الفتاوى

  • رؤية الجن في المنام

    الشيخ الفاضل :د عبد الحى يوسف

    السلام عليكم ورحمة الله، أنا شاب مقيم بدولة الإمارات متزوج ولديَّ بنت، أعمل فى أحد المصانع، وفى أثناء وردية الليل كان لديَّ عمل أنهيته وذهبت إلى مكان نتخذه مسجداً لأنام قليلاً حتى يتجمع لى عمل جديد، وفى أثناء نومي وكأنه قد أتاني  جن؛ فأخذت أقرأ آية الكرسي وأنا نائم وأردد آخر الآية {ولا يؤوده حفظهما وهو العلى العظيم} وهذه ليست المرة الأولى التي أقرأ آية الكرسى أو القرآن على الجن فى المنام، تكرر معي هذا ثلاث مرات فى السنين السابقة، وهذه الرابعة لا أريد أن أذكر لكم الأحلام لأني أعلم أن فضيلتكم لا تفسرون الأحلام . لا أستمع إلى الغناء وأكثر من سماع القرآن وأسمع البي بي سي فهل لذلك تفسير؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فأسأل الله تعالى أن يسلمك من كل سوء، ويصرف عنك كل شر، وهذا الذي حدث معك شيء معتاد قد حصل مع خيار المؤمنين وأفاضل الصالحين، حيث إن الشيطان – قبحه الله – لا يفتأ يتعمد أذى المسلمين وأذية الطيبين، وقد تعرض لذلك بعض أصحاب نبينا صلى الله عليه وسـلم؛ وقد أكرمك الله تعالى باللجوء إليه والاعتصام بجنابه حين تلوت على ذلك الجني أعظم آي القرآن والتي هي أشد شيء على الشيطان.

    والذي أوصيك به – أخي – أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، وتحرص على التهليل مائة مرة إذا أصبحت ومائة إذا أمسيت فلا يزال عليك من الله حفيظ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسـلم “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مائة مرة كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له عدل عشر رقاب، وكان في حرز من الشيطان يومه ذاك حتى يمسي” وعليك أن تكثر من دعاء القرآن {رب أعوذ بك من همزات الشياطين. وأعوذ بك رب أن يحضرون} والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

  • كيف اتخلص من العادة السرية؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الجليل. أنا أعيش الآن فى بلاد غالبية أهلها من البوذيين. والشارع وكل مكان هنا كل النساء متبرجات لدرجة السفور وأنا أخاف على نفسي الزنا. مما يجعلني ألجأ إلى العادة السرية فى بعض الأحيان. كيف أتخلص منها؟ مع العلم أن جل النساء يلبسن فوق الركبة. ولا فكاك من ذلك إلا بعد إكمال الفترة الدراسية. السؤال: هل من ذكر معين يقى الإنسان شر غلبة الشهوة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله تعالى لي ولك هداية ورحمة وتوبة وقبولا، أما بعد.

    فاعلم أخي أن العادة السرية محرمة؛ لعموم قوله تعالى {والذين هم لفروجهم حافظون ~ إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ~ فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} والواجب على من وقع فيها أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يستعفف حتى يغنيه الله من فضله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” قال الإمام أبو بكر بن العربي رحمه الله تعالى: وعامة العلماء على تحريمه – يعني الاستمناء – وهو الحق الذي لا ينبغي أن يدان الله إلا به، وقال بعض العلماء: إنه كالفاعل بنفسه، وهي معصية أحدثها الشيطان وأجراها بين الناس حتى صارت قيلة، ويا ليتها لم تُقَل، ولو قام الدليل على جوازها، لكان ذو المروءة يُعرض عنها لدناءتها.ا.هـــ

    وهذه العادة القبيحة ضررها عظيم على النفس والبدن، فتب إلى الله منها بالإقلاع عنه والندم على ما مضى والعزم على عدم العود، ويتوب الله على من تاب، واستعن على ذلك بالإكثار من الاستغفار وشغل وقتك بالنافع المفيد من الأعمال، ومما يعين على ذلك أن تكون دائماً مختلطاً بالناس ولا تجلسن وحدك لئلا يتسلل الشيطان إليك بتزيين تلك الفاحشة القبيحة.

    واعلم أخي بأن الله تعالى يغار على حرماته أن تنتهك، وأن الله تعالى يغار أن يزني عبده أو تزني أمته، ولا يغرنك ستر الله عليك؛ واعلم بأنه سبحانه قادر على أن يبدلك بالنعمة نقمة وبالخير شراً، وقد قال جل من قائل {ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فسارع إلى الله تعالى بتوبة قبل أن يدركك الموت، واعلم بأنك متى ما تبت توبة صحيحة قبلها الله منك على ما كان من كثرة ذنوبك وسيئاتك؛ لكن يلزمك مع التوبة أن تأخذ بالأسباب لاستدامتها وهذه الأسباب خلاصتها:

    • احرص على تغيير بيئتك باتخاذ رفقة صالحة من إخوة أبرار يذكرونك بالله إذا نسيت، ويعينونك إذا ذكرت، ويحرضونك على الطاعات
    • حافظ على الصلوات المكتوبة في أوقاتها مع جماعة المسلمين، واحرص على تحصيل الخشوع فيها بالأخذ بأسباب ذلك
    • اجعل لك ورداً من القرآن ثابتاً لا تخل به مهما كان ظرفك؛ فإن في القرآن شفاء الصدور وطمأنينة القلوب
    • حافظ على التهليل مائة مرة إذا أصبحت وإذا أمسيت؛ بقول {لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير} حتى تكون في حرز من الشيطان
    1. إذا كان سبب إدمانك تلك العادة مشاهدة المواقع الإباحية أو قراءة المجلات الماجنة والقصص الخليعة؛ فاحرص على ألا تدخل إلى شبكة المعلومات الدولية وأنت وحدك، بل ادخلها وأنت بين الناس؛ حتى يكون ذلك رادعاً لك عن غشيان تلك المواقع الرديئة، وكذلك استبدل بتلك القصص والمجلات ما كان نافعاً مفيداً من القراءات والهوايات، والجأ إلى الله بالدعاء

    اسع في الزواج إن كان ذلك ممكناً؛ فإن الزواج في حق مثلك واجب متى ما قدر عليه؛ لأنه يحصل به التعفف عن الحرام؛ ولا يجوز لك تأخيره، وإن تعذر ذلك فاحرص – عافاك الله – على غض بصرك وصحبة الأخيار حتى ينجيك الله من بلاد السوء التي أنت فيها، والله الموفق والمستعان.

  • صلاة الشكر

    بعض من فازوا في الانتخابات يريدون أن يؤدوا صلاة شكر لله تعالى؛ فهل هذا الفعل جائز؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالثابت من سنة رسول الله أنه كان يسجد لله شكراً إذا تجددت له نعمة أو اندفع عنه بلاء؛ فثبت من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خر لله ساجداً لما جاء كتاب عليٍّ بإسلام أهل اليمن. رواه الترمذي وقال: إسناده صحيح، وثبت في مسند أحمد من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سجد النبي صلى الله عليه وسلم فأطال السجود ثم رفع رأسه، فقال: “إن جبريل أتاني فبشرني فسجدت لله شكراً”.

    وكذلك أصحابه من بعده رضي الله عنهم كانوا يسجدون لله شكراً عند حصول النعمة؛ فثبت أن أبا بكر رضي الله عنه سجد حين أتاه خبر قتل مسيلمة الكذاب، وروى عبد الرزاق في مصنفه أن عمر رضي الله عنه أتاه فتح من قبل اليمامة فسجد، وسجد علي رضي الله عنه حين وجد ذا الثدية بين قتلى الخوارج.

    وصفة هذا السجود أن يكبر المرء ويخر ساجداً ويقول: سبحان ربي الأعلى، ثم يدعو بما تيسر

    وأما صلاة الشكر فلم يثبت شيء فيها، سوى حديث أم هانئ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حين فتح مكة ثماني ركعات، لكن أكثر أهل العلم على أن تلك الصلاة هي صلاة الضحى لا غير، والعلم عند الله تعالى.

  • هل القات حلال؟

    أحد الإخوان يقول: إن القات حلال فهل هو كذلك؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    أولاً: واجب على المسلم أن يتقي الله فيما يلفظ به لسانه، وأن يحذر من القول على الله بغير علم؛ لقوله تعالى {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب أليم} وفي الحديث {أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار}

    ثانياً: القات شجرة خبيثة قد أدمن بعض الناس تناول نباتها مضغاً أو تدخيناً، وقد صدرت فتوى أهل العلم في مجامعهم الفقهية المعتبرة بتحريمه؛ لما يترتب عليه من آثار ضارة صحية واقتصادية واجتماعية، ومن ذلك فتوى العلماء في مؤتمر المسكرات والمخدرات الذي عقد في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1402، وعليه فلا يجوز لمسلم تناوله ولا ترويجه فضلاً عن القول بحله، والله تعالى أعلم.

  • تفاعل الجنين مع الموسيقى

    أريد جواباً شافياً عن حكم الموسيقى والغناء، وقد سمعت فتاوى كثيرة أن الموسيقى ليست حراماً، كما وأن الإنسان يولد على الفطرة، فانا لاحظت أن الأطفال الصغار يتمايلون طرباً عندما يسمعون الموسيقى حتى الجنين الذي في بطن أمه يتفاعل مع الموسيقى؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم ينشدون الكلام الطيب حال حفرهم للخندق وبنائهم للمسجد، ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بل كان يردد معهم أواخر الأبيات التي ينشدونها، وأرشد عليه السلام عائشة رضي الله عنها إلى أن تبعث من يغني لأهل عرس: أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم.. إلخ

    وأما الموسيقى فقد نطقت النصوص بتحريمها؛ كقوله صلى الله عليه وسلم {ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف} وليس حجة قول بعضهم بأن حب الموسيقى مركوز في الفطرة؛ إذ مركوز في الفطرة كذلك حب الذكر للأنثى، لكن الشريعة لم تبح في علاقتهما إلا صورة واحدة وهي النكاح الشرعي بشروطه المعروفة، وعليه فإن الواجب على المسلم أن يتقيد بما دل عليه الشرع؛ عملاً بقول ربنا جل جلاله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا} والله تعالى أعلم.

  • هل تجب على المرأة خدمة زوجها؟

    1. يقال أن واجب المرأة المنزلي الذي أمر به الإسلام هو حقوق الزوج في الفراش؛ أما تربية الأبناء وإعداد الطعام فليس من واجبها، نريد معرفة رأي الدين في هذه النقطة.
    2. ما هي الشروط اللازمة لوقوع الطلاق؟ وكيفية معاملة المرأة وهي مطلقة؟ وهل تقيم مع زوجها أم تذهب إلي بيت أبيها؟ نرجو التفصيل لنا في هذه الناحية.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالحياة الزوجية في الإسلام قائمة على أداء الحقوق والقيام بالواجبات من كلا الزوجين، ومن ذلك خدمة المرأة لزوجها في إعداد طعامه وترتيب فراشه وغسل ثيابه ورعاية عياله؛ الخدمة المعقولة من مثلها لمثله؛ ففي الصحيح أن فاطمة رضي الله عنها شكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى من الرحى، مما تطحن فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً؛ فقال لها ولزوجها علي رضي الله عنهما: {ألا أدلكما على خير مما سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما، فكبرا الله أربعاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، فإن ذلك خيرا لكما مما سألتماه} قال ابن حبيب رحمه الله في الواضحة:  حكم النبي صلى الله عليه وسلم بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبين زوجته فاطمة رضي الله عنها، حين اشتكيا إليه الخدمة، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة، خدمة داخل البيت، وحكم على علي كرم الله وجهه بالخدمة الظاهرة خارج البيت، والخدمة الباطنة: العجين والطبخ والفرش وكنس البيت، واستقاء الماء، وعمل البيت كله.ا.هـــــــــــــــــــــــــــ

    وهكذا كان نساء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؛ ففي الصحيح عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء، غير ناضح وغير فرسه؛ فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأرز غربه وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز؛ فكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي.

    وأما شروط الطلاق فإنه يشترط في الزوج الذي يطلق شروط أربعة وهي الإسلام والبلوغ والعقل والاختيار، وأما أركانه فهي كذلك أربعة: المطلِّق واللفظ والمحل وقصد النطق، وإذا كان الطلاق رجعياً – وهو ما يجوز معه للزوج رد زوجته إلى عصمته في العدة من غير استئناف عقد – فإنه يجب للزوجة السكنى والنفقة والكسوة في مدة عدتها، وينبغي لها لزوم بيت الزوجية، ولا يحل للزوج إخراجها منه؛ لقوله تعالى ((لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة)) والله تعالى أعلم.

  • شراء الأسهم عن طريق الإنترنت

    ما حكم شراء وبيع الأسهم عن طريق الإنترنت؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج في شراء وبيع الأسهم ما دامت تلك الأسهم في شركات أو مؤسسات تمارس نشاطاً مشروعاً من الاتجار في أعيان مباحة، وسواء كانت مؤسسات تجارية أو عقارية أو غيرها؛ لعموم قوله تعالى {وأحل الله البيع وحرم الربا} ولا حرج في أن يكون البيع والشراء عن طريق الإنترنت أو غيرها من وسائل الاتصال ما دامت أركان البيع وشروطه متوافرة، ومن أهمها في مثل هذه الحالة أن يكون البائع مالكاً للمبيع قادراً على تسليمه، والله تعالى أعلم.

  • سيطرت علي الشهوة

    ماذا يفعل شخص سيطرت عليه الشهوة وأدمن الاستمناء والأفلام الإباحية والصور النسائية؟ مع العلم أن هذا الشخص ملتحي ويقول له الناس: يا شيخ ولا يستطيع الزواج وكل ما يقلع ما أسرع أن يسقط مرة أخرى، ومع العلم أن هذا الشخص مريض نفسي.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فعلى هذاالشخص ألا ييأس من رحمة الله عز وجل، وعليه أن يجدد العزم ويصحح القصد ويستعين بالله عز وجل في خطوات خلاصتها:

    1. أن يحدث توبة صادقة تستوفي شروطها من الإقلاع عن المعصية والندم على ما فات والعزم على عدم العود
    2. أن يكثر من الدعاء ليصرف الله عنه همزات الشياطين ووسواسهم، ويطلب من الله أن يرزقه العفاف والغنى
    3. أن يحرص على صحبة الصالحين ومرافقة الطيبين، الذين تذكره بالله رؤيتهم ويلزم غرزهم
    4. أن يبتعد عن كل ما يثير شهوته ويهيج غريزته من القنوات الهابطة والقصص الماجنة والمجلات الخليعة، ويستبدل بهذا كله العلم النافع والكتاب المفيد والرياضة الماتعة
    5. أن يحرص على صرف وقته فيما يعود عليه بالنفع في حضور مجالس العلم وحلق الذكر، وصلة الأرحام والإحسان إلى خلق الله ما استطاع إلى ذلك سبيلا
    6. ألا يأوي إلى فراشه إلا وقد غلب عليه النوم؛ لئلا يوسوس له الشيطان بمواقعة الحرام
    7. أن يستحضر اطلاع الله عليه ورؤيته له وعلمه بحاله فيستحي من ربه جل جلاله؛ لأنه فوق أرضه وتحت سمائه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى؛ فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء»
    8. أن ينزل كل واحدة من نساء المسلمين منزلة أمه أو أخته أو ذات المحرم منه؛ فيكره لها ما يكره لمحارمه وذوات القرب منه، ويحب لها ما يحب لهن
    9. إذا ضعفت نفسه في وقت ما فعليه أن يجدد التوبة، والله عز وجل يتوب على من تاب
  • تعطيل الحدود عام الرمادة

    هل صحيح أنه تم تعطيل الحدود عام الرمادة؟ وما الدليل؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

    فلا يجوز تعطيل الحدود كما قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. قال النحاس رحمه الله: “قوله جل وعز {ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله} قال مجاهد وعطاء والضحاك: أي في تعطيل الحدود. والمعنى على قولهم: لا ترحموهما فتتركوا حدهما إذا زنيا”. [معاني القرآن 4/495-496]. وقال محمد بن نصر المروزي رحمه الله: “الرأفة على وجهين: رأفة تدعو إلى تعطيل الحد وهي المنهي عنها، ورأفة تدعو إلى إقامة الحد عليهما شفقة عليهما من عذاب الآخرة فهذه غير منهي عنها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيما، وكانت رأفته بهم لا تحمله على تعطيل الحدود، فالرأفة التي تدعو إلى تعطيل الحد منهية عن النبي صلى الله عليه وسلم، والرأفة التي وجبت للمؤمنين بالإيمان هو موصوف بها ألا تراه كان يقيم الحدود عليهم مع ظهور شدة ذلك ومشقته عليه”. [تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي 2/169]. وقال ابن عاشور رحمه الله: “فإن تلك الرأفة تفضي بهما إلى أن يؤخذ منهما العقاب يوم القيامة فهي رأفة ضارة كرأفة ترك الدواء للمريض، فإن الحدود جوابر على ما تؤذن به أدلة الشريعة {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ المؤمنين} فإن الإخفاء ذريعة للإنساء، فإذا لم يشهده المؤمنون فقد يتساءلون عن عدم إقامته فإذا تبين لهم إهماله فلا يعدم بينهم من يقوم بتغيير المنكر من تعطيل الحدود. وفيه فائدة أخرى: وهي أن من مقاصد الحدود مع عقوبة الجاني أن يرتدع غيره، وبحضور طائفة من المؤمنين يتعظ به الحاضرون ويزدجرون ويشيع الحديث فيه بنقل الحاضر إلى الغائب”. [التحرير والتنوير 9/430].

    وأما عمر رضي الله عنه فلم يعطل الحدود وإنما درأ الحدود بالشبهات؛ لأن المجاعة شبهة، وقد قال القاسم بن سلام رحمه الله: “بلغ من نظره لهم أنه درأ القطع عن السراق في مثل هذا العام، فقال: لا قطع في عام سَنَة” (أي مجاعة). الأموال للقاسم بن سلام 3/276. وقال الباجي رحمه الله: “وَلَمْ يَقْطَعْهُمْ وَعَذَرَهُمْ بِالْجُوعِ، وَهَذَا مَعْلُومٌ مِنْ سِيرَةِ عُمَرَ فِي عَامِ الرَّمَادَةِ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَقْطَعْ سَارِقًا”. المنتقى شرح الموطأ للباجي 4/49.

  • رفضوه بسبب قبيلته

    تقدم لي شاب ذو خلق ودين ومن أسرة محافظة، رفضه أهلي بسبب قبيلته!! ووالدي ووالدتي يذهبون للدجالين والمشعوذين لتفريقنا!! مع العلم بأنهم من حجاج بيت الله الحرام!! وأنا الآن في حيرة من أمري فما العمل؟ وجزاكم الله خيراً.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب على الوالد أن يرضى بمن تقدم لابنته ما دام ذا خلق ودين؛ لأن هذه هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال {إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} والوالدان مخطئان خطأ كبيراً في لجوئهما إلى الدجالين والمشعوذين، وإني لأنصحك بأن تبذلي جهدك في هدايتهما مع الدعاء لهما، وأما موضوع زواجك فشفعي عندهما من يثقان بهم من الأهل والقرابة؛ لعل الله يهديهما سواء السبيل، والله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى