الفتاوى

  • حلف بالطلاق في لحظة تهور

    حدث لي قبل سنتين خلاف مع زميل لي في المكتب مما اضطرني أن أحلف بالطلاق في لحظة تهور ألا آكل معه في صحن واحد، ولكن هذا الرجل تغيرت معاملته وأصبح يعاملنا معاملة كريمة، فما هو كفارة هذا القسم إذا أكلت معه؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب عليك الرجوع إلى المحكمة الشرعية لينظر في أمرك وحقيقة لفظك والحالة التي كنت عليها من أجل أن يكون الحكم صواباً، وإني أنصحك بأن تتقي الله في نفسك ولا تحلف بالطلاق لا جاداً ولا هازلاً، ولا في حال رضاك ولا غضبك؛ فما هذا بصنيع من يقدرون الله حق قدره، وقد قال سبحانه عند حديثه عن أحكام الطلاق )ولا تتخذوا آيات الله هزوا( والله تعالى أعلم.

  • رؤية النبي يقظة لا مناما

    هل مشاهدة الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ممكنة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسـلم أنه قال: {من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي}رواه البخاري، زاد مسلم {فكأنما رآني في اليقظة} قال البخاري: قال ابن سيرين: إذا رآه في صورته. وثبت عنه صلى الله عليه وسـلم أنه قال:{من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتخيل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة} وثبت عنه أنه قال: {من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكونني} وهذه الأحاديث أنبِّه فيها على أمور:

    أولها: أن الذي يدعي رؤية النبي صلى الله عليه وسـلم مناماً لا يُصَدَّق في قوله إلا إذا وصف ما رآه في المنام وصفاً يطابق ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم في وصف النبي صلى الله عليه وسـلم، وهذا الذي كان عليه أهل العلم من سلفنا الأبرار. قال أيوب السختياني: كان محمد بن سيرين إذا قصَّ عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسـلم قال: صِفْ لي الذي رأيته. فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. وأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب قال: حدثني أبي قال: قلت لابن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسـلم في المنام. قال: صفه لي؟ قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به. قال: قد رأيته.

    ثانيها: أن بعض الناس يزعم أن أي صورة تُرى في المنام يقول المرئي مناماً لمن رآه إنه رسول الله صلى الله عليه وسـلم فإنها رؤيا له عليه الصلاة والسلام ويستدل هؤلاء بما روي أن النبي صلى الله عليه وسـلم قال: {من رآني في المنام فقد رآني، فإني أُرى في كل صورة} وهذا الحديث رواه ابن أبي عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفي سنده صالح مولى التوأمة وهو ضعيف لاختلاطه، وهو من رواية من سمع منه بعد الاختلاط.

    ثالثها: قوله صلى الله عليه وسـلم {فسيراني} معناه فسيرى تفسير ما رأى لأنه حق وغيب ألقي فيه، وقال ابن بطال: قوله {فسيراني في اليقظة} يريد تصديق تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق، وليس المراد في الآخرة؛ لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة فتراه جميع أمته من رآه في النوم ومن لم يره منهم، وأجاب القاضي عياض باحتمال أن تكون رؤياه له في النوم على الصفة التي عُرف بها ووُصف عليها موجبة لتكرمته في الآخرة وأن يراه رؤية خاصة من القرب منه والشفاعة له بعلو الدرجة ونحو ذلك من الخصوصيات، قال: ولا يبعد أن يعاقب الله بعض المذنبين في القيامة بمنع رؤية نبيه صلى الله عليه وسـلم مدة. وقال المازري: إن كان المحفوظ {فكأنما رآني في اليقظة} معناه ظاهر، وإن كان المحفوظ {فسيراني في اليقظة} احتمل أن يكون أراد أهل عصره ممن يهاجر إليه، فإنه إذا رآه في المنام جعل علامة على أنه يراه بعد ذلك في اليقظة وأوحى الله بذلك إليه صلى الله عليه وسـلم. وقوله: {فكأنما رآني} معناه: أنه لو رآه في اليقظة لطابق ما رآه في المنام، فيكون الأول حقاً وحقيقة، والثاني حقاً وتمثيلا.

    رابعها: من زعم أنه رآه يقظة فإن فساد قوله معلوم بأوائل العقول كما يقول القرطبي رحمه الله لأنه يلزم من ذلك أمور لا يقول بها عاقل منها: أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين، وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه، ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويُسَلَّم على غائب؛ لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره.قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: ولو حمل ـ يعني الحديث ـ على ظاهره لكان هؤلاء ـ أي من زعم أنه رآه يقظة ـ صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة، ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق ـ يعني النبي صلى الله عليه وسـلم ـ  لا يتخلف.

    خامسها: من ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسـلم جهرة يبين له فساد قوله بالحكمة والموعظة الحسنة وما قاله أهل العلم الثقات في ذلك وتقام عليه الحجة، فإن أصر على مقالته فلا بد من تحذير الناس من شره؛ خاصة وأن كثيرين من أصحاب هذه الدعوى في عصرنا يرتبون عليها أموراً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسـلم قد أفضى بها إليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله. والله تعالى أعلم.

  • تخصيص أيام معينة وتسميتها أعيادا

    ما حكم تخصيص أيام معينة في العام مثل يوم الإيدز، ويوم الأم، ويوم السل، ويوم اليتيم، وغيرها من الأيام حيث تقام برامج تعريفية بأهمية الموضوع؟ أفتونا جزاكم الله خيراً؛ حيث إن بعض الناس يعتبرها بدعة ويقارن بينها وبين الأعياد الإسلامية، ويقولون مثلاً: هذا عيد اليتيم، ويقارنه بالأضحى والفطر.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فبداية نقرر أن الأعياد في الإسلام توقيفية ترتبط بشعائر التعبد، وهي ثلاثة لا رابع لها: العيد الأسبوعي وهو يوم الجمعة حيث ارتبط بعبادة الصلاة التي تسبقها عبادات أخرى من الاغتسال والتطيب ولبس الثياب الحسنة، ثم عيد الفطر المرتبط بعبادة الصيام، ثم عيد الأضحى المرتبط بعبادة الحج والتقرب إلى الله بنحر الأضاحي، وما سواها من المناسبات فلا يجوز تسميتها عيداً، من جنس ما اصطلح عليه الناس من قولهم: عيد المولد، عيد الهجرة، عيد الإسراء، وهكذا، ومن باب أولى المناسبات الكفرية كعيد شم النسيم وعيد الكريسماس وعيد الفصح وعيد رأس السنة.

    ومما ينهى عنه كذلك ما سماه الناس عيد الأم حيث إنها تقليد إفرنجي لجأ إليها أولئك بعدما فشا فيهم العقوق، وهجر الأولاد ـ ذكوراً وإناثاً ـ أمهاتهم، فما عادوا يسألون عنهن إلا في ذلك اليوم حيث يحملون إليهن الهدايا والتحف، ولسنا بحاجة نحن المسلمين إلى مثل هذا ونحن نقرأ في كل يوم {وبالوالدين إحسانا} ونقرأ قوله صلى الله عليه وسلم {أمك، أمكن، أمك، ثم أباك} وبعض الباحثين يربط هذا العيد بالبهائيين الكفرة، من حيث تقديسهم لبعض الأرقام.

    أما تخصيص يوم للإيدز أو السل أو اليتيم مراداً به تعريف الناس بالقضية وإطلاعهم على إحصاءات معينة مع عقد ندوات وتوزيع كتب ومنشورات تعريفية مع عدم تسمية تلك الأيام عيداً فلا أرى فيه مانعاً شرعياً؛ لأنه لم يقصد بها التعبد لله تعالى ولا فيها مشابهة للمشركين، بل المقصد الأساس هو التعريف ولفت الأنظار للقضية المعينة بالطرق المشروعة، والله تعالى أعلم.

  • تتوضأ ولا تمسح على رأسها

    سؤال آخر في الوضوء وهو أن ابنة أختي لا تمسح على الرأس مباشرة في الوضوء، بل تهوي بيديها فقط على الرأس بحجة أن الماء يؤثر على شعرها، فما رأي الدين في ذلك؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فمسح الرأس من فرائض الوضوء بغير خلاف بين المسلمين؛ لقوله تعالى )وامسحوا برؤوسكم( والباء للإلصاق عند جماعة من أهل التفسير، وقد فسر هذه الآية رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله حين مسح على رأسه بكلتا يديه فأقبل بهما وأدبر، وعليه فإن وضوء هذه الأخت لا يصح، وواجب عليها التوبة إلى الله مما تصنع، وأن تتوضأ وضوء صحيحاً. والله تعالى أعلم.

  • هل وضوئي صحيح؟

    سؤالي: كنت أتوضأ في الحنفية ولم أغسل يدي ثلاث مرات، بل غسلتهم تحت الماء مباشرة، وبقية الأعضاء أغسلها بالعدد، ما عدا الرجلين أغسلهم تحت الحنفية مباشرة من غير عدد، هل يجوز ذلك؛ لأن أختي قالت: إن صلاتي غير صحيحة واستدلت بالحديث بمعنى: أسوأ السارق من سرق من صلاته، وقيل: من هو؟ قال: ناقص الوضوء؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالحديث الذي أوردته أختك نصه {أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته} قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته؟ قال {لا يتم ركوعها ولا سجودها} أو قال {لا يقيم صلبه في الركوع والسجود} رواه الإمام أحمد عن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما وضوؤك بالصفة التي ذكرتها فهو صحيح؛ لأنه لا يشترط أن تكون الأعضاء سواء في عدد مرات غسلها؛ بدليل عبد الله بن زيد صلى الله عليه وسلم  حين وصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بتور من ماء، فأكفأ على يديه من التور، فغسل يديه ثلاثاً، ثم أدخل يده في التور، فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثاً بثلاث غرفات، ثم أدخل يده فغسل وجهه ثلاثاً، ثم أدخل يده في التور، فغسلهما مرتين إلى المرفقين} متفق عليه، ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم غسل يديه ووجهه وتمضمض واستنشق واستنثر ثلاثاً ثم غسل يديه إلى المرفقين مرتين، قال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى: فيه دليل على جواز التكرار ثلاثاً في بعض الأعضاء، واثنتين في بعضها، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، وبعضه ثلاثاً، وبعضه مرتين، وهو هذا الحديث.ا.هـ

    وأما غسلك رجليك بلا عدد فلا حرج فيه كذلك شريطة ألا تبالغ؛ قال خليل بن إسحاق رحمه الله تعالى: وهل الرجلان كذلك ـ أي في التثليث ـ أو المطلوب الإنقاء.ا.هـ وفي صحيح مسلم من رواية عبد الله بن زيد رضي الله عنه {وغسل رجليه حتى أنقاهما} وفي رواية لأحمد أن معاوية رضي الله عنه أراهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثلاثاً ثلاثاً وغسل رجليه بلا عدد. قال ابن رشد رحمه الله: ومن جهة المعنى أن الوسخ يعلق بهما ـ أي الرجلين ـ كثيراً، والمطلوب فيهما المبالغة في الإنقاء وقد لا يحصل بالثلاث. والله تعالى أعلم

  • كيفية الترجيح بين الخبرين

    إذا تعارض خبران صحيحان وعمل بأحدهما أئمة من الصحابة، فهل يرجح ذلك الخبر على الخبر الذي عارضه ولم يصح العمل به؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فهذه المسألة يجدها السائل مبسوطة في كتب أصول الفقه في مبحث (التعارض والترجيح) ويمكنك الرجوع إلى أي شرح من شروح (الورقات) للجويني أو إلى (نزهة الخاطر العاطر شرح روضة الناظر) لابن بدران أو إلى مستصفى الغزالي أو إحكام الآمدي، وإن شئت الرجوع إلى بعض كتب المعاصرين فعليك بكتاب د. الزحيلي (أصول الفقه الإسلامي) وخلاصة ما ذكر في هذه المراجع وغيرها أن من المرجحات التي يرجع إليها حين التعارض بين خبرين أن يكون أحدهما على وفق عمل أهل المدينة فيكون أقوى؛ لأن ما رآه مالك رحمه الله حجة وإجماعاً إن لم يصلح حجة فيصلح للترجيح؛ لأن المدينة دار الهجرة ومهبط الوحي الناسخ فيبعد أن ينطوي عليهم، ومن المرجحات كذلك أن تعمل الأمة بموجب أحد الخبرين؛ فإنه إذا احتمل أن يكون عملهم بدليل آخر؛ فيحتمل أن يكون هذا الخبر فيكون صدقه أقوى في النفس، والله تعالى أعلم.

  • الزكاة في مال الصغير

    توفي الأب وترك ابناً وزوجة ومالاً وتم توزيع المال حسب الشرع، وتم وضع نصيب الابن في أحد البنوك، وأصبحت الأم وصية عن الابن لأنه طفل صغير، فالأم تسأل: هل على مال ابنها زكاة مع العلم أن المال يبلغ نصاباً؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالذي عليه جماهير العلماء أن في مال الصغير زكاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم {من ولي يتيماً فليتجر له في ماله حتى لا تأكله الصدقة} وعليه فإن الواجب على الأم إخراج الزكاة الواجبة في مال صغيرها، كلما حال عليه الحول، مع سعيها في استثماره حتى لا تضره، والله تعالى أعلم.

  • ماذا أفعل مع من يعبدون البقر؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    أنا طالب أدرس في الهند، وهذه الدولة تتعدد فيها الديانات وتكثر المعابد، وأنا عندما أكون ماراً بالقرب من تلك المعابد أراهم يعبدون البقر والأصنام والبعض يعبد الجهاز التناسلي للمرأة عياذاً بالله، سؤالي ماذا علي أن أفعل وهم يقتلون كل من يتدخل في دينهم وأنا أشعر أني مقصر في ديني بسكوتي، وجزاكم الله خيرا.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فشكر الله لك غيرتك على دينك وحبك للدعوة وشعورك بالتقصير، ولو كان كل مسلم يشعر بما تشعر به ويسعى لما تسعى إليه لتغيرت أحوال كثيرة، فسل الله أن يخرجك من تلك القرية الظالم أهلها إلى دار إسلام يعلو فيها صوت الأذان ويعبد فيها رب العالمين لا شريك له.

    وبخصوص ما سألت عنه فإن الهند من بلاد الله التي تعج بالمعتقدات الباطلة والديانات المنتحلة، والمطلوب منك أن تسعى في الدعوة إلى الله دون أن تلحق ضرراً بنفسك، وذلك يكون باتباع أسلوب الدعوة الفردية دون دخول لمعابدهم أو تعرض لأذاهم، وأنت في هذا كله مسترشد بقول ربنا جل جلاله {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} فإن عجزت عن ذلك فيكفيك الإنكار بقلبك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {فمن أنكر فقد سلم، ومن كره فقد برئ، ولكن من رضي وتابع} ولا بد كذلك من أن تحيط علماً بأن ثمة فرقاً كبيراً بين دار الإسلام التي تظهر فيها شعائره ودار الكفر التي تكون الغلبة فيها للكفار، ففي الأولى تستطيع إنكار المنكر والدعوة إلى الله علانية بخلاف الثانية، وقدوتك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث مكث في مكة ثلاثة عشر عاماً والأصنام منصوبة حول الكعبة وهو لا يسعى في هدمها حتى فتح الله له مكة فكسرها جميعاً، وهو يتلو قوله تعالى {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} والله تعالى أعلم.

  • طلقني وفي نفس الليلة أرجعني فهل تحسب طلقة؟

    زوجي طلقني طلقة واحدة وفي نفس الليلة اعتذر لي، فهل تعتبر طلقة؟ وجزاكم الله خيراً

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فما دام الزوج قد أوقع الطلقة باختياره وهو عاقل رشيد فإنها تحسب عليه طلقة، ويصح له إرجاعك في نفس الليلة، ويكون رجوعك على طلقتين إن كانت تلك الطلقة هي الأولى، والله تعالى أعلم.

  • الطباعة على أوراق المؤسسة التي أعمل بها

    أعمل بمصلحة حكومية وفي جهاز الكمبيوتر توجد شبكة النت، وأتصفح فيها لأنهم لا يمنعوننا من التصفح للمعرفة، ولكن في بعض الأحيان أجد موضوعات هامة سواء كانت علمية أو دينية؛ فهل يجوز لي طباعتها سواء في ورق أبيض أو مستعمل. أفيدوني

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا مانع من تصفح الإنترنت ما دام مبذولاً للجميع مأذوناً في استعماله من قبل المسئولين عن المرفق الذي تعمل فيه، أما نقلك موضوعات على ورق يعد من المال العام فلا يجوز؛ لقوله تعالى {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} ولقول النبي صلى الله عليه وسلم {من ولي لنا عملاً فكتمنا شيئاً مخيطاً فما فوقه فهو غلول يأتي به يوم القيامة} والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى