الفتاوى

  • هِبة الحج للمتوفى

    هل توهب حجة للمتوفى إذا لم يحج في حياته؟ هل تقبل هذه الحجة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فيصح الحج عن المسلم الذي توفي ولم يحج في حياته سواء أوصى بذلك أو لم يوص؛ لما رواه مالك في الموطأ من حديث الخثعمية أنها قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: نعم} وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه عنه { أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج، فلم تحج  حتى ماتت؛ أفأحج عنها؟ قال: نعم، حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء} وهذا كله شريطة أن يكون النائب قد حج عن نفسه حجة الإسلام، والله تعالى أعلم.

  • الوضوء داخل الحمام

    هل يصح الوضوء داخل الحمام؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج من الوضوء داخل الحمام ما دام مكان الوضوء غير مكان قضاء الحاجة؛ لأن الوسواس مندفع والحالة هذه، وما قاله أهل العلم من استحباب طهارة المكان الذي يتوضأ فيه، فهو معلل بكراهة الوسواس؛ كما قال الخطابي رحمه الله: إذا لم يكن المكان جدداً صلباً، أو لم يكن مسلك ينفذ فيه البول ويسيل فيه الماء، فيوهم المغتسل أنه أصاب من قطره ورشاشه، فيورثه الوسواس.ا.هـ والعلم عند الله تعالى.

  • أوصى ولم يعملوا بوصيته

    الوصية قبل وفاة الشخص بأن لا يبكى عليه ولا يفرش له؛ إذا أهل المرحوم لم يلتزموا بهذه الوصية هل يحاسب في القبر؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمقرَّر في كتاب ربِّنا أن كل نفس بما كسبت رهينة وأنه {لا تزر وازرة وزر أخرى} وما دام هذا الشخص قد أوصى أهله بتقوى الله وألا يحدثوا حراماً عند موته فقد برأت ذمته، ومن خالف هذه الوصية فإنما إثمه على نفسه.

    هذا وليعلم السائل أن البكاء على الميت جائز ما لم يكن لطم خد أو شق جيب أو تسخط على قضاء الله وقدره أو دعاء بدعوى الجاهلية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم} وأشار إلى لسانه صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم.

  • كرامة بمناسبة الشفاء

    إذا أراد الشخص يعمل كرامة لمناسبة شفاء مريض أو نذر هل الأفضل يذبح خروف، أو الأفضل يدفع قيمة الذبيح نقداً لطلبة العلم؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فكلاهما عمل طيب مبارك أعني إطعام الطعام وإنفاق المال على طلبة العلم، لكن الأنفع الثاني؛ لأن الذبيحة تؤكل في حينها، لكن النفقة ينتفع بها حيناً من الدهر؛ حيث يُطرد بها جوع وتُستر بها عورة وتُكشف بها كربة، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة، والله تعالى أعلم.

  • هل يأثم من يخطئ في التلاوة؟

    الشخص إذا تلا القرآن وأخطأ في بعض الكلمات هل يأثم؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد روى مسلم في صحيحه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم {الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ  القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران} فدل هذا الحديث على أن تالي القرآن مأجور على كل حال، لكنه مأمور بأن يتعلم التلاوة الصحيحة ويجتهد في ذلك ما استطاع رجاء أن يكون مع السفرة الكرام البررة، والله تعالى أعلم.

  • نوى عمل خير ثم مات

    إذا نوى الشخص بأن يقدم عمل خير إذا توافرت له المادة، وتوفي قبل ذلك هل تكتب له حسنات؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يروي عن ربه جل جلاله {إن  الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك؛ فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة؛ فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة؛ ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة؛ فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة} رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه، فمن هم بالحسنة وعزم على فعلها ولازمه شعور بالندم على تفويتها وعلم ربه منه ذلك؛ فإن الله تعالى بمنه وكرمه يكتب له أجرها، والعلم عند الله تعالى.

  • مس المصحف لغير المتوضئ

    هل صحيح أنه لا يجوز مس المصحف لغير المتوضئ؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا يجوز مس المصحف إلا على طهارة كاملة؛ لعموم قوله تعالى {لا يمسه إلا المطهرون} وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن حزم {لا يمس المصحف إلا طاهر} رواه مالك في الموطأ، ولا يستثنى من ذلك إلا معلِّم القرآن ومتعلِّمه؛ دفعاً للمشقة. والعلم عند الله تعالى

  • هل يحاسب من مات في الحج؟

    إذا شخص ذهب لأداء العمرة أو فريضة الحج وتوفي هنالك هل يحاسب أم يعفى من الحساب؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد دلت نصوص الشريعة على أن من شرع في عمل صالح ثم حيل بينه وبين تمامه بالموت أو غيره من الأعذار القاهرة المانعة؛ فإن أجره يقع على الله كاملاً ـ فضلاً من الله ونعمة ـ وقد قال سبحانه {ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله} قال القرطبي رحمه الله تعالى: استدل أيضا بعض العلماء بهذه الآية على أن للغازي إذا خرج إلى الغزو ثم مات قبل القتال له سهمه، وإن لم يحضر الحرب.ا.هـ ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم في عزوة تبوك قال لأصحابه {إن أقواماً بالمدينة خلْفَنَا ما سلكنا شعباً ولا وادياً إلا وهم معنا فيه حبسهم العذر} قال الحافظ رحمه الله تعالى: والمراد بالعذر ما هو أعم من المرض   وعدم القدرة على السفر، وفيه أن المرء يبلغ بنيته أجر العامل إذا منعه العذر عن العمل.ا.هـ والعلم عند الله تعالى.

  • الدعاء في سجدة التلاوة

    هل السجدة عند التلاوة يدعو فيها العبد ربه؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمسنون في سجدة التلاوة أن يدعو الساجد بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول إذا سجد {اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلها من عبدك داود} رواه الترمذي، وليس هذا الدعاء بلازم فلو دعا بغيره واستغفر أجزأه إن شاء الله، والله تعالى أعلم.

  • كيفية الدعاء للأبناء

    هل الدعاء للأبناء يكون باسم الفرد أم يشملهم جميعاً؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب جوامع الدعاء؛ وأفضل الدعاء ما كان في القرآن، ومن أدعية القرآن في خصوص ما سألت عنه قوله تعالى على لسان الخليل إبراهيم عليه السلام {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن  ذريتي ربنا وتقبل دعاء} وقوله تعالى {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والديَّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين} فعليك أن تدعو بمثل هذا جملة، ويكون التخصيص لفرد ما لو دعت الحاجة إلى ذلك، وإلا فالأصل التعميم، والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى