الفتاوى

  • اشتري شهادة جامعية

    فقد عرضت فرصة إيفاد للخارج لاستكمال الدراسة على حساب المجتمع، ولأني لم أتحصل على الشهادة الجامعية بعدُ؛ حيث يفصلني عنها بضعة أشهر فقط، والمشكلة أن الإيفاد لا يتم إلا بوجود شهادة إتمام المرحلة الجمعية، وسؤالي هنا: هل يجوز أن اشتري شهادة جامعية في نفس تخصصي لضمان تسجيلي في الدراسة بالخارج؟ علماً بأن المدة المتبقية للعرض محدودة، وأنا في أمسِّ الحاجة لهذه الإفادة اجتماعياً ومادياً؛ علماً بأن الإفادة المؤقتة لضمان تسجيلي فقط حتى أوفر الشهادة الرسمية بعد بضعة أشهر إن شاء الله؟ والسؤال: هل يجوز أن أقدم هذه المستندات علماً بأني سأشتري الإفادة بمقابل مادي من شخص ليس له صلة بإدارة الجامعة أي إن هذه الشهادة تعتبر “مزورة” لحين حصولي على الإفادة الرسمية؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فاعلم يا أخي أن شراءك للشهادة بمثل الطريقة التي سردتها في سؤالك لا يجوز، وعملك هذا قد احتوى على مخالفات شرعية عديدة، منها:

    أولاً: التزوير حيث إن الشهادة المشتراة بإقرارك في سؤالك شهادة مزورة، والمسلم ينأى بنفسه عن مثل هذه الأساليب؛ لقوله تعالى )والذين لا يشهدون الزور( ولقول نبينا صلى الله عليه وسلم {ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور} متفق عليه، ثم ماذا يكون حالك لو اكتشف القوم تزويرك؟ ألا يكون في ذلك صد عن سبيل الله وإشانة لسمعة المسلمين؟

    ثانياً: عملك هذا مشتمل على كذب، وقد قال عليه الصلاة والسلام {يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب} رواه أحمد، وفي القرآن الكريم )إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون(

    ثالثاً: ستقوم بدفع رشوة لمن يستخرجها لك وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش

    فلا يحل لك أن تدخل في معاملة هذه أوصافها، واعلم بأن ما قدره الله لك سيكون، واقرأ قوله صلى الله عليه وسلم {إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، وليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه، إن روح القدس نفث في روعي: إن نفساً لا تموت حتى تستكمل رزقها؛ فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله؛ فإن الله لا يُدرك ما عنده إلا بطاعته} أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي؛ فكن ـ أخي ـ بقدر الله واثقاً، ولا تستعجل رزقاً بمعصية الله، وأسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين..

  • رقية شرعية لزيادة طول الشعر

    هل هناك  رقية شرعية  لزيادة طول الشعر؟ جزاكم الله خيرا

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا أعلم رقية شرعية تطيل الشعر، لكن استعن بالدعاء، واستعمل ما يقرره لك الأطباء من دواء؛ كما فعل ذلك الأقرع الذي سأله الملك: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يعطيني الله شعراً حسناً. فمسح الملك على رأسه فأعطاه الله شعراً حسناً!! رواه البخاري ومسلم.

  • أريد النقاب ولكنني مترددة

    أريد أن أرتدي النقاب ولكني مترددة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فيا أمة الله استعيني بالله ولا تعجزي، وأقدمي ولا تترددي، واعلمي بأن ارتداء النقاب خير من تركه؛ لكونك متشبهة بأمهات المؤمنين والنساء الصالحات من هذه الأمة، آخذة بالأحوط، آتية بأمر واجب أو مستحب، ولكونك تقطعين على الشيطان الطريق، وتغلقين باب فتنة قد تكونين سبباً فيه لو سفرت عن وجهك، فلا تترددي وأسأل الله أن يعينني وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، والله تعالى أعلم.

  • رفع اليدين بالدعاء أثناء الخطبة

    ما حكم قول آمين ورفع الكفين عند دعوة الإمام يوم الجمعة أو بعد محاضره أو درس أو موعظة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فمن آداب الدعاء رفع اليدين، وقد ثبتت بذلك جملة من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك:

    • عن أنس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى، ورفع يديه، وما في السماء قزعة؛ فثار سحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحادر من لحيته) رواه البخاري ومسلم.
    • في رواية للبخاري (فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، ورفع الناس أيديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون؛ فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا، فما زلنا بمطر حتى كانت الجمعة الأخرى) وذكر تمام الحديث
    • عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله حيي كريم سخي؛ يستحي إذا رفع الرجل يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين) رواه أبو داود وقال: حديث حسن (والصفر) بكسر الصاد الخالي
    • وعن أنس رضي الله عنه في قصة القراء الذين قتلوا قال: {لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم؛ يعني على الذين قتلوهم} رواه البيهقي بإسناد صحيح حسن
    1. وعن عائشة رضي الله عنها في حديثها الطويل في خروج النبي صلى الله عليه وسلم في الليل إلى البقيع للدعاء لأهل البقيع والاستغفار لهم قالت (أتى البقيع فقام؛ فأطال القيام؛ ثم رفع يديه ثلاث مرات؛ ثم انحرف قال: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع وتستغفر لهم) رواه مسلم
    • وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال (لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه؛ فجعل يهتف بربه؛ يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، فمازال يهتف بربه ماداً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه) رواه مسلم
    • وعن ابن عمر رضي الله عنهما (أنه كان يرمي الجمرة سبع حصيات؛ يكبر على أثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يستقبل؛ فيقوم مستقبل القبلة؛ فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه؛ ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال؛ فيستقبل ويقوم طويلا؛ ويدعو ويرفع يديه؛ ثم يرمي الجمرة ذات العقبة ولا يقف عندها ثم ينصرف؛ فيقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله) رواه البخاري
    • وعن أنس رضي الله عنه قال (صبَّح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر بكرة، وقد خرجوا بالمساحي؛ فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: الله أكبر خربت خيبر) رواه البخاري
    • وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال (لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، وذكر الحديث وأن أبا عامر رضي الله عنه استشهد فقال لأبي موسى : يا ابن أخي أمرني النبي صلى الله عليه وسلم فقل له: استغفر لي، ومات أبو عامر، قال أبو موسى: فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته؛ فدعا بماء فتوضأ؛ ثم رفع يديه فقال (اللهم اغفر لعبدك أبي عامر) ورأيت بياض إبطيه ثم قال (اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ومن الناس) فقلت: ولي فاستغفر؛ فقال (اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً) رواه البخاري ومسلم
    1. وعن أبي هريرة رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام فأنى يستجاب لذلك) رواه مسلم
    2. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة؛ فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: أتصلي بالناس فأقيم؟ فقال: نعم. قال: فصلى بهم أبو بكر رضي الله عنه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص؛ حتى وقف في الصف فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت؛ فالتفت أبو بكر رضي الله عنه فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اثبت مكانك؛ فرفع أبو بكر يديه رضي الله عنه فحمد الله تعالى على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك) رواه البخاري ومسلم
    3. وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعاً يديه يقول (إنما أنا بشر فلا تعاقبني، أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه) رواه البخاري
    4. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة وتهيأ ورفع يديه وقال (اللهم اهد دوساً وأتِ بهم) رواه البخاري
    5. وعن جابر رضي الله عنه (أن الطفيل بن عمرو قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل جابر في حصن حصين ومنعة؟ وذكر الحديث في هجرته مع صاحب له، وأن صاحبه مرض فجزع؛ فجرح يديه فمات فرآه الطفيل في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما شأن يديك؟ قال: قيل: لن يصلح منك ما أفسدت من نفسك. فقصها الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال (اللهم وليديه فاغفر – رفع يديه) رواه البخاري
    6. وعن علي رضي الله عنه قال: جاءت امرأة الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه زوجها أنه يضربها فقال: اذهبي إليه فقولي له (كيت وكيت، أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول) فذهبت ثم عادت فقالت: إنه عاد يضربني فقال (اذهبي فقولي له كيت وكيت) فقالت: إنه يضربني فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال (اللهم عليك الوليد) رواه البخاري
    7. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه حتى بدا ضبعاه يدعو لعود عثمان رضي الله عنه) رواه البخاري
    8. وعن محمد بن إبراهيم التيمي قال: (أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كفيه) رواه البخاري
    9. وعن أبي عثمان قال: كان عمر رضي الله عنه يرفع يديه في القنوت. رواه البخاري
    10. وعن الأسود أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يرفع يديه في القنوت. رواه البخاري

    قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: هذه الأحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفي المسألة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته، وفيما ذكرته كفاية، والمقصود أن يعلم أن من ادعى حصر المواضع التي وردت الأحاديث بالرفع فيها فهو غالط غلطاً فاحشاً، والله تعالى أعلم.

    وعليه فإن رفع اليدين مطلوب سواء كان في التأمين على دعاء الإمام يوم الجمعة أو عقيب مجلس علم، ولا يستثنى من ذلك إلا الإمام على المنبر يوم الجمعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يرفع يديه بل يشير بأصبعه صلوات الله وسلامه عليه، والله تعالى أعلم.

  • كيف يدعو الإبن والديه؟

    أرجو بيان كيف يدعو الابن والديه إلى الله؟ كيف كان يدعو إبراهيم عليه السلام أباه )يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وليا( وجزاكم الله خيراً وعلَّمكم مما يشاء

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإن دعوة الابن والديه من القربات العظيمة التي ينال بها رضا الله تعالى، وفي ذلك رد لبعض إحسانهما إليه حيث كانا سبباً في وجوده من العدم، فليكن هو سبباً لهدايتهما وسوقهما إلى الله تعالى سوقاً رفيقاً، وذلك يكون بأسباب:

    أولها: الإكثار من الدعاء لهما؛ كما علَّمنا ربنا جل جلاله من دعاء الأنبياء قول نوح عليه السلام {رب اغفر لي  ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين وللمؤمنات} ومن دعاء إبراهيم {رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}

    ثانيها: أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر مع الرفق التام والأدب الكامل وتجنب الإغلاظ والقسوة عليهما؛ قال تعالى {وصاحبهما في الدنيا معروفا}

    ثالثها: بيان الحق لهما في كل ما يعرض من أمور ومخالفات، وذلك بأساليب مختلفة، إما بالنصح مباشرة أو التعريض لهما أو بإهداء شريط أو كتاب، والله الموفق والمستعان.

  • أخاف ألا أتزوج بسبب الحجاب

    أنا فتاة ملتزمة والحمد لله ولكني غير محجبة الحجاب الإسلامي، مع العلم بأني غير متبرجة أخاف لو تحجبت (ارتدى النقاب) أن لا يتزوجني أحد مع العلم بأني في التاسعة والعشرون من عمري أو أن يرى وجهي رجل وذلك في غفلة مني

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فيا أمة الله: اعلمي أن الحجاب فرض الله على إمائه المؤمنات {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أن يعرفن فلا يؤذين} وطاعتك لربك فرض عليك، وبالطاعة يوسع الله لك الرزق ويقدر لك الخير {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} فكوني بالله واثقة وسليه أن يغنيك من فضله، واعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال {لن تموت نفس حتى تستكملها رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملكنم طلب الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله} والله تعالى أعلم.

  • أخاف المشكلات بسبب اللحية

    أنا مسافر إلى دبي للإقامة بها لضرورة وأخاف أن أواجه مشكلات في إرخاء اللحية فماذا أفعل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإعفاء اللحية واجب وحلقها حرام؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بإعفائها فصح عنه أنه قال {حفوا الشوارب وأعفوا اللحى} فلا يجوز لك الإقدام على حلقها لمجرد الظن بأن مشكلة ما ستواجهك من جراء إطلاقك لها، ومبلغ علمي أن اللحية ليست مشكلة بذاتها في أكثر بلاد الله، لكن لو علمت يقيناً أو غلب على ظنك أن إعفاءك اللحية سيكون سبباً في تعرضك لما لا تطيق؛ فلا حرج عليك في حلقها لأن الواجبات تسقط بالعجز وقد قال سبحانه )لا يكلف الله نفساً إلا وسعها( والله أعلم.

  • عليّ قضاء أكثر من رمضان

    إذا كان عليَّ قضاء أكثر من رمضان (بعذر) كيف يكون ذلك؟ وما قيمة الكفارة عن كل يوم أفطرته؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فمن كان مريضاً مرضاً يرجى برؤه فالواجب عليه قضاء ما أفطره من أيام مهما كثرت، متى ما حصل له الشفاء، وليبادر إلى ذلك عملاً بقول الله تعالى {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} وكذلك من أفطر بسبب سفر أو حيض أو نفاس أو إرضاع فإنهم يجب عليهم القضاء متى ما قدروا عليه من غير تسويف.

    وليست الكفارة بلازمة إلا في حق من أخر القضاء عامداً مع قدرته عليه حتى دخل عليه رمضان الذي بعده، فهذا يلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، لكل مسكين نصف صاع من غالب قوت أهل البلد، والله تعالى أعلم.

  • هل ميقات صلاة الفجر صحيح؟

    هل ميقات صلاة الفجر بمدينة القاهرة وجمهورية مصر عموماً صحيح؟ وما الحكم إذا سألت عالم فلك كبير (ا.د/مسلم شلتوت-الأستاذ بمرصد حلوان) والذي أكد أن ميعاد الصلاة الصحيح بعد الميعاد الحالي بوقت يصل إلى أكثر من نصف ساعة في بعض الأحيان. فماذا أفعل هل أصلي مع الناس جماعة أم وجب عليَّ اعتزالهم والصلاة وحدي أم أصلي معهم ثم أعيدها؟ وفى ذلك مشقة كبيرة عليَّ؟ أفيدونا جزاكم الله عنا خيراً.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    أولاً: وقت صلاة الصبح يدخل بطلوع الفجر الصادق، وهو الضياء المنتشر في الأفق على هيئة جناح الطائر، وأما الفجر الكاذب وهو المستطيل في الأفق على هيئة ذنب السرحان فلا اعتبار به

    ثانياً: المشكلة التي تطرحها ـ أخي ـ في سؤالك تتردد في بلاد كثيرة ويدور حولها جدل كثيف، وقد قرأت أن لجنة شكلت في المملكة العربية السعودية للغرض نفسه خرجت على الناس بتقرير ذكرت فيه أن وقت صلاة الفجر المعمول به في المملكة متقدم على الوقت الشرعي بنحو من تسع عشرة دقيقة إلى ست وعشرين دقيقة على مدار أيام السنة

    ثالثاً: لا تترك الجماعة مع المسلمين في المسجد، لكن حاول إقناعهم بأن يؤخروا الصلاة إلى أقصى وقت ممكن حتى يكونوا على يقين من طلوع الفجر الصادق وأنهم أوقعوها في وقتها المشروع

    رابعاً: الواجب على أهل الاختصاص من فقهاء الشريعة وعلماء الفلك أن يسعوا جاهدين في وضع حد لهذه المسألة التي تثير بلبلة في صفوف جماهير المسلمين، والله المستعان.

  • تعاني من الوسواس القهري

    أرجو منك مساعدتي بالدعاء لي بالشفاء والشهادة في سبيل الله؛ وذلك لأنني مريضة منذ عام 1994(كانت بداية مشكلتي منذ مرحلة المراهقة) ولم أوفَّق في علاج إلى الآن، واحتاج لدعاء كل قلب مخلص، وأناشدك بالله الذي لا اله إلا هو أن لا تنساني من دعاءك في كل وقت ومكان إجابة؛  لأنني في أشد الحاجة له، وأنا باختصار أعاني من الوسواس القهري والضيق والقلق والاكتئاب وأتأثر وأتضايق بشدة عند سماع  القرآن أو أي ذكر لله جل جلاله خصوصاً إذا كنت أوان المذاكرة، وتنتابني الآم  وأعراض غريبة في جسدي، وتكون في قمتها عندما أصلي لأن جسمي يتحرك بصورة غريبة، وأجد نفسي غير قادرة على الوقوف وأتعذب بشدة أثناء الصلاة؛ لدرجة أنني أتمنى الموت عن القيام بها! وهذه الأعراض تبدأ من الوضوء وتزداد أثناء الصلاة، وأعاني أيضاَ من مشاكل نفسية وجسدية ومرضية شديدة ومشاكل مع أسرتي خصوصاً أمي، ومشاكل في دراستي إذ لم استطع إكمال دراستي الجامعية، ومشاكل في حياتي وهذه المشاكل لا تنتهي أبداً؛ حتى عندما حاولت حفظ القرآن لم أستطع احتماله؛ وكلما حاولت القيام بعمل إيجابي في حياتي تحدث مشاكل تتسبب في عدم إكماله، وأنا الآن شخص لا يضيف أي شيء لأمته ولا لنفسه ولا لدينه، ولا اعرف ما هو الهدف من وجودي في الحياة، وقد ذهبت إلى كثير من الأطباء  سواء كانوا نفسيين أو غيرهم والرقاة، ولكنني لم أشعر بأي تحسن وقد حاولت أن أرقى نفسي لكنني لم استطع المواصلة؛ لأنني لا أتحمل القرآن وقد بحثت عن من يقوم بالرقية لوجه الله تعالى؛ ولكنني لم أجد أي شخص ووجدت أن الرقية عبارة عن تجارة بالآم الآخرين وضحك على عقولهم؛ ولقد واجهتني مشكلة كبيرة مع والدي خاصة أمي لأنها لا تؤمن بوجود الأمراض الروحية (العين والسحر والمس) وكانت تعارض علاجي بشدة وأنا لم أستطع إقناعها بالعكس لأنني لم أوفق في العلاج، وهى تعتقد أنني أعانى من الوهم ولا تصدق وجود الأعراض التي أشكو منها ودائماً، ما توجه إليَّ اللوم والتقريع لأنني ليس لدى عذر فيما أفعله بنفسي، وكذلك ينطبق القول على أبى، وفى الحقيقة لا يوجد أحد في هذه الدنيا يدعمني أو يساندني في مصيبتي هذه، ولم أستطع إقناعهم بأنني لا اصطنع هذه المشاكل؛ لأنني لا أريد لنفسي الضرر بالتأكيد، لكن لا احد يفهمني وأنا استغرب لذلك؛ لأنني كنت في يوم من الأيام إنسانة متميزة أكاديمياً وقد عُرفت بعشقي الشديد للعلو والإطلاع وطموحي الجبار للوصول لأهدافي؛ حيث أنني لم أكن اعرف كلمة مستحيل، وأيضاً بأن تفكيري سابق لمن هم في عمري، وفجأة انقلبت كل حياتي وأصبحت إنسانة غير طبيعية وأكثر ما يؤلمني هو حرماني من العلم والإطلاع؛ لأنهما كانا بمثابة الماء والهواء لروحي خصوصاً العلم الديني؛ لأنني كنت أنوى إصلاح مسيرتي في الحياة وذلك بالضبط حفظ القرآن؛ لأنه الخطوة الأولى في الطريق إلى الله، ولكنني لم افلح لأنني أٌعانى من النسيان وعدم التركيز الشديدة وكثرة الأمراض التي لا تتوقف، وكنت أتمنى أن لا أموت قبل تحقيق شئ لأمتي وديني حتى موضوع الزواج لم أعد أفكر فيه على الإطلاق، وأنا متألمة جداً لحالي لأنني عاجزة عن مساعدة نفسي، ولا أجد من يساعدني وأنا الآن في الفترة الذهبية من عمر أي إنسان، وهى فترة الشباب وهى أكثر فترة للإنجاز وتحقيق الطموحات، وعندما أنظر لإنجازات الشباب الواعي من أبناء الأمة أتحسر على نفسي كثيراً وأتمنى لو لم ارتكب الذنوب التي أوصلتني لهذا العجز، وأرجو أن لا نفهم من رسالتي أنني أشكو من الله؛ لأنني أعرف أن سبب ما أنا فيه من بلاء ما هو إلا ذنوبي ونفسي ولأن البلاء لا ينزل إلا بذنب (لكن جسدي تعب من المعاناة ولم تعد لدى طاقة لمواصلة المشوار) ولقد ندمت كثيراً عليها؛ لأنها أوقعتني في غضب الله والبعد عن طريقه وحرمتني من الأنس بقربه، وأنا الآن أٌعانى من الفشل بسبب ما أنا فيه من مصائب، وقد فقدت جزء كبير من عمري ولن استطيع استعادته حتى لو أنفقت ما في الأرض جميعاً، ودائماً ما أسأل نفسي هل يمكن أن يكون الذنب سبباً في البلاء إلى الحد الذي يحرم الإنسان من السير في طريق الله؟ وهل هذا يعنى أنني إنسانة لا يوجد أي خير بداخلها لذلك لم أكن عالمة أو فقيهة أو داعية أو أي شخص يقوم بعمل إيجابي لدينه؟ وكيف سألقى الله وأنا هكذا وما هي أعذاري؟ هذه التساؤلات لا تفارق عقلي ودائماً ما ألوم نفسي على تقصيري الشديد في حق مولاي وأنا الآن فقدت الأمل في حياتي وعلاجي تماماً لأنني طرقت أبواب كثيرة ولكن دائماً يحصل شيء يتسبب في عدم علاجي، والحمد لله على كل حال حتى عندما سافرت للعمرة  مرضت كثيراً ولم أكن أنام، وبالتالي لم استطع أداءها جيداً، وكنت أشعر بضيق وعدم الرغبة في الذهاب لتلك الأماكن، ولكن أجاهد نفسي على الرغم من التعب في أداء كل الصلوات في المسجد الحرام؛ لكنني عجزت وكثيراً ما أفكر في ترك الحياة؛ لأنني لا أشعر بقيمتي فيها كإنسانة؛ ولا أشعر بأي تغير أو تحسن في أحوالي لأنني أعجز عن تقديم أي شئ ولذلك لست حريصة على الاستمرار فيها لولا علمي بما ينتظرني من عذاب في الدار الآخرة، وأبسط تعبير يمكن أن أقوله: لقد كرهت الدنيا وما فيها؛ لأنني اشعر بأنني عالة على نفسي وديني وحياتي وأمتي وعائلتي التي من المفروض أن أكون سنداً لها؛ لأن لدى شقيقين لديهم مشكلة في سمعهم أو على الأقل أنا لا أسبب المزيد من المشاكل؛ لكن الأمر ليس بيدي وأنا لا اقبل هذا الوضع لنفسي لأنني إنسانة كاملة الأعضاء والحمد لله لكنني لا اعرف ما الذي يكبلني؟! ولكنني عندما شاهدتك في التلفزيون شعرت بمدى صدقك في الإحساس بالآم المسلمين، ولذلك قررت كتابة رسالة لك؛ لعل دعاءك يكون سبباَ في استعادتي لحياتي من جديد مع العلم بأنني سأواصل الدعاء وأناشدك بالله الذي لا إله إلا هو إذا كانت لديك معرفة بالشيخ عائض القرني أو الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني أو الشيخ عبد الرحمن السديس أو الشيخ سعود الشريم أو الشيخ صالح البدير أو الشيخ الحذيفى أو الشيخ عبد الله عواد الجهنى أو الشيخ سلمان العودة أو الشيخ محمود المصرى أو الشيخ أبو إسحق الحويني أو القارئ محمد البراك أو القارئ نعمة الحسان أو الشيخ مشاري العفاسي وغيرهم من أهل العلم والصلاح وحفظة القرآن أن تطلب منهم الدعاء لي بالشفاء والشهادة في سبيل الله في كل وقت ومكان إجابة، وأرجو أن تعذرني على طول رسالتي لأنني أحببت الإحساس بأن هناك من يشاركني معاناتي وأن أوضح مشكلتي حتى لا تنسى أن تدعو لي.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    أولاً: شكر الله لك حسن ظنك بي، وإن شاء الله أجتهد في الدعاء لك، والبشرى في قول النبي صلى الله عليه وسلم {دعاء المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجاب} وأوصي كل من يطلع على هذه المشكلة أن يدعو لصاحبتها بأن يفرج الله همها وينفس كربها ويعجل فرجها؛ إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين

    ثانياً: المؤمن مبتلى وقد قال ربنا جل جلاله {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} وقال النبي صلى الله عليه وسلم {عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير: إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن} فما عليك إلا الصبر والاحتساب والعمل بالأسباب

    ثالثاً: لا يهولنك طول البلاء، وتذكري ـ أمة الله ـ أن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب قد لبث في السجن بضع سنين وهو برئ، وأن نوحاً عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً؛ فما آمن  معه إلا قليل، وأن يعقوب عليه ا}لسلام قد فقد بصره حزناً على ولده وقال {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله

    وأن أيوب عليه السلام قد بقي في البلاء سنين عدداً حتى هتف بربه {أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} وهكذا سلسلة يطول سردها من الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين، ولك فيهم قدوة وأسوة

    رابعاً: كوني بالله واثقة فهو أرحم بك من أمك وأبيك، واصدقي في اللجوء إليه سبحانه فإنه مفرِّج الهموم ومنفِّس الكروب،وهو الرحيم الودود، ولا تقنطي من رحمة الله، فما بين طرفة عين وانتباهتها يغيِّر الله من حال إلى حال، والله الذي ابتلاك قادر على أن يعافيك

    خامساً: جدِّدي لله توبة؛ فما نزل بلاء إلا بذنب وما ارتفع إلا بتوبة، ومن تاب تاب الله عليه، ومن اتقى الله فرَّج الله همه ويسَّر أمره، وأكثري من ذكر الله تعالى؛ فإن من ذكر الله ذكره الله، وجددي الأمل في أن تعودي خيراً مما كنت، في خير عميم ونفع عظيم

    سادساً: لا تذهبي إلى راق بل باشري رقية نفسك بنفسك؛ فلا أحد أخلص لك من نفسك، ولعلك بذلك إن شاء الله تكونين من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى