الفتاوى

  • اعتمر ولم يحلق أو يقصّر

    فضيلة الشيخ: اعتمرت وتحللت ولكني لم أحلق ولم أقصر، فإذا رجعت إلى بلدي فماذا أفعل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإن الحلق أو التقصير نسك في الحج والعمرة؛ لقوله تعالى {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون} ولدعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة، مع محافظته صلى الله عليه وسلم على ذلك في أنساكه كلها، وعليه فإن من اعتمر ولم يحلق أو يقصر فقد وجب عليه دم لأنه ترك نسكاً من مناسك العمرة، والله تعالى أعلم.

  • حجم حجر الجمرات

    ما حجم حجر الجمرات وهل يجوز أخذه من أمام الجمرات؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالسنة في الجمرات أن تكون كحصى الحذف ـ أي بمقدار الحصاة التي تضعها على إصبعك وتقذفها بإبهامك ـ فعن ابن عباس  رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو واقف على راحلته {هات القط لي} فلقطت له حصيات هن حصى الحذف؛ فوضعهن في يده فقال {بأمثال هؤلاء ـ مرتين ـ وإياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين} قال العلماء: هو نحو حبة الباقلاء،  قال النووي: قال أصحابنا: ولو رمى بأكبر منها أو أصغر جاز.ا.هـــــــــ وما ينبغي أخذه من أمام الجمرات لاحتمال أن يكون قد رمي به، لكن لو أخذها فرمى بها فرميه صحيح، والعلم عند الله تعالى.

  • المزاحمة على الحجر الأسود

    أنا رجل قوي والحمد لله، وأستطيع أن أزاحم على الحجر الأسود وأقبله ليشفع لي يوم القيامة فهل أفعل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا تفعل ـ يرحمك الله ـ لئلا تؤذي ولا تؤذى، واعلم بأن ما يحدث عند الحجر من الصياح والضجيج ولربما التشاتم والتنابز بالألقاب مما لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، فالأولى أن تشير إليه وتمضي في طوافك متخشعاً متنسكاً داعياً راجياً، والأعمال بالنيات فإذا علم الله من نيتك أنك تحب تقبيل الحجر ولكن الزحام يحول بينك وبينه فإنه جل جلاله بمنه وكرمه يكتب لك الأجر؛ أخذاً من قوله عليه الصلاة والسلام {إذا مرض العبد أو سافر كتب الله مثلما كان يعمل مقيماً صحيحاً} والعلم عند الله تعالى.

  • الإستدانة من أجل ذبح الهدي

    عليَّ هدي تمتع، ولا أملك المال في مكة؛ فهل أستدين وأهدي وأقضي الدين بعد الحج في بلدي؛ علماً بأني أستطيع إرجاع الدين؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فخير لك أن تقترض وتهدي ما دمت تملك قضاء ذلك الدين حال رجوعك إلى بلدك، ولعل الله تعالى يخلف عليك بخير مما أنفقت، والله تعالى أعلم.

  • الكلام أثناء الطواف

    ما حد الكلام في الأمور الدنيوية في الطواف علماً بأن بعض الناس يتكلمون بالهاتف الجوال وبصوت مسموع؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالطواف صلاة غير أنه أبيح فيه الكلام؛ فمن تكلم بخير ولم يخرجه كلامه إلى اللغو الممنوع فطوافه صحيح ولا شيء عليه، وحري بالطائف أن يشغل وقته بذكر الله والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون اشتغال بأمور الدنيا، والله المستعان.

  • استدبرت الكعبة أثناء الطواف

    كنت طائفاً بالبيت ومع شدة الزحام وأنا أتحرى الفرار منه، أعطيت الكعبة ظهري وأنا أسير وقطعت مسافة وأنا أعطيها ظهري فما الحكم؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فشرط صحة الطواف أن يكون البيت عن يسار الطائف، لا عن يمينه ولا من وراء ظهره؛ فإذا كانت المسافة التي قطعتها يسيرة فالأمر هين إن شاء الله ولا شيء عليك؛ خاصة أنك كنت مضطراً إلى ذلك؛ أما إذا كانت مسافة طويلة فلا بد أن تلغي ذلك الشوط وتقيم مكانه شوطاً آخر، والله تعالى أعلم.

  • مكوس تفرض على الحجيج

    ما حكم فرض المكوس على الحجاج؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمكوس ـ جمع مكس بفتح الميم ـ هي الأموال التي تجبى بغير وجه حق، وهي من كبائر الذنوب سواء كانت على الحجاج أو غيرهم؛ لأن النبي اشتد وعيده على المكاسين؛ فثبت عنه في الحديث أنه قال {لا يدخل الجنة صاحب مكس} وقال عن المرأة التي زنت {لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له} وهي في شأن الحجاج أعظم وأخطر؛ لأنهم قوم خرجوا في طاعة فكان حرياً بكل قادر ـ من الدولة وغيرها ـ أن يبذلوا لهم يد العون؛ فإن لم يستطيعوا فلا أقل من أن يكفوا عنهم الأذى، والله الهادي إلى سواء السبيل.

  • أين نصلي ركعتي الطواف

    هل لا بد من أداء ركعتي الطواف خلف مقام أو في صحن الحرم خاصة أوقات الزحام علماً بأن ذلك يعوق الطواف؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فأداء ركعتي الطواف خلف المقام سنة ثابتة؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم بعدما أتم طوافه أتى المقام وهو يتلو قوله تعالى ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)) وصلى خلفه ركعتين قرأ فيهما بالكافرون والإخلاص، لكن الإتيان بهذه السنة مشروط بعدم أذية الطائفين، وعليه فإذا كانت صلاة الشخص خلف المقام تعوق الطواف وتؤذي عباد الله فلا ينبغي الإتيان بها هنالك، بل يصليها الإنسان حيثما تيسر من الحرم الشريف، وذلك لعموم الأدلة الناهية عن أذية المسلمين، والله تعالى أعلم.

  • هل لمس الكعبة سنة؟

    هل لمس الكعبة والالتصاق في أي جانب من جوانبها والدعاء سنة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فهدي نبينا صلى الله عليه وسلم استلام الركنين اليمانيين، ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام استلام بقية أركان الكعبة، ولا الالتصاق بشيء من جوانبها، أما الدعاء فالطواف كله مظنة الاستجابة إن شاء الله، والله أعلم.

  • مسح المناديل والسجادات على الركن اليماني

    بعض الناس يقبلون الركن اليماني ويمسحون مناديلهم وسجاداتهم وملابسهم تبركاً؛ فهل لهم في ذلك دليل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من هديه عليه الصلاة والسلام أنه إذا حاذى الركن اليماني استلمه بيده الشريفة، ولم يكن يقبله كصنيعه بالحجر الأسود، ولم يكن يمسح به منديلاً أو عصا أو ثياباً، فمن سره أن يلقى الله تعالى مسلماً فليحرص على اتباع سنته عليه الصلاة والسلام دون زيادة أو نقصان، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى