الفتاوى

  • المشاركة في شركة جولد كويست

    المشاركة بشركة goldquest وتسويق بضاعتها علماً بأن الشاري لبضاعتها يعرف قيمة البضاعة ووفق عقد مسبق مع السماح له بتوكيله لتسويق بضاعة goldquest ويأخذ عمولة عن كل مجموعة من الناس يقومون بشرائها وما اختلاف نظام هذه الشركة عن نظام الوكالات إن وجد؟ مع الشكر الجزيل.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمشاركة في هذه المعاملة لا يجوز؛ لأن السلعة ليست مقصودة لذاتها، بل المقصود المال الذي يترتب على التسويق، وهذا المال قد يأتي وقد لا يأتي، فتكون حقيقة هذه المعاملة: بذل مال انتظاراً لمال من جنسه أكثر منه؛ ففيها شبه من الربا والمقامرة في آن واحد، وعليه فلا يجوز لك الاشتراك بها.

    والفرق بينها وبين نظام الوكالات أن الوكالة تفويض في ترويج سلعة أو شرائها أو بيعها دون اشتراط على الوكيل بأن يشتري شيئاً لنفسه، أما في هذه المعاملة فلا يسمح لك بالتسويق إلا إذا اشتريت السلعة، وعليه فلا يصح قياسها على نظام الوكالات، والله تعالى أعلم.

  • حكم تعدد الزوجات

    ما حكم تعدد الزوجات؟ وهل له أسباب إذا توفرت جاز للرجل أن يعدد وإذا كان من غير أسباب بل من أجل الاستمتاع فقط هل يجوز ؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فيجوز للمسلم أن يتزوج بأكثر من واحدة إذا أنس من نفسه العدل؛ أما إذا كان لا يعدل فلا يجوز له، بل يجب عليه الاكتفاء بواحدة؛ لقوله تعالى )فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة( وليس صحيحاً ما يظنه بعض الناس أن الزواج بثانية لا ينبغي إلا إذا قام بالإنسان سبب موجب ككون الأولى عاقراً، أو مريضة لا يتأتى معها المعاشرة في الفراش، أو أنها عجوز قد انقطع عنها إرب الرجال، أو غير ذلك من الأسباب، بل يصح للمسلم أن يتزوج بثانية ولو كانت الأولى صالحة طيبة ودوداً ولوداً شابة، وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام؛ وفي صحيح البخاري أن ابن عباس رضي الله عنهما قال لسعيد بن جبير: هل تزوجت؟ قال: لا. قال: {فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء} يعني بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى: إباحة تعدد الزوجات لأمور محسوسة يعرفها كلُّ العُقَلاء:

    منها – أن المرأة الواحدة تحيض وتمرض، وتنفس إلى غير ذلك من العوائق المانعة من قيامها بأخص لوازم الزوجية، والرجل مستعد للتسبب في زيادة الأُمة، فلو حُبس عليها في أحوال أعذارها لعطلت منافعه باطلاً في غير ذنب

    ومنها – أن الله أجرى العادة بأن الرجال أقل عدداً من النساء في أقطار الدنيا، وأكثر تعرضاً لأسباب الموت منهن في جميع ميادين الحياة؛ فلو قصر الرجل على واحدة، لبقي عدد ضخم من النساء محروماً من الزواج، فيضطرون إلى ركوب الفاحشة؛ فالعدول عن هدي القرآن في هذه المسألة من أعظم أسباب ضياع الأخلاق، والانحطاط إلى درجة البهائم في عدم الصيانة، والمحافظة على الشرف والمروءة والأخلاق، فسبحان الحكيم الخبير! )كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير(

    ومنها – أن الإناث كلهن مستعدات للزواج، وكثير من الرجال لا قدرة لهم على القيام بلوازم الزواج لفقرهم؛ فالمستعدون للزواج من الرجال أقل من المستعدات له من النساء؛ لأن المرأة لا عائق لها، والرجل يعوقه الفقر وعدم القدرة على لوازم النكاح، فلو قصر الواحد على الواحدة، لضاع كثير من المستعدات للزواج أيضاً بعدم وجود أزواج؛ فيكون ذلك سبباً لضياع الفضيلة وتفشي الرزيلة، والانحطاط الخلقي، وضياع القيم الإنسانية، كما هو واضح؛ فإن خاف الرجل ألا يعدل بينهن، وجب عليه الاقتصار على واحدة، أو ملك يمينه؛ لأن الله يقول {إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان} والميل بالتفضيل في الحقوق الشرعية بينهن لا يجوز؛ لقوله تعالى {فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الميل فَتَذَرُوهَا كالمعلقة} أما الميل الطبيعي بمحبة بعضهن أكثر من بعض، فهو غير مستطاع دفعه للبشر، لأنه انفعال وتأثر نفساني لا فعل، وهو المراد بقوله {وَلَن تستطيعوا أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النساء} وما يزعمه بعض الملاحدة من أعداء دين الإسلام، من أن تعدد الزوجات يلزمه الخصام والشغب الدائم المفضي إلى نكد الحياة، لأنه كلما أرضى إحدى الضرتين سَخطت الأخرى؛ فهو بين سخطتين دائماً – وأن هذا ليس من الحكمة! فهو كلام ساقط، يظهر سقوطه لكل عاقل؛ لأن الخصام والمشاغبة بين أفراد أهل البيت لا انفكاك عنه البتة، فيقع بين الرجل وأمه، وبينه وبين أبيه، وبينه وبين أولاده، وبينه وبين زوجته الواحدة؛ فهو أمر عادي ليس له كبير شأن، وهو في جنب المصالح العظيمة التي ذكرنا في تعدد الزوجات من صيانة النساء وتيسير التزويج لجميعهن، وكثرة عدد الأمة لتقوم بعددها الكثير في وجه أعداء الإسلام – كلا شيء، لأن المصلحة العظمى يقدم جلبها على دفع المفسدة الصغرى.

    فلو فرضنا أن المشاغَبة المزعومة في تعدد الزوجات مفسدة، أو أن إيلام قلب الزوجة الأولى بالضرة مفسدة، لقدمت عليها تلك المصالح الراجحة التي ذكرنا، كما هو معروف في الأصول؛ فالقرآن أباح تعدّد الزوجات لمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج، ولمصلحة الرجل بعدم تعطّل منافعه في حال قيام العذر بالمرأة الواحدة، ولمصلحة الأمة ليكثر عددها فيمكنها مقاومة عدوها؛ لتكون كلمة الله هي العليا، فهو تشريع حكيم خبير، وهو أمر وسط بين القلة المفضية إلى تعطل بعض منافع الرجل، وبين الكثرة التي هي مظنة عدم القدرة على القيام بلوازم الزوجية. والعلم عند الله تعالى

  • من أين يُحرم ساكن مكة؟

    أنا من سكان مكة المكرمة أصلاً، والآن أنا مقيم بالسودان، لو سافرت للحج هل أحرم من الميقات أم أستطيع الإحرام من بيتي في مكة يوم التروية،وما الحكم لو كانت عمرة هل أستطيع الإحرام من جدة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فما دمت من سكان مكة فلا حرج عليك أن تدخلها بغير إحرام، وعند إرادتك الحج تحرم من مكانك الذي أنت فيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم {حتى أهل مكة يهلون من مكة} وأما عند إنشائك نية النسك من السودان فلا حرج عليك أن تحرم من جدة؛ لأن جدة تقع خارج المواقيت المنصوص عليها فهي أبعد منها، والله تعالى أعلم.

  • أخذ مالا دون علم صاحبه

    شخص أخذ مبلغاً من المال دون علم صاحبه، ولما أراد أن يرجع الحق لأهله وجد أن ذلك الشخص قد توفي، ويخشى إذا صارح أهل المتوفى بذلك أن ينظر إليه بعين السارق ويخشى الفتنة، هل يجوز له أن يتصدق بذلك المبلغ على روح المتوفى؟ أفيدونا.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب عليه التوبة إلى الله تعالى من أكل مال أخيه بالباطل {ولا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه} ومن تمام توبته أن يرد المال إلى صاحبه أو ورثته، وما دام يعرف الورثة فالواجب عليه إيصال المال لهم بأي سبيل دون أن يفضح نفسه؛ لأنه ما دام قد ستر الله عليه فليستر على نفسه؛ فيمكنه إرسال المال لهم عن طريق وسيط، وما ينبغي له التصدق بالمال إلا بعد العجز التام عن إيصاله إلى أهله، والله تعالى أعلم.

  • زكاة السيارات

    حال عليَّ الحول، وعليَّ دين لسيارة اشتريتها، هل أزكي بعد قضاء الدين أو أنتظر إلى السنة المقبلة، وهل في السيارة زكاة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالسيارة إذا كانت للاستعمال الشخصي فلا زكاة فيها مهما بلغت قيمتها، وأما إذا كانت عاملة ـ كسيارات الأجرة ونقل البضائع ـ فليس في رقبتها زكاة بل الزكاة في ريعها، تضمه إلى سائر مالك عند حلول حولك وتزكي الجميع، وأما الدين فليس بمانع من وجوب الزكاة إذا كان لا يستغرق المال كله، فإذا كان بعد توفية الدين يبقى من المال قدر النصاب فالواجب عليك أن تزكيه، والله تعالى أعلم.

  • الأكل مع تارك الصلاة

    ما حكم الأكل مع تارك الصلاة مع العلم بأنه يقول بأنه عاصي فقط وليس كافراً؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فتارك الصلاة على خطر عظيم، ويخشى عليه من سوء الخاتمة؛ لأن الصلاة هي آخر ما يفقد المرء من دينه، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، لكنني أنصحك بأن تباشر موعظة هذا الإنسان وأن تشجعه على الصلاة وتصبر عليه في ذلك؛ عسى الله أن يجعلك سبباً في هدايته، ولا أنصحك البتة بهجره؛ إذ الهجر مطلوب إذا تحققت به المصلحة الشرعية في زجر العاصي وردع المتهاون، أما في زماننا هذا فالهجر لا يتحقق به ذلك؛ لكثرة من يتعاون مع العاصي على الإثم والعدوان؛ فلا يشعر بمرارة الهجر ولا تضيق عليه الأرض بما رحبت، فباشر نصح صاحبك، وأكثر من الدعاء له، والله الموفق.

  • الإنضمام للحركات اليسارية

    ما حكم الانضمام إلى حركات يسارية أو تكوين حزب باسم النوبيين وفتح مكاتب للحركة الشعبية في أقصى شمال السودان، مع العلم بأن كل هذه القيادات يسارية؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالحركات اليسارية ـ كما تسمّي نفسها ـ كانت إلى عهد قريب داعية إلى الشيوعية والإلحاد؛ مسبِّحة بحمد أولئك الملاحدة الحمر؛ فلما أفل نجم الشيوعية ودالت دولتها، ولفظها أهلها تحول كثير من أولئك للصد عن سبيل الله عن طريق الدعوة إلى العلمانية وفصل الدين عن الحياة، وصاروا يضعون أيديهم في يد كل من يحارب الله ورسوله ويسعى في الأرض فساداً؛ فتحول بعضهم إلى ما يسمَّى بمنظمات المجتمع المدني المروِّجة للاتفاقيات الدولية المصادمة لشريعة الإسلام بدعوى الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، وتحول بعضهم إلى الحركات الشعوبية العنصرية من جنس ما ذكرته في سؤالك، ينفثون من خلالها حقدهم على الإسلام وأهله ويزرعون الفتن في كل مكان، وعليه فلا يجوز الانضمام إلى تلك الحركات ولا الترويج لها ولا إعانتها؛ لعموم قوله تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وقوله صلى الله عليه وسلم (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة؛ فمات مات ميتة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها؛ فليس مني، ومن قاتل تحت راية عمية يدعو إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتل؛ فقتلة جاهلية) رواه النسائي، وفي سنن أبي داود من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ليس منا من دعا إلى  عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية) وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قاتل تحت راية عمية، يدعو إلى عصبية، أو يغضب  لعصبية، فقتلته جاهلية) ونسأل الله الهداية للجميع.

  • التحاكم إلى شرطة الطاغوت

    أريد أن أشتكي أحداً، وأنا أعلم أن القانون الذي سوف يحاكم به هو قانون وضعي، لا يحكم بحكم الله، فهل تحاكمي إلى الشرطة يعتبر تحاكماً إلى الطاغوت؟ وجزاكم الله خيراً.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإذا تعين التحاكم إلى القضاء الوضعي طريقاً لنيل حقك فلا حرج عليك في ذلك؛ من باب دفع الضرر وإزالة المفسدة، خاصة أنك ما اخترت القانون الذي تحاكم به ولا القاضي الذي تتحاكم إليه، وإنما غرضك الوصول إلى حقك من أقصر طريق، فلست أنت ممن اختاروا حكم الطاغوت على حكم الله، ولا يشملك النصوص المتوعدة من فعلوا ذلك، ولو قال قائل: إن هذه المحاكم الوضعية لا يجوز التحاكم إليها البتة لأفضى ذلك إلى ضياع الحقوق وحصول الفساد في الأرض؛ خاصة في حق من اضطروا للإقامة في ديار الكفر بسبب ما.

    لكنني أنصح السائل بأن يلجأ إلى الصلح ما استطاع إلى ذلك سبيلا، والله تعالى أعلم.

  • مبلغ الكفارة لمسكين واحد

    هل يمكن إعطاء مبلغ الكفارة إلى شخص واحد إذا أنا كنت أعرف أنه محتاج إليها، وإذا لم أجد عشرة مساكين؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب إعطاء الكفارة إلى عشرة مساكين كما أمر ربنا في القرآن، ولا يجزئ دفعها لمسكين واحد في قول جمهور العلماء، ولأن دفعها للعشرة فيه إحياء لجماعة من المسلمين، وخير لك أن تخرجها قوتاً لكل مسكين مد من غالب قوت أهل البلد؛ خروجاً من خلاف أهل العلم، والله تعالى أعلم.

  • متى يبدأ وقت السَحَر؟

    وقت السحر متى يبدأ ومتى ينتهي؟ وما هي فضائله؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فوقت السحر ـ بفتحتين ويجمع على أسحار ـ هو الذي يكون آخر الليل قبيل الصبح، وحدده بعضهم بسدس الليل الآخر، وينتهي بطلوع الفجر الصادق، وهو وقت مبارك تتنزل فيه الرحمات وتستجاب الدعوات وتقبل فيه التوبة، وما زال دأب الصالحين الحرص على طاعة الله في ذلك الوقت، ذكر أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يصلي بالليل ثم ينادي مولاه نافعاً: هل أسحرنا؟ فإذا قال: نعم. تفرغ بعدها ابن عمر للاستغفار متأولاً قول ربنا جل جلاله )وبالأسحار هم يستغفرون(

زر الذهاب إلى الأعلى