الفتاوى

  • الإستعاذة والبسملة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فضيلة شيخنا الفاضل الدكتور: عبد الحي يوسف حفظكم الله ووفقكم وسدد خطاكم ونفع الله بكم العباد والبلاد وكثر من أمثالكم.

    السؤال: في قراءة القرآن إذا أردت أن أقرأ كل يوم جزء هل لي أن أستعيذ وأبسمل إذا كان الجزء ليس ببداية سورة؟ أم أستعيذ فقط؟ مثلاً الجزء الثاني يتبع لسورة البقرة فعند بداية القراءة أي بداية الجزء الثاني هل أبدأ بالاستعاذة فقط أم أستعيذ وأبسمل وأبدأ القراءة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    أما الاستعاذة فهي مطلوبة قبل كل قراءة؛ لقوله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} وصيغتها المسنونة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أو: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه.

    وأما البسملة فهي مطلوبة في أوائل السور عدا سورة براءة؛ وأما إذا ابتدأت القراءة من وسط السورة فخير لك أن تأتي بالبسملة كذلك؛ لأنها آية من القرآن فيها تسعة عشر حرفاً لك بكل حرف عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء. قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: ولا بدّ منها في ابتدائك سورة … سواها وفي الأجزاء خيّر من تلا

    قال الشيخ العلامة عبد الفتاح القاضي رحمه الله تعالى في شرح كلام الشاطبي: الضمير في (منها): يعود على البسملة وفي (سواها): يعود على براءة، و(سورة): منصوب على نزع الخافض، لما ذكر في الأبيات السابقة مذاهب القراء بين السورتين ذكر هنا مذهبهم في ابتداء السور، فقال: إذا ابتدأت قراءتك بأول سورة من سور القرآن فلا بد من الإتيان بالبسملة لجميع القراء سواء في ذلك من مذهبه البسملة بين السورتين، ومن مذهبة وصل السورة بأول التالية، ومن مذهبه التخيير بين الوصل والسكت والبسملة. فالقراء متفقون على البدء بالبسملة في ابتداء أي سورة، وهذا الحكم عام في الابتداء بأي سورة من سور القرآن إلا براءة فلا بسملة عند الابتداء بها لأحد من القراء. وقوله (وفي الأجزاء خيّر من تلا) يصح قراءة (خير) بالبناء للفاعل.

    والمعنى: خيرَّ أهل الأداء القارئ إذا ابتدأ قراءته بشيء من أجزاء السور بين الإتيان بالبسملة وتركها. ويصح قراءة خير بالبناء للمفعول.

    ومن المعنى: خير القارئ إذا ابتدأ بشيء من أجزاء السور بين الإتيان بالبسملة وتركها، وذلك لجميع القراء. ولا فرق في هذا الحكم بين أجزاء براءة وأجزاء غيرها من السور، واستثنى بعضهم أجزاء براءة فمنع من الإتيان فيها بالبسملة، وألحق أجزاء السورة بأولها في عدم جواز الإتيان بالبسملة. والمراد بأجزاء السور: ما بعد أوائلها ولو بآية أو كلمة، فيدخل في ذلك: أوائل الأجزاء المصطلح عليها، وأوائل الأحزاب والأعشار. وأول كل آية ابتدأ بها غير أول آية في السورة. ا.هـــــ والله تعالى أعلم.

  • أريد أن أتوب ولكن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ كيف أتخلص من علل التوبة، فالذنب مربوط بشهوة منحرفة دامت سنين معي. تركت بلدي وسافرت إلى السعودية وأعيش وحدي في السكن لأني لا أحب الاختلاط بالناس حتى لايعرفوا حقيقة أمري، أنا والحمد لله أذهب إلى الحج والعمرة وأصلي الصبح في جماعة وأصوم الأيام البيض ولديَّ ورد من القرآن والأذكار وملتحي وهذا كله في الظاهر، وهذا لا ينفع كله لأنه حينما أختلي بنفسي أتذكر الذنب وموقعته وحلاوته على قلبي وأتهيج وأقع فى الحرام في عمل العادة السرية!! ماذا أفعل؟ أعمل حسنات أمام الناس وأنتهك حرمات الله فى السر، الناس يقولون لي: يا شيخ وأنا شر الناس، ولا أستطيع الزواج في الوقت الحالي نسبة لظروفي المادية والنفسية حيث أني لاأشتهي النساء أفكر في الذهاب إلى طبيب نفسي لكن أخاف أن أبوح له بهذا الشيء؟ لا أعرف كيف الخلاص أتخيل أن هذا الذنب سوف يموت معي مع كل محاولتي اليائسة لدحره عني؟ أريد النجاة والخلاص ساعدوني أرجوكم وأنا أصرخ بصمت ولا أحد يعلم ماذا أفعل أفيدوني أرجوكم؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فيا أخي الحبيب استعن بالله ولا تعجز، واعلم بأن الله تعالى عدل لا يظلم، وقد قال سبحانه عن نفسه {وما أنا بظلام للعبيد} وقال {ولا يظلم ربك أحدا} وقال {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} فليس صحيحاً ما ذكرته من أن أعمالك الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وعمرة ليست نافعة، بل هي نافعة إن شاء الله متى ما استصحبت الإخلاص ونويت بها وجه الله، وقد قال سبحانه {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} وقال سبحانه {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}

    يا أخي: كن على ثقة من أن ربك سبحانه هو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، وأنه جل جلاله يحب التوابين ويحب المتطهرين؛ فبادر بتوبة نصوح وطهر نفسك من ذلك الذنب، وخذ بالأسباب التي جعلها الله تعالى علامات للنجاة؛ أكثر من الدعاء لربك وتذلل له سبحانه، ثم الجأ إلى الطبيب الحاذق الموثوق – وما أكثرهم والحمد لله – اعرض عليه شكواك واطلب منه العلاج، وابتعد عن كل ما يثير شهوتك ويحرك غريزتك، ولا تأو إلى فراشك إلا وقد غلبك النوم، والله الموفق والمستعان.

  • أجعل لك صلاتي كلها

    المطلوب معرفته ان اجعل صلاتي كلها للرسول صلى الله عليه وسلم معناها الا اسبح اي تسبيح اخر لا أقول سبحان الله و بحمده ولا أقول سبحان الله العظيم و لا أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير و هكذا؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    الحديث رواه أحمد وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: (إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وآخرتك) والحديث إسناده حسن، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية، فيما نقله ابن القيم في “جلاء الأفهام” ص 79، عن تفسير هذا الحديث فقال: كان لأُبي بن كعب دعاءٌ يدعو به لنفسه، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل يجعل له منه ربعَه صلاةً عليه، فقال: “إنْ زِدْتَ فهو خيرٌ لك” فقال: النصفَ؟ فقال: “إن زدتَ فهو [خير لك ” إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلَّها، أي: أجعلُ دعائي كلَّه صلاةً عليك، قال: ” إذاً تُكفَى همَّك، ويُغفَر لك ذنبُك” لأن مَن صلَّى على النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشراً، ومن صلَّى الله عليه، كفاه همَّه، وغفر له ذنبه.ا.هــــ وقد روى الترمذي في جامعه والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة بسند حسن عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ رُبْعُ اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ (أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ) قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ؛ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ قَالَ (مَا شِئْتَ) قَالَ: الرُّبُعَ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ) قَالَ: النِّصْفَ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ) قَالَ: الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ) قَالَ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ) قال الطيبي في شرح مشكاة المصابيح: المعنى كم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي، ولم يزل يعارضه ليوقفه علي حد من ذلك. ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم أن يحد له في ذلك حداً؛ ئلا تلتبس الفضيلة بالفريضة أولا، ثم لا يغلق عليه باب المزيد ثإنياً، فلم يزل يجعل الأمر فيه مراعياً لقرينة الترغيب والحث علي المزيد حتى قال: ((إذا أجعل لك صلاتي كلها))، أي أصلي عليك بدل ما أدعو به لنفسي، فقال: ((إذاً يكفي همك)) أي ما يهمك من أمر دينك ودنياك؛ وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة علي ذكر الله تعالي وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، والاشتغال بأداء حقه عن مقاصد نفسه، وإيثاره بالدعاء علي نفسه، وما أعظمها من خلال جليلة الإخطار، وأعمال كريمة الآثار! وأرى هذا الحديث تابعاً في المعنى لقوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن ربه عز وجل: ((من شعله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)).

    وأقول: قد تقرر أن العبد إذا صلي مرة علي النبي صلى الله عليه وسلم صلي الله عز وجل عليه عشرة، وأنه إذا صلي وفق الموافقة لله، ودخل في زمرة الملائكة المقربين في قوله تعالي: {إن الله وملائكته يصلون علي النبي}. فأنى يوازي هذا دعاءه لنفسه!.ا.هــــــ فليس المقصود ترك الأذكار الأخرى من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد وقراءة القرآن، بل المراد أن الوقت الذي يخصصه الإنسان للدعاء لنفسه يجعله كله للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فلا يفوته شيء بل يعطى أفضل مما لو دعا لنفسه، والله تعالى أعلم.

  • حكم المدائح النبوية المنتشرة

    أولاً نحبك في الله يا شيخنا الفاضل، سؤالي هو: ما حكم الشرع في المدائح النبوية المنتشرة في السودان؟ أعني التي هي بدون موسيقي. أفيدونا أفادكم الله تعالي.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فأحبك الله الذي أحببتني فيه، هذا والواجب على كل مسلم تعظيم مقام النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة قدره صلوات الله وسلامه عليه كما أدَّبنا ربنا في القرآن بقوله تعالى  {لا تقدِّموا بين يدي الله ورسوله} وبقوله {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} وبقوله {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} وقد اتفق العلماء على أن هذه الآيات حكمها باق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مثلما كان في حياته، وعليه فإن الواجب على من مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومن حضر مجلس المديح أو استمع إليه أن يتقيد بتلك الآداب فيكون مجلس المديح مجلس وقار وحلم وأدب لا مجلس لهو ولعب وصخب، وألا تكون الكلمات متضمنة غلواً في شخصه صلوات الله وسلامه عليه؛ حذراً من النهي الوارد في قوله {لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم} ويجب انتقاء الكلمات لتتناسب مع عظمة  الممدوح عليه الصلاة والسلام، وأن يبتغى بذلك كله وجه الله لا التسول أمام الأبواب، والله الهادي إلى الصواب.

  • صبغة سوداء للشعر

    هل يجوز للمرأة أن تستعمل صبغة الشعر لتحويل لون الشعر إلى اللون الأسود وذلك من باب الزينة لزوجها؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالمرأة مأجورة على تزينها لزوجها؛ طلباً لإعفافه ودخولاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم  {إذا نظر إليها سرته} لكن هذه الزينة مشروطة بأن تكون مشروعة لا ممنوعة، وقد نقل النووي رحمه الله في المجموع اتفاق العلماء على ذم خضاب الرأس أو اللحية بالسواد. ثم ذكر اختلاف العلماء في القول بالكراهة أو الحرمة، وصحَّح القول بالتحريم فقال: والصحيح بل الصواب أنه حرام، إلا أن يكون في الجهاد، ودليل تحريمه حديث جابر رضي الله عنه قال: {أتي بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {غيِّروا هذا واجتنبوا السواد} رواه مسلم في صحيحه. والثغامة بفتح الثاء المثلثة وتخفيف الغين المعجمة نبات له ثمر أبيض وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون قوم يخضِّبُّون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة} رواه أبو داود والنسائي وغيرهما. وفي المغني لابن قدامة رحمه الله: قيل لأبي عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ تكره الخضاب بالسواد؟ قال: إي والله.

    وقد نقل عن جماعة من السلف أنهم كانوا يصبغون بالسواد منهم عثمان والحسن والحسين وعقبة بن عامر وابن سيرين وأبو بردة وآخرون رضي الله عنهم، وعلى فرض ثبوت ذلك عنهم فإنه لا ينهض لمعارضة النهي الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا ولا فرق في المنع من الخضاب بالسواد بين الرجل والمرأة والشاب والشيخ لعدم ورود مخصص، والعلم عند الله تعالى.

  • تصلي ولا تقرأ التشهد

    امرأة كانت تصلي وفي الجلوس الثاني تقول الصلاة الإبراهيمية ولا تقول التشهد جهلاً منها؛ فهل عليها إعادة ما مضى من الصلوات؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فليس على هذه المرأة أن تعيد ما مضى من الصلوات، وهي معذورة بجهلها، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر المسيء صلاته بأن يعيد تلك الصلاة الحاضرة التي صلاها بين يديه، ولم يأمره بإعادة ما مضى من الصلوات التي كانت على صفتها المعيبة، وعلى هذه المرأة أن توجه عنايتها لطلب العلم الواجب عليها، والله الهادي إلى سواء السبيل.

  • التشهد والقنوت

    لك الشكر شيخنا ومعلمنا أبو عمر، لديَّ أسئلة:

    1. ما هي أقل عدد من الآيات يقرأ بها الإنسان في الصلاة بعد الفاتحة؟ وهنالك أناس بعد قراءة الفاتحة يقرؤون آية الكرسي ثم يركعون!
    2. وضح لنا ما يقرأ في التشهد الأول والثاني.

    3.ما الفرق بين الطلاق والخلع؟

    1. هل يجوز للإنسان في القنوت في صلاة الصبح الدعاء بأشياء مثل أن يطلب زوجة صالحة وشفاء أو نحوه؟ وجزاكم الله خيرا.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فعدد الآيات التي تقرأ بعد الفاتحة لم يرد تحديده في الشريعة؛ بل قال الله تعالى ((فاقروؤا ما تيسر من القرآن)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته {إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن} لكن ينبغي أن يكون المقروء تام المعنى، وعليه فلا مانع من أن يقرأ الإنسان آية واحدة إن كان معناها تاماً؛ كآية الكرسي مثلاً، وكذلك الآية الأخيرة من سورة البقرة، أما إن لم يكن المعنى تاماً فما ينبغي له أن يقتصر عليها، وذلك كقوله تعالى ((والضحى)) أو قوله تعالى ((ص والقرآن ذي الذكر)) ونحو ذلك

    وفي الجلوس الأول بعد الركعتين تأتي بالتشهد وصيغته يمكنك أن تتخير مما رواه الأئمة؛ فمن ذلك:

    1ـ حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: علمني رسول الله التشهد ـ كفي بين كفيه ـ كما يعلمني السورة من القرآن: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله} متفق عليه. قال الترمذي: حديث ابن مسعود قد روي من غير وجه، وهو أصح حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد، وقد رواه عن النبي معه ابن عمر وجابر وأبو موسى وعائشة، وعليه أكثر أهل العلم،  فتعين الأخذ به وتقديمه. وبه يقول الثوري وإسحاق وأبو ثور وأصحاب الرأي وكثير من أهل المشرق

    2ـ حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه علَّم الناس التشهد وهو على المنبر فقال {قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله} رواه مالك في الموطأ. وهو أفضل التشهد عند مالك رحمه الله تعالى؛ لأن عمر قاله على المنبر بمحضر من الصحابة وغيرهم، فلم ينكروه فكان إجماعاً

    3ـ حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن؛ فيقول {قولوا: التحيات المباركات، الصلوات الطيبات لله، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله} أخرجه مسلم

    وفي الجلوس الثاني تأتي بالتشهد الذي سبق ذكره ثم تصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحدى الصيغ المشروعة، ومن ذلك:

    1ـ حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: قد علمنا أو عرفنا كيف نسلم عليك؛ فكيف نصلي عليك؟ قال {قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد؛ كما صليت على إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد} رواه البخاري ومسلم

    2ـ حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال {قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته؛ كما صلَّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد} رواه البخاري ومسلم

    3ـ حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول الله هذا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال {قولوا: اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك؛ كما صلَّيت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم} رواه البخاري

    4ـ حديث أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن  عبادة؛ فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله عز وجل أن نصلي عليك يا رسول الله؛ فكيف نصلي عليك؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله؛ ثم قال رسول الله {قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم} رواه مسلم

    قال النووي رحمه الله تعالى: وينبغي أن يجمع ما في الأحاديث الصحيحة السابقة فيقول: اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.ا.هـ

    وأما الفرق بين الطلاق والخلع؛ فإن الطلاق يكون برغبة من الزوج على غير عوض؛ وأما الخلع فإنه بطلب الزوجة ويكون في مقابل عوض، وكلاهما مشروع إن دعت لذلك حاجة؛ والطلاق إن كان رجعياً فإن الزوج يملك مراجعة الزوجة ما دامت في العدة ولو بغير رضاها؛ أما الخلع فلا يملك الزوج فيه الرجعة، بل يعد طلاقاً بائناً

    والقنوت في صلاة الصبح يقتصر فيه على الصيغة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بأس أن يزيد المرء أحياناً بحسب الحاجة، لكن لا يتخذ ذلك عادة، والله تعالى أعلم.

  • حدود الزمالة بين الطلاب والطالبات

    فضيلة الشيخ ما هي حدود الزمالة بين الطلاب والطالبات؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالطالب أجنبي عن الطالبة، لا يجوز له أن يخلو بها ولا أن يصافحها ولا أن ينظر إليها نظرة شهوة، بل ينبغي له أن ينزلها من نفسه منزلة أخته؛ فيحب لها ما يحب لأخته ويكره لها ما يكره لأخته؛ فيكون تعامله معها قائماً على المعاني التي تقتضيها الرجولة والشهامة والديانة من غوث الملهوف وإعانة المحتاج ونصرة المظلوم والدفاع عن العرض؛ مع التحلي بآداب الإسلام في غض البصر وصيانة العرض والذود عن الحريم، وهذه صفات كان أهل الجاهلية يتمادحون بها؛ حتى قال قائلهم:

    وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها

    وليس بمؤتمن ذاك الذي يهتبل وجود الطالبة معه ليمارس معها ما لا يرضاه لأخته من الغزل والهزل وتبادل كلمات الحب والغرام، أو ملامستها وممازحتها ومحاولة التعدي على عرضها مع بذل الأماني العاطلة والعواطف الكاذبة لها؛ وقد قيل في صنيع هذا وأمثاله:

    يا هاتكاً حُرَمِ الرجال وقاطعاً سُبُل المودة عشت غيرَ مكرَّم

    لو كنت حراً من سلالة ماجد ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم

    وعلى الطالبة أن تتقي الله ربها وتلتزم أحكام دينها؛ لئلا تكون فتنة للناس وحبلاً من حبائل الشيطان، فعليها أن تغض بصرها وتلزم حجابها وعفافها وحياءها، ولا تبدي زينة ولا تضرِبَ برِجلٍ ولا تخضع بقول فيطمع الذي في قلبه مرض، بل تكون خفيضة الصوت كثيرة الصمت ظاهرة الحياء في هيئتها ومشيتها وملبسها؛ لتنال احترام الطيبين الصالحين، ويهابها أهل الشر من المفسدين، والله الموفق والمستعان.

  • التوبة من سب الدين

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، أسأل عمن يسبون الدين وتعود لسانهم على ذلك، ماذا يترتب على هذا؟ وكيف يتوبون؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فسب الدين كفر بإجماع المسلمين، ولا عبرة بالغضب أو شدة الحر، والواجب على من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً بتجديد إسلامه، بالنطق بالشهادتين، وقد قال سبحانه {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} والله تعالى أعلم.

  • بخرات فيها مربعات وأرقام للعلاج

    لي قريب أصابه سحر كبير، وذهب إلى واحد؛ فقرأ له القرآن وطالت المدة ولم ينتهي السحر؛ فذهب إلى آخر فأعطاه بخرات مكتوباً فيها شفاء لما في الصدور من غير نقط على الحروف وبها مربعات بها أرقام، وهو لا يقرأ بصوت عالٍ حتى يسمعه أو يقرأ في البداية فقط، وله عصاة يضعها فوق رأسه ويقرأ في سره فيستحضر هذا المريض ويصرخ، ويتحدث بلغة الجن، ويخرج منه واحد من الجن؛ فهل هذا صحيح؟ وما حكمه؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    أولاً: يشرع لمن أصيب بالسحر أن يطلب العلاج النبوي بالرقية بالمعوذتين وآية الكرسي وغيرها، وأن يصبر على ما أصابه، ويكثر من الدعاء حتى يكشف الله ما به، وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة

    ثانياً: لا يجوز له الذهاب إلى الكهان والدجالين والمشعوذين؛ فإنهم لا يزيدونه إلا خبالاً؛ حيث لا يباشرون العلاج المشروع وإنما يستبدلون به العلاج الشركي أو البدعي من جنس ما ذكر السائل؛ وعليه أن يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم {من أتى كاهناً أو عرافاً فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم} رواه أحمد

    ثالثاً: استعمال الأوراق التي بها مربعات وأرقام والإسرار بالقراءة؛ حتى لا يسمعها المريض من علامات السحرة والمشعوذين؛ فلا يجوز للمريض اللجوء إليهم ولا الاستعانة بهم، وحبذا لو رقى نفسه بنفسه؛ حتى يكون من المتوكلين الذين لا يسترقون، والعلم عند الله تعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى