار الكفارة

    أريد الاستفسار عن الصيام: لديَّ أيام لم أصمها منذ أعوام تهاوناً مني فما هي الكفارة؟ هل أستطيع أن أعطي سميد؟ وما هو مقداره؟ أم نقود وما هي قيمتها لليوم الواحد؟ وهل أستطيع الصيام ثم أعطي الكفارة دفعة واحدة لكل الأيام التي سأقضيها؟ وجزاكم الله خيراً

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على المسلم إذا أفطر أياماً من رمضان لعذر ـ كمرض وسفر ـ أن يبادر إلى قضائها متى ما قدر على ذلك، فإن حصل التأخير من غير عذر حتى دخل رمضان الذي بعده فواجب عليه مع القضاء فدية بإطعام مسكين عن كل يوم مداً من غالب قوت أهل البلد، ويجزئك أن يكون هذا الطعام سميداً، وجبة مشبعة، ولا يجزئ إخراج القيمة بل لا بد من الطعام ـ سميداً أو غيره ـ ويمكنك الصيام ثم الإطعام دفعة واحدة بعد فراغك من الصيام، والله تعالى أعلم.

  • حديث عن المصافحة

    أريد حديثاً آخر بخصوص المصافحة؛ لقد سمعت حديثاَ بمعنى: لو أن يأتي بمخيط ويطعن في الرأس خير للرجل من أن تمس يده يد امرأة أجنبية لا تحل له، أريد نصاً كاملاً بشرحه إذا تكرمتم؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالحديث الذي سألت عنه نصه: عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لأن يطعن في  رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له} قال الألباني رحمه الله تعالى: رواه الطبراني والبيهقي ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح، وهذا الحديث محمول على الترهيب من أن يعمد المسلم إلى مس امرأة أجنبية، ويبين عليه الصلاة والسلام أن خيراً له من ذلك أن يطعن في رأسه بمخيط من حديد؛ كما قال في الترهيب من المرور بين يدي المصلي {لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه؛ لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه} قال أبو النضر ـ راوي الحديث عن بسر بن سعيد ـ لا أدري أقال أربعين يوماً أو شهراً أو سنة. رواه البخاري ومسلم

    ثم إن تحريم المصافحة مأخوذ من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت {والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط إلا امرأة يملكها} وقبل ذلك قوله تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} وإذا حرَّم ربنا جل جلاله النظر فاللمس من باب أولى إذ اللمس أشد، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى