الفتاوى

  • محجبة ترتدي ملابس ملونة

    أنا محجبة، ولكن أريد أن أرتدي الحجاب الصحيح، وهل الألوان حرام والمشجر حرام؟ أرجو إفادتي في الموضوع.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فأنت مأجورة على التزامك أمر ربك جل جلاله في قوله {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} وأنت مأجورة ـ إن شاء الله ـ على حرصك على معرفة أحكام دينك وما يرضي ربك جل جلاله في هيئتك وملبسك وزينتك، واعلمي ـ بارك الله فيك ـ أن الشريعة لم تلزم المرأة في لباسها بلون معين، فلها أن تلبس ما شاءت من الألوان شريطة ألا تكون زينة لافتة للأنظار؛ لقوله تعالى {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} فلو لبسْتِ ألواناً هادئة فلا حرج عليك، والعلم عند الله تعالى.

  • رب المشارق والمغارب

    قال تعالى {رب المشرقين ورب المغربين} وقال {فلا أقسم برب المشارق والمغارب} فما المقصود؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقوله تعالى في سورة الصافات {رب السموات والأرض وما ينهما ورب المشارق} أي مالك مطالع الشمس؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما : للشمس كل يوم مشرق ومغرب وذلك أن الله تعالى خلق للشمس  تلاثمائة وخمساً وستين كوة في مطلعها، ومثلها في مغربها على عدد أيام السنة الشمسية تطلع في كل يوم في كوة منها وتغيب في كوة لا تطلع في تلك الكوة إلا في ذلك اليوم من العام المقبل. وقوله تعالى في سورة الرحمن {رب المشرقين ورب المغربين} أراد بالمشرقين أقصى مطلع تطلع منه الشمس في الأيام الطوال وأقصر يوم في الأيام القصار، أو أراد مشرقي الشمس والقمر ومغربيهما، وأما قوله تعالى في سورة المزمل {رب المشرق والمغرب وما بينهما} فالمراد مشرق الشمس ومغربها باعتبار الجنس، وأنصح السائل الكريم بمراجعة كتاب “دفع إيهام الاضطراب” للشيخ العلامة/ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى؛ فإنه تعرض للآيات التي يوهم ظاهرها تعارضاً، وأزال ذلك التعارض المتوهم، والله الموفق والمستعان.

  • ولمن خاف مقام ربه جنتان

    من هو الصحابي الذي نزل فيه قوله تعالى {ولمن خاف مقام ربه جنتان}؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ذكر ذات يوم،  وفكر في القيامة والموازين والجنة والنار وصفوف الملائكة وطي السموات ونسف الجبال وتكوير الشمس وانتثار الكواكب؛ فقال: وددت أني كنت خضراء من هذا الخضر تأتي علي بهيمة فتأكلني وأني لم أخلق فنزلت هذه الآية {ولمن خاف ربه جنتان} وفي معنى الآية قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: يقول تعالى ذكره: ولمن اتقى الله من عباده؛ فخاف مقامه بين يديه؛ فأطاعه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه جنتان، يعني بستانين.ا.هـ

  • تطهّر ثم زال عقله

    ما حكم من تطهر ثم زال عقله بسكر أو إغماء أو تخدير أو مرض؟ مع الدليل وذكر المصدر.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فزوال العقل بجنون أو إغماء ناقض للوضوء بإجماع الأمة؛ قال الإمام النووي رحمه الله: أجمعت الأمة على انتقاض الوضوء بالجنون وبالإغماء، وقد نقل الإجماع فيه ابن المنذر وآخرون واستدل له أصحابنا وغيرهم بحديث عائشة رضي الله عنها {أن النبي صلى الله عليه وسلم أغمي عليه ثم أفاق فاغتسل ليصلي، ثم  أغمي عليه ثم أفاق فاغتسل} رواه البخاري ومسلم.

    وأما السكران والمخدَّر ومن زال عقله بمرض فإنه ينتقض وضوؤهم جميعاً؛ فإن انتقاض الوضوء منوط بزوال العقل في كلٍ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق النائم {العينان وكاء السه فإذا نامت العينان استطلق الوكاء} واه أبو داود وابن ماجه وغيرهما بأسانيد حسنة. قال الشيرازي رحمه ا لله في المهذب: وأما زوال العقل بغير النوم فهو أن يجن أو يغمى عليه أو يسكر أو يمرض فيزول عقله فينتقض وضوءه؛ لأنه إذا انتقض الوضوء بالنوم فلأن ينتقض بهذه الأسباب أولى، ولا فرق في ذلك بين القاعد وغيره، ويخالف النوم فإن النائم إذا كُلِّم تكلم، وإذا نُبِّه تنبه؛ فإذا خرج منه الخارج وهو جالس أحس به بخلاف المجنون والسكران.ا.هـ

  • الصلاة في مسجد به قبر

    سؤالنا عما إذا كانت الصلاة تجوز في مسجد به قبر أمام المصلين أم خلفهم أو ما شابه ذلك؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بناء المساجد على القبور، ونهى عن اتخاذ القبور مساجد، وذلك في أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها عن النبي قال في مرضه الذي مات فيه {لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد} وما رواه مسلم من حديث جندب صلى الله عليه وسلم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل  أن يموت  بخمس وهو يقول {ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك} وفي مسلم عن عائشة قالت: إن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بالحبشة فيها تصاوير، فقال: إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجداً، وصوَّروا تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة} قال الصنعاني رحمه الله: والظاهر أن العلة سدُّ الذريعة والبعد عن التشبه بعبدة الأوثان الذين يعظمون الجمادات التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر ولما في إنفاق المال في ذلك من العبث والتبذير الخالي عن النفع بالكلية؛ ولأنه سبب لإيقاد السرج عليها الملعون فاعله. ومفاسد ما يبنى على القبور من المشاهد والقباب لا تحصر، وقد خرَّج أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال: {لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج} وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. رواه مالك في الموطأ وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وأبو نعيم في الحلية، وصححه البزار وابن عبد البر

    وقد عدَّ العلماء رحمهم الله تعالى بناء المساجد على القبور من كبائر الذنوب، قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها، واتخاذها أوثاناً، والطواف بها، واستلامها، والصلاة إليها.

    وتتابع النقل عن أئمة المالكية رحمهم الله تعالى في النهي عن ذلك، ومن تلك النقول:

    1ـ النهي عن تجصيص القبور، قال الإمام مالك في المدونة 1/189: أكره تجصيص القبور والبناء عليها، وهذه الحجارة التي يبنى عليها.

    2ـ النهي عن البناء عليها، قال ابن رشد في مقدمته/174: كره مالك البناء على القبر وجعل البلاطة المكتوبة. وقال ابن أبي زيد في الرسالة: ويكره البناء على القبور وتجصيصها.أ.هـ قال شارحها في الفواكه الدواني 1/291: وأما القبب ونحوها مما يضرب على القبر فلا شك في حرمتها في الأرض المحبَّسة على دفن الأموات لما في ذلك من التحجير على ما حق لعموم المسلمين. وكما يكره البناء على القبور على الوجه المذكور يكره تجصيصها أي تبييضها لما رواه مسلم وغيره من نهيه عليه الصلاة والسلام على تجصيص القبر والبناء عليه.

    3ـ النهي عن اتخاذها مساجد، قال ابن عبد البر في التمهيد 1/168: يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء والصالحين مساجد. وقال القرطبي في تفسيره 10/380: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد.

    وأما الصلاة في المسجد الذي حوى قبراً فهي صحيحة عند جمهور العلماء، ولا يلزمه إعادة الصلاة في قول أكثر أهل العلم منهم المالكية والحنفية والشافعية وهي رواية عن أحمد رحمهم الله جميعاً. والله تعالى أعلم.

  • لحس الكلب أصبع زوجتي

    لحس كلب الجيران أصبع زوجتي فقامت بغسله بالماء فقط، ثم لمست بيدها صنبور الماء ومقبض الباب ثم مسحت يدها بالمنديل ثم لمست أشياء كثيرة من أواني المطبخ، سؤالي: هل تنتقل النجاسة إلى كل هذه الأشياء؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمالكية رحمهم الله يرون طهارة عرق الكلب ولعابه، ويعللون الأمر الوارد بغسل الإناء من ولوغه بأنه تعبدي، والذي عليه جمهور العلماء أن نجاسة الكلب نجاسة مغلظة لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر بغسل الإناء الذي ولغ الكلب سبع أولاهن بالتراب، وعليه فإن الواجب على من مس الكلب شيئاً من جسده أو ثيابه أو أوانيه ـ سواء كان المس بعرقه أو لعابه أو مخاطه أو رطوبة أنفه ـ أن يغسل الشيء الممسوس سبع مرات أولاهن بالتراب، ومن هنا يعلم أن النجاسة قد انتقلت من يد زوجك إذا كانت رطبة حال مماستها لتلك الأشياء التي وردت في سؤالك، أما إذا كانت يدها قد جفت حال مماستها فلا تنتقل النجاسة وإن كانت باقية في يدها، والله تعالى أعلم.

  • الصلاة في الصف المقطوع

    هل تجوز الصلاة في الصف المقطوع بقائم حيث إن المسجد ضيق؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد ورد النهي عن الصلاة بين الأعمدة في صلاة الجماعة؛ حيث روى الحاكم بإسناد صحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال {كنا نُنهى عن الصلاة بين السواري ونُطرد عنها} وعند الترمذي {كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم} وعلة النهي ـ كما قال المحب الطبري ـ إما لانقطاع الصف، أو لأنه موضع النعال، قال القرطبي: وروي في سبب كراهة ذلك أنه مصلى الجن المؤمنين ا.هـ ومحل ذلك النهي عند السعة وعدم الاضطرار، أما إذا كان المسجد ضيقاً كما ورد في السؤال فلا كراهة إذن، والله تعالى أعلم.

  • حكم بيع فضلات الغنم

    هل يجوز بيع فضلات الغنم للاستفادة بها في الفلاحة مع العلم بأن فيها ربحاً وفيراً؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    ففضلات الغنم ـ وكذلك كل ما يؤكل لحمه ـ طاهرة عند جماهير العلماء استدلالاً بحديث العرنيين حيث وصف لهم النبي صلى الله عليه وسلم أبوال الإبل وألبانها للتداوي بها؛ فدل ذلك على طهارتها، واستدلالاً بأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف في حجة الوداع على بعير، ولو كان بوله نجساً لما عرَّض النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام للنجاسة، وإذا ثبتت طهارة فضلات الغنم فلا حرج في بيعها للانتفاع بها في الفلاحة، والله تعالى أعلم.

  • حكم شراء اللحوم في الصين

    نحن الآن نعيش في الصين نشتري اللحمة من أماكن مكتوب عليها (اللحوم الإسلامية) في بعض الأحيان نجد من يبيع لا يعرف النطق بالشهادتين، ولا يجيب عن أي سؤال بما يوحي بأنه مسلم، فما حكم الشرع في ذلك؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلما كان أغلب أهل الصين كفاراً غير كتابيين فإنه لا تحل للمسلم ذبيحتهم، لكن لو علم في بعض الأماكن أن اللحوم التي تباع مذكاة عن طريق مسلم أو كتابي فلا حرج في شرائها ولو كان البائع كافراً وثنياً، والله تعالى أعلم.

  • القراءة من الهاتف في الصلاة

    ما حكم القراءة في الصلاة من جهاز الموبايل الذي يحوي القرآن الكريم كله؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا يجوز في صلاة الفريضة القراءة من المصحف أصلاً، وإنما يجوز ذلك في النافلة كما نص عليه أهل العلم، وأما القراءة من جهاز الهاتف الجوال فلا يجوز في النافلة أيضاً لما يستلزمه ذلك من كثرة الحركة والضغط على الأزرار؛ مما يخرج الصلاة عن حدها وخشوعها، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى