الفتاوى

  • صيام النصف من شعبان

    ما حكم صيام ليلة النصف من شعبان؟ وهل يصح حديث في فضلها؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فأما اللية فلا تصام بل الصيام يكون بالنهار، وليس في صيام اليوم الخامس عشر من شعبان سنة، بل السنة أن يصوم الإنسان الأيام الثلاثة البيض ـ وهي ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر من كل شهر ـ أما تخصيص الخامس عشر من شعبان بصيام وحده فليس من السنة، والحديث الوارد في فضل ليلة النصف من شعبان قد رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَخَرَجْتُ، فَإِذَا هُوَ بِالبَقِيعِ ، فَقَالَ : أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: {إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ} وأكثر أهل العلم ـ قديماً وحديثاً ـ على تضعيفه. قال الترمذي رحمه الله: وسمعت محمداً ـ يعني البخاري ـ يضعِّف هذا الحديث.

  • عقد القِران في صَفَر

    أمي ترفض إقامة عقد القران لأختي في شهر صفر؛ لأنه مكروه حسب اعتقادها!! بالرغم من أن الخطيب مسافر، وظروف عمله وإجازته لا تسمح بغير عقد القران في هذه الأيام. هل صحيح أنه مكروه الخطبة وعقد القران في صفر؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا كراهة في عقد القران في صفر؛ وهذا الاعتقاد الذي استقر عند أمك إنما هو من آثار الجاهلية التي تعتقد أن صفر شهر نحس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر} رواه الشيخان، وفي مقابل هذا يوجد آخرون يعتقدون بكراهة عقد النكاح في شوال، وهكذا تتعدد هذه المعتقدات الباطلة، والواجب على أمك أن تعلم أن عقد النكاح مباح في كل وقت، إلا في حال الإحرام بالنسك، وعلى أمك أن تتقي الله وتبادر إلى الموافقة على عقد نكاح أختكم؛ إرضاء للرحمن وإرغاماً للشيطان، ودفعاً للمشقة عن أخيكم، والله الموفق والمستعان.

  • تركت الصيام من أجل زوجتي

    أنا رجل أحب الصيام ولا سيما الاثنين والخميس، وكنت قبل الزواج أصوم كثيراً أسأل الله القبول، ولكن بعد الزواج قلَّ صيامي وكثرت آثامي والله المستعان، والسبب أن زوجتي تستثقل صيامي مع أنها ملتزمة ومنقبة ولله الحمد!! وأظن أن السبب هو استثقالها إعداد الإفطار لي؛ لأني أحب الفطور السوداني (اللقمة بالتقلية) ولكني لا أشترط عليها ذلك، وأتقبل أي إفطار إن شاء الله زبادي، ولكنها تصر على إعداد الإفطار وأحس استثقالها ذلك؛ فإذا أخبرتها بأني سأصوم غدا أراها تتغير أو تقول لي أخِّره إلى الخميس القادم مثلاً!! مع أني أراعي ظرفها ولا أصوم كثيراً الأيام البيض أو الاثنين والخميس أحياناً! كيف أجعلها تحب الصيام وتحثني عليه وتتفهم ما أرجوه عند الله؟ مع العلم أني لو قلت لها أنت لا تحبين صيامي لأنكرت بشدة مع أني ألاحظ عدم رضاها!! أتنازل عن الفطور؟ لا تقبل!! ومن حججها كذلك أنها لا تأكل لحالها!! وهل صيامي صيام داود؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فأنت على خير ـ أخي ـ ما دمت على الصيام محافظاً ومنه مكثراً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {عليك بالصيام فإنه لا عدل له} وقال {من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه من النار سبعين خريفا} والواجب على زوجك أن تفرح بذلك لما للطاعة من أثر في سعة الرزق وبركة العمر وصلاح الحال، وما ينبغي لها أن يضيق صدرها، وعليها أن تلتمس الأجر والثواب في إعانتك على الطاعة بإعداد فطورك وسحورك والإحسان إليك في التبعل لك.

    والذي أنصحك به أخي ألا تدع الصيام من أجلها، وفي الوقت نفسه لا تصر على نوع معين من الطعام، بل اقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما ذمَّ ذواقاً قط، وما كان يتكلف مفقوداً ولا يذم موجوداً، بل إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه، والله الموفق والمستعان.

  • المعاشرة أثناء الحيض

    أنا أعيش مع زوجي في دولة أوروبية بسبب ظروف دراسته، وقد التقيت ببعض المسلمات من مختلف المذاهب (سنة وشيعة) وعلمت منهن أن هناك فتوى لأحد الشيوخ تبيح المعاشرة الزوجية أثناء الحيض باستعمال المانع الذكري، والمبرر كثرة الفتن في أوروبا وحتى لا يقع الزوج في الزنا مع عدم قدرته على الزواج الثاني. أرجو إفادتنا مع الحجة والدليل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب على الرجل اعتزال زوجته أثناء المحيض لقوله تعالى {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} وقد فسر النبي صلى الله علـيه وسلم هذه الآية بقوله (اصنعوا كل شيء إلا النكاح) رواه مسلم، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: اعلم أن مباشرة الحائض أقسام أحدها: أن يباشرها بالجماع في الفرج، فهذا حرام بإجماع المسلمين. بنص القرآن العزيز والسنة الصحيحة. قال أصحابنا: ولو اعتقد مسلم حل جماع الحائض في فرجها صار كافراً مرتداً.أ.هـ ولا شك في أن هذه الفتوى خاطئة، والواجب على من أفتى بها أن يتوب إلى الله تعالى منها إذ فيها مشاقة المسلمين ومخالفة إجماعهم، ويتضح ذلك إذا علم أن من استخدم المانع الذكري صدق عليه أنه جامع في الفرج، ويترتب على فعله ذلك سائر ما يترتب على من جامع دون مانع من وجوب الغسل وثبوت الإحصان ووجوب الحد وإفساد الحج والصوم وحل المطلقة ثلاثاً لمن طلقها وغير ذلك من الأحكام، أما كثرة الفتن فتعالج بإباحة الاستمتاع بالحائض فيما دون الفرج من سائر جسدها بكل ما يتأتى به قضاء الوطر واستفراغ الشهوة، ونسأل الله الهداية للجميع.

  • أفطرت يوما في رمضان دون عذر

    أفطرت يوما من رمضان من غير عذر، وعلمتُ أنَّ علَيَّ قضاءً وكفارةً، فكيف الكفارة؟ هل ستون يوماً متواصلة، وهل يجوز الفطر أثناءها في حالة السفر والمرض كما هو في رمضان، والإتمام من بعد أو لا يجوز ذلك؟ أفتونا مأجورين.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

    فمن أفطرَ متعمداً فعليه القضاء والكفارة، استدلالاً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الرجل الذي جامع أهله في نهار رمضان فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة؛ حيث روى الشيخان وغيرهما أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت، وأهلكت، فقال {ماذا صنعت؟} قال: واقعت امرأتي في نهار رمضان متعمدا، فقال {أعتق رقبة} قال: لا أملك إلا رقبتي هذه، قال {فصم شهرين متتابعين} فقال: وهل جاءني ما جاءني إلا من الصوم؟ فقال {أطعم ستين مسكينا} فقال: لا أجد، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يؤتى بفرق من تمر ويروى بعرق فيه خمسة عشر صاعاً، وقال {فرِّقها على المساكين} قال ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله: “إنما الكفارةُ على مَن أفطَرَ متعمِّداً بأكلٍ أو شُربٍ أو جماعٍ مع القضاء، والكفارة في ذلك إطعامُ ستين مسكيناً لكل مِسكينٍ مُدٌّ بِمُدِّ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فذلك أحب إلينا، وله أنْ يُكفِّرَ بِعِتقِ رقبةٍ أو صِيامِ شهرَيْن مُتتابِعَيْن”. [رسالة القيرواني 1/306-308]. والكفارة للتعمُّد، قال ابن أبي زيد: “مَن الْتَذَّ في نهارِ رمضانَ بمباشَرةٍ أو قُبلةٍ فأمْذَى لذلك فعليه القضاء، وإنْ تعمَّدَ ذلك حتى أمْنَى فعليه الكفارة”. [رسالة القيرواني 1/311]. وأما انقطاع صيام الشهرين المتتابعين لِعُذْرٍ كالمرضِ الموجِبِ لِلفِطْرِ فيُسْتأنَفُ صِيامُ بَقِيةِ الأيامِ بعد زوالِ المرضِ مباشرة، والله تعالى أعلم.

  • لمست فتاة في رمضان

    مشكلتي أنني لمست ثدي فتاة في رمضان عن قصد!! وأنا نادم فما هي الكفارة التي تلزمني؟ وجزاكم الله كل خير

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

    فيجب عليك أن تتوب إلى الله عز وجل من هذا الذنب الذي اقترفته في شهر رمضان المعظم. وعليك أن تُكْثِرَ من الاستغفار، ثم إذا ترتب على هذا اللمس المحرَّم خروج مذي لهذه الشهوة فعليك قضاء هذا اليوم. وعلى العبد أن يغض بصره ويتقي ربه في كل وقت ويزداد حرصا في رمضان المعظم. قال الله تعالى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ( فليس الصيام مجرد ترك للطعام والشراب، بل المقصود الكفُّ عن شهوات البطن والفرج وصَوْنُ الصيام من كلِّ المعاصي والآثام، وقد قال ميمون بن مهران رضي الله عنه {إنَّ أهْوَنَ الصوم تركُ الطعام والشراب} [حلية الأولياء 2/114].

  • هل يُغني الغسل عن الوضوء؟

    هل يغني الغسل عن الوضوء؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالغسل هو الطهارة الكبرى، والوضوء طهارة صغرى تندرج تحتها؛ كما أن الغسل يرفع الحدث الأكبر، والوضوء يرفع الحدث الأصغر، فإذا ارتفع الأكبر ارتفع الأصغر، ولذلك نقول: إن الغسل يغني عن الوضوء، والله تعالى أعلم.

  • حكم الاحتكار

    ما حكم الاحتكار؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    الاحتكار هو تخزين الطعام مع حاجة الناس إليه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {لا يحتكر إلا خاطئ} رواه مسلم، والخاطئ هو العاصي الآثم، قال النووي رحمه الله تعالى: قال أصحابنا: الاحتكار المحرم هو الاحتكار في الأقوات خاصة، وهو أن يشتري الطعام في وقت الغلاء للتجارة، ولا يبيعه في الحال، بل يدخره ليغلو ثمنه، فأما إذا جاء من قريته، أو اشتراه في وقت الرخص وادخره، أو ابتاعه في وقت الغلاء لحاجته إلى أكله، أو ابتاعه ليبيعه في وقته، فليس باحتكار ولا تحريم فيه.ا.هـ والحكمة في تحريم الاحتكار دفع الضرر عن عامة الناس، ولذلك أجمع العلماء على أنه لو كان عند إنسان طعام، واضطر الناس إليه ولم يجدوا غيره، أجبر على بيعه دفعاً للضرر عن الناس.

    وأما غير الأقوات فلا يحرم الاحتكار فيه بكل حال؛ وهذا مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم في رواية ابن ماجه عن عمر رضي الله عنه {من احتكر على المسلمين طعامهم} فدل على جوازه في غير الطعام، قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم كرهوا احتكار الطعام، ورخص بعضهم في الاحتكار في غير الطعام، وقال ابن المبارك: لا بأس بالاحتكار في القطن والسختيان ونحو ذلك

  • البكاء عند قراءة القرآن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سألني صديق لي عن البكاء عند سماع القرآن، وقال إنه لا يبكي ويريد ذلك…فذكرت له أنه مطلوب وثبت بالأدلة وقلت له: إن لم تبكِ فتباكَ لأنني سمعت أحد المشايخ يقول ذلك؛ فلم يصدقني فاستعنا بالقوقل فكان أن صحَّ كلامي..ووجدنا هذا الحديث الذي اختلفنا في تفسيره (ثم روى بإسناده إلى أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أرْسَلَتْ ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابناً لي قُبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مُسمى، فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه تُقْسِم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال، فَرُفِع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونَفْسه تتقعقع. ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء. والحديث مُخرّج في صحيح مسلم) فكان الاختلاف في هل البكاء للميت على صفة بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم فيه رحمة للميت حسب تفسير الحديث؟ وإذا كان بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم فيه رحمة هل بكاؤنا نحن أيضاً فيه رحمة؟ جزاءكم الله خير

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله و صحبه أجمعين، وبعد.

    فالذي أنصحك به وصديقك ألا تكثرا من المراء والجدال، بل الواجب عليكما إذا اختلفتما في أمر ما أن تردوه إلى أهل العلم حيث أنتم؛ لقوله تعالى )فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون( وقوله تعالى )ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم( وقوله صلى الله عليه وسلم {هلا سألوا إذ جهلوا؟ إنما شفاء العي السؤال} وبخصوص ما سألت عنه فإنني أجيبك بأن البكاء عند تلاوة القرآن مطلوب الحرص عليه واستدعاؤه في قول جمهور العلماء؛ لأن هذه صفة المدح المذكورة في سورة الإسراء )ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا( قال ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: يقول تعالى ذكره: ويَخرُّ هؤلاء الذين أوتوا العلم من مؤمني أهل الكتابين، من قبل نزول الفرقان، إذا يتلى عليه القرآن لأذقانهم يبكون، ويزيدهم ما في القرآن من المواعظ والعبر خشوعا، يعني خضوعا لأمر الله وطاعته استكانة له.ا.هـــــــــــ ويفهم هذا أيضاً من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا} رواه ابن ماجه والبزار

    وأما البكاء عند الموت فلا حرج فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بكى عند موت ابنه إبراهيم؛ كما في حديث جابر رضي االله عنه قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فانطلق به إلى ابنه إبراهيم، فوجده يجود بنفسه، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره فبكى، فقال له عبد الرحمن: أتبكي؟ أولم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: {لا. ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند مصيبة، خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان} فالمنهي عنه ما كان فيه تسخط على قضاء الله وقدره، والذي يظهر في النياحة وتشقيق الثياب؛ فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية} والرحمة المقصودة في الحديث هي شعور الإنسان بالأسى لفقد خليله أو صفيه من أهل الدنيا، وليس المقصود أن الميت يرحم بذلك، والله تعالى أعلم.

  • رد السلام على غير المسلم

    السلام عليكم ورحمة الله؛ أعمل مع عدد كبير من الأجانب وكثير منهم غير مسلم، وكلما التقينا بهم يحيوننا بتحية الإسلام بصيغتها الصحيحة (السلام عليكم) فهل يجوز الرد عليهم بنفس مانرد به على المسلمين؟ وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن غير المسلم لو حيا بتحية الإسلام ولم يكن ممن يلوون ألسنتهم بها أو يقصدون معنى سيئاً فإنه يرد عليه بمثل ما حيا به؛ عملاً بقوله تعالى {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} وأما الإرشاد النبوي في قوله “قولوا وعليكم” فهو في حق اليهود الذين كانوا يقولون: السام عليكم!! يعنون الموت، وأما من أفصح بقولة: السلام عليكم فإنه يرد عليه بمثل ما قال؛ والعلم عند الله تعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى