الفتاوى

  • هل السيجارة تبطل الوضوء؟

    هل السيجارة تبطل الوضوء؟ وهل يجوز الصلاة مع إمام وهو يرتدي تميمة على رقبته؟ وهل يجوز المصافحة مع الزميلات في الكلية؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فتناول التبغ ـ بكل أنواعه ـ محرم؛ لما يترتب عليه من ضرر قطعي، وقد قال الله تعالى {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وقال {ولا تقتلوا أنفسكم} لكنه ليس مبطلاً للوضوء.

    وتجوز الصلاة مع الإمام الذي يعلق تميمة على رقبته مع بذل النصح له وبيان خطئه بالأسلوب النبوي الرائق؛ عملاً بقول ربنا جل جلاله )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن( فإن انتصح فبها ونعمت، وإلا فصل معه حتى يتسنى لكم أن تستبدلوا به غيره.

    وأما مصافحة المرأة الأجنبية فهي محرمة سواء كانت من الزميلات في الكلية أو غيرهن، والله تعالى أعلم.

  • اختلاف ليلة القدر

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فاختلاف المطالع معتبر شرعاً وقدرا، ولذلك تجد أن البلاد المختلفة تختلف كل يوم في طلوع فجرها وغروب شمسها، ولذلك يفطر هؤلاء بينما لا يزال هؤلاء صائمين، فكذلك بدايات الشهور العربية مختلفة باختلاف البلاد نسبة لاختلاف المطالع، وعليه فإن لكل أهل مطلع ليلة القدر المختصة بهم، يشاركهم غيرهم في جزء منها، تنتهي عند طلوع الفجر عند أهل هذه البلد بينما تستمر عند أهل مطلع آخر حتى طلوع الفجر عندهم، وعليه فإن ليلة القدر تستمر في الأرض كلها أربعاً وعشرين ساعة؛ لأن أقصى مدار للشمس هو أربع وعشرون ساعة، وليس لأهل كل مطلع إلا قدر الليل عندهم، والعلم عند الله تعالى

  • دورة شهرية غير منتظمة

    أعاني من دورة شهرية غير منتظمة؛ فما حكم الأيام التي يظهر فيها لون داكن من الدم مع قطرة صغيرة من الدم من أول يوم من ستة أيام، ثم إذا نزل الدم بعد ذلك خلال الأيام الستة أو أكثر؛ فما حكم القيام بالعبادات خلال هذه الأيام؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فمتى ما رأت المرأة الدم وجب عليها الكف عن الصلاة والصيام؛ والعادة جارية بأن دم الحيض يبدأ خفيفاً في لونه وكميته ثم يشتد بعد ذلك، وعليه فمتى ما رأيتِ الدم ـ ولو كان يسيراً ـ وجب عليك إجراء أحكام الحيض عليه، إلى أن يحصل الطهر بالجفوف أو رؤية القصة البيضاء.

    وإذا كانت عادتك ستة أيام مثلاً وجب عليك الكف عن الصلاة والصيام في تلك الأيام التي اعتدتها؛ فإذا مضت الأيام الستة ولم يتوقف الدم فاستظهري بثلاثة أيام، فإن انقطع الدم قبل تمامها فبها، وإلا فما زاد فهو دم استحاضة لا يلزمك منه سوى الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها، والعلم عند الله تعالى.

  • حكم تحديد النسل

    ما القول في بعض الجمعيات الناشطة في الدعوة إلى تحديد النسل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالذرية من نعم الله على عباده كما قال سبحانه )والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة( سورة النحل ـ 72، وقال سبحانه )لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير( سورة الشورى ـ 49، وهذه النعمة تستوجب من العبد الشكر والحمد.

    ومن أهم مقاصد الشريعة الإسلامية إيجاد النسل وبقاء النوع الإنساني، ومن أغراض الزواج ـ في شريعة الإسلام ـ حفظ النوع الإنساني وتكثير سواد المسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {تَزَوَّجوا، توالدوا، تناسلوا، فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة} رواه أبو داود والنسائي، وفي رواية {حتى بالسقط} قال في عون المعبود: أي مفاخر بسببكم سائر الأمم لكثرة أتباعي.ا.هـ فحث عليه الصلاة والسلام على التزاوج واختيار النساء المنجبات للأولاد، وروى أبو داود والنسائي عن معقل بن يسار قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال {أنى أصبت امرأة ذات حسب وجمال وأنها لا تلد فأتزوجها؟ قال {لا} ثم أتاه الثانية فنهاه؛ ثم أتاه الثالثة فقال {تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم} ولا شك أن كثرة النسل من مظاهر قوة الأمم ومن أسباب منعتها وسؤددها

    كما شرع الإسلام ما يحفظ النسل من الانقراض؛ فحرَّم الزنا والإجهاض والاعتداء على المرأة الحامل وأوجب في ذلك غرة عبدٍ أو أمةٍ.

    ولما كان منع النسل أو تحديده ـ بفرض مولود واحد على كل أسرة كما تصنع بعض الدول ـ من الأعمال التي تنافى مقاصد النكاح؛ فإن الشريعة لا تبيحه إلا عند الضرورة؛ بوجود عذر يقتضيه كالخوف على حياة الأم، أو كونها يلحقها بالحمل والولادة ضرر يشق احتماله، وكذلك لا مانع من تنظيم النسل؛ كأن يؤخر الزوجان الحمل مدة زمنية يقدرانها لمصلحة يريانها؛ لما ثبت في الأحاديث الصحيحة من إباحة العزل وأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفعلونه بإقرار من النبي صلى الله عليه وسلم.

     وليس من الأعذار خوف الفقر وكثرة الأولاد أو تزايد السكان؛ لأن الله سبحانه وتعالى تكفل بالرزق لكل كائن حي؛ حيث قال ربنا في كتابه )ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم( الأنعام ـ 151، أي لا تقتلوا أولادكم من فقر حاصل، وقال سبحانه )ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق( سورة الإسراء ـ 31، أي من فقر متوقع، وهو سبحانه المتكفل برزق الجميع )وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها( سورة هود ـ 6، وقال سبحانه )وفي السماء رزقكم وما توعدون( الذاريات ـ 22

    وهذه الدعوة إلى تحديد النسل تصدر ـ غالباً ـ من الفئات التي تروم الكيد للمسلمين بتقليل عددهم وإضعاف شوكتهم؛ حتى يتسنى لهم استعمار بلادهم وإذلالهم، وقديماً قيل: إنما العزة للكاثر.

    هذا والواجب على من ولاه الله أمر المسلمين أن يحول بين هذه المنظمات وبين السعي بالفساد في الأرض؛ بنشر هذه الترهات والأباطيل تحت دعوى (الصحة الإنجابية) و (الثقافة الجنسية) وغير ذلك من العناوين التي ظاهرها الرحمة وباطنها الضلال والخبال، وبدلاً من ذلك الواجب تعليم الناس كيف يربون أولادهم تربية صحيحة ـ دينياً ونفسياً وجسمانياً ـ عملاً بقول نبينا صلى الله عليه وسلم {ألا كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته} والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،،

  • أريد أن أحفظ القرآن وأطلب العلم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حامداً ومصلياً ومسلِّما: أما بعد حياك الله فضيلة الشيخ عبد الحي يوسف؛ سائلاً الله عز وجل أن يمد في عمرك ويزيدك من علمه ويجعل الجنة مثواك؛ وحيا الله كل الإخوة العاملين في منظمة المشكاة الإسلامية وأسأل الله لهم كل خير؛ وأشهد الله أنني أحبكم في الله وأسأل الله أن يجمعني بكم وأن أتتلمذ على أيديكم؛ وإن غير ذلك أسأله أن يجمعنا بكم فى الجنة آمين،  أرشدني بارك الله فيك كيف يمكنني أن ألبس والديَّ تاجاً يوم القيامة (أي كيف أحفظ القرآن الكريم) رغم أن العزيمة والهمة موجودة لكن سرعان ما أتعسر عند البدء وسرعان ما تهب عليَّ رياح اليأس!! وسرعان ما تبوء جميع محاولاتي بالفشل، وتنفتح عليَّ الدنيا وتكثر عليَّ المشاغل (الدعاء زمام أمري والصلاة راحتي والليل مهجتي والصبر عزيمتي) لكن والله أحب أن أشعر كما تشعرون أريد التأدب بذاك الخُلق العظيم، فإن لحامل القرآن لحلاوة.

    ثانياً: أريد كتباً يستفيد منها الإنسان ليتفقه في أمور دينه.

    ثالثاً: أمر يزعجني ويفرحني في نفس الوقت هناك أحلام مفزعة تزعجني وتفرحني لأن الله ربما جعل لي فيها الخير، أستعيذ بالله وأقرأ وأتحصن لكن لزمتني وكل فترة أراها في الصغر كانت أحلام مفزعة فأرى في المنام أنني أصبحت ضريراً وتتكرر تلك الاحلام أو الرؤية لكن اليوم أصبحت بنوع آخر لكن والحمد لله جعلتني أعتقد أن الله جعل لي فيها الخير، في الختام بارك الله فيكم جميعاً لكل جهد بذلتموه لترشيد العباد في أمور دينهم فكانت إذاعة طيبة وكانت فضائية طيبة وكان موقع المشكاة فجراً جديداً لنشر الدعوة وكانت منظمة المشكاة الإسلامية يداً للعون الإسلامي محلياً وإقليمياً.. وختام الختام بارك الله فيكم جميعاً…

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ وأحبك الله الذي أحببتني فيه، وشكر الله لك طيب ثنائك وحسن سؤالك، وختم لي ولك بالحسنى، أما بعد.

    فبداية أذكر نفسي وإياك بحكمة يقول صاحبها:

    لا يبلغ المجد إلا سيد فطن لما يشق على السادات فعال

    لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال

    وقول الآخر: لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا. ومرادي من إيراد هذه الكلمات تذكير نفسي والسائل الكريم بأن لطلب العلم مشقة؛ فلا بد له من بذل الجهد وتفريغ الوقت واستفراغ الوسع، مع الاستعانة بالله عز وجل واللجوء إليه وقرع أبوابه جل جلاله؛ وقد قيل للسيد الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: كيف بلغت ما بلغت من العلم؟ قال: بلسان سئول وقلب عقول، ذللت طالباً فعززت مطلوبا. وخير العلم كلام الله عز وجل ففيه خير الدنيا والآخرة، فاجتهد أحسن الله إليك في حفظ ما تيسر منه، ولعل الله يعينك على ختمه كله حفظاً واستظهارا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وقد كتب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق حفظه الله قواعد ذهبية تعين على حفظ القرآن الكريم، خلاصتها:

    أولاً: وجوب إخلاص النية، وإصلاح القصد، وجعل حفظ القرآن والعناية به من أجل الله سبحانه وتعالى والفوز بجنته وحصول مرضاته، ونيل تلك الجوائز العظيمة لمن قرأ القرآن وحفظه؛ فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ القرآن وحفظه رياء أو سمعة، ولا شك أن من قرأ القرآن مريداً الدنيا طالباً به الأجر الدنيوي فهو آثم.

    ثانياً: تصحيح النطق والقراءة، ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن، والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي، فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب لساناً من جبريل شفاهاً، وكذلك علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه شفاهاً

    ثالثاً: تحديد نسبة الحفظ كل يوم؛ فيجب على مريد حفظ القرآن أن يحدد ما يستطيع حفظه في اليوم: عدداً من الآيات مثلاً، أو صفحة أو صفحتين من المصحف أو ثمناً للجزء وهكذا، فيبدأ بعد تحديد مقدار حفظه وتصحيح قراءته بالتكرار والترداد، ويجب أن يكون هذا التكرار مع التغني، وذلك لدفع السآمة أولاً، وليثبت الحفظ ثانياً. وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ، ويعوِّد اللسان على نغمة معينة فتتعرف بذلك على الخطأ رأساً عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية، فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ، وأن النغمة اختلت فيعاود التذكر

    رابعاً: لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً، ولا شك إن ما يعين على حفظ المقرر أن يجعله الحافظ شغله طيلة ساعات النهار والليل، وذلك بقراءته في الصلاة السرية، وإن كان إماماً ففي الجهرية، وكذلك في النوافل، وكذلك في أوقات انتظار الصلوات، وفي ختام الصلاة، وبهذه الطريقة يسهل الحفظ جداً ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولاً بأشغال كثيرة لأنه لن يجلس وقتاً مخصوصاً لحفظ الآيات وإنما يكفي فقط تصحيح القراءة على القارئ، ثم مزاولة الحفظ في أوقات الصلوات، وفي القراءة في النوافل والفرائض وبذلك لا يأتي الليل إلا وتكون الآيات المقرر حفظها قد ثبتت تماماً في الذهن

    خامساً: حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك، وذلك بأن يجعل الحافظ لنفسه مصحفاً خاصاً لا يغيره مطلقاً وذلك أن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع، وذلك أن صور الآيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف

    سادساً: الفهم طريق الحفظ؛ فمن أعظم ما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض.

    ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسيراً للآيات التي يريد حفظها، وأن يعلم وجه ارتباط بعضها ببعض، وأن يكون حاضر الذهن عند القراءة وذلك لتسهل عليه استذكار الآيات

    سابعاً: لا تجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها

    ثامناً: التسميع الدائم؛ يجب على الحافظ ألا يعتمد على حفظه بمفرده، بل يجب أن يعرض حفظه دائماً على حافظ آخر، أو متابع في المصحف، حبذا لو كان هذا مع حافظ متقن، وذلك حتى ينبه الحافظ بما يمكن أن يدخل في القراءة من خطأ، وما يمكن أن يكون مريد الحفظ قد نسيه من القراءة وردده دون وعي، فكثير ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ، ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر في المصحف لأن القراءة كثيراً ما تسبق النظر

    تاسعاً: المتابعة الدائمة؛ يختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من الشعر أو النثر، وذلك أن القرآن سريع الهروب من الذهن، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها» متفق عليه. ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت» متفق عليه.

    عاشراً: العناية بالمتشابهات؛ فإن القرآن متشابه في معانيه وألفاظه وآياته. قال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}. وإذا كان القرآن فيه نحواً من ستة آلاف آية ونيف فإن هناك نحواً من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحياناً حد التطابق أو الاختلاف في حرف واحد، أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر. لذلك يجب على قارئ القرآن المجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات من الآيات، ونعني بالتشابه هنا التشابه اللفظي، وعلى مدى العناية بهذا المتشابه تكون إجادة الحفظ، ويمكن الاستعانة على ذلك بكثرة الاطلاع في الكتب التي اهتمت بهذا النوع من الآيات المتشابهة ومن اشهرها:

    1) درة التنزيل وغرة التأويل – بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز – للخطيب الإسكافي.

    2) أسرار التكرار في القرآن – لمحمود بن حمزة بن نصر الكرماني.

    وأما الكتب فإني أوصيك في التفسير بكتاب الشيخ السعدي (تيسير الكريم الرحمن) وفي الفقه بكتاب الشيخ سيد سابق (فقه السنة) وفي السيرة بكتاب صفي الدين المباركفوري (الرحيق المختوم) وفي الحديث بكتاب الإمام النووي (رياض الصالحين) وفي التراجم بكتاب خالد محمد خالد (رجال حول الرسول) والله الموفق والمستعان.

  • إعطاء الزكاة لغير المسلم

    هل يجوز إعطاء جزء من الزكاة لشخص غير مسلم يحتاج لها، حيث أنه أصبح بلا مأوى وفى الطريق، ويحتاج للمال لنقل متاعه إلى مأوى آخر؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالزكاة المفروضة لا يجوز إعطاؤها لغير المسلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم} لكن يجوز إعطاء غير المسلم من صدقة التطوع، والله تعالى أعلم

  • شراء الذهب بالأقساط

    السلام عليكم…. سؤالي: أود شراء ذهب لزوجتي ولا أملك كل المبلغ فهل يمكن أن أشتريه بالتقسيط؟!! علماً أن البائع يبيع بالتقسيط ..

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فلا يجوز شراء الذهب بالتقسيط، بل لا بد فيه من التقابض؛ لقوله صلى الله عليه وسـلم “الذهب بالذهب ربا إلا مثلاً بمثل هاء وهاء” مع قوله صلى الله عليه وسـلم “ولا تبيعوا غائباً منها بناجز” وهذه النقود الورقية تشترك مع الذهب في علة الثمنية؛ فلا يجوز فيهما النَّساء، بل لا بد أن يعطى الثمن عاجلاً في مجلس العقد، والله تعالى اعلم.

  • نجاسة الكلب

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته… جارنا لديه كلب وهذا يعيش معه داخل المنزل فكيف نتعامل معه من حيث السلام والأكل معه؟ وهل النجاسة في مثل هذه الحالة معفي عنها؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    أولاً: واجب عليك تقديم النصح لجارك ـ إن كان مسلماً ـ بأنه لا يجوز له استبقاء ذلك الكلب في بيته؛ لما في ذلك من احتمال النجاسة الوارد على كل شيء يمسه الكلب في ذلك البيت؛ ولما يترتب على وجوده من الوزر العظيم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “من اتخذ كلباً إلا كلب صيد أو ماشية نقص كل يوم من أجره قيراط” وصح عنه صلى الله عليه وسلم “أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة”

    ثانياً: نجاسة الكلب مغلظة؛ فهو أنجس الحيوانات، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب سبع مرات أولاهن بالتراب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: “إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا” متفق عليه، وفي رواية لأحمد ومسلم: “طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب” وعملاً بهذه الرواية الصحيحة فقد ذهب جمهور العلماء إلى وجوب التتريب والتسبيع لطهارة الإناء الذي ولغ فيه الكلب وأنه لا تتحقق طهارته إلا بذلك، أما المالكية فإن الأمر عندهم تعبدي لا لنجاسة عين الكلب، وحمل بعض العلماء الأمر على الندب، والراجح ـ والله أعلم ـ وجوب التسبيع والتتريب لثبوت ذلك في الرواية الصحيحة التي لا تعارضها رواية في مثل قوتها.

    ثالثاً: لا تتابع الوسواس واعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة حتى يقوم دليل على خلاف ذلك؛ فلا تغسل صحناً إلا إذا غلب على ظنك أن الكلب قد ولغ فيه، ولا يلزمك أن تغسل يديك كلما سلمت على الجار صاحب الكلب هذا، واعلم أن دين الله يسر {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون} والله الموفق والمستعان.

  • مراحل تحريم الخمر

    فقد نال موضوع الخمر في القرآن الكريم مكانة لم ينلها طعام ولا شراب في حكمه، من نسخ وتدرج في التشريع وأن النسخ وقع في الشريعة الإسلامية، ووقع فيها على معنى أن الله نسخ بعض أحكام الإسلام ببعض، ويرجع ذلك إلى سياسة الأمة وتعهدها بما يرقيها ويمحصها, وبيان ذلك أن الأمة الإسلامية في بدايتها ــ أي في بداية الدعوة الإسلامية ــ كانت تعاني فترة انتقال شاق؛ بل كانت أشق ما يكون عليها في ترك عقائدها وموروثاتها وعاداتها, ومن هنا جاءت الشريعة الإسلامية تسير على مهل, فالخمر شيء اعتاده العرب في جاهليتهم بل إنك لا ترى بيتاً إلا وفيه خمر, وأمام هذه الغريزة العاتية جاء القرآن بمراحل عدة في تحريم الخمر؛ فمن غير المعقول أن ينجح الإسلام في فطامهم عنها, لو لم يتألفهم وينطلق بهم إلى درجه أن يمن عليهم بها أول الأمر وكأنه يشاركهم في شعورهم, وإلى حد أن يحرمها عليهم في وقت استعدت فيه بعض الأفكار لتسمع كلمة تحريمه, حين سألوه صلى الله عليه وسلم ((يسألونك عن الخمر والميسر)) وجاء أمر الله جل جلاله في ذلك على أربع مراحل كان ينسخ اللاحق السابق من الحكم مع بقاء التلاوة, وذلك في تسجيل تلك الظاهرة الحكيمة ظاهرة مراحل التحريم حتى يشهدوا أنه هو الدين الحق وأن نبيه صلى الله عليه وسلم نبي الصدق.

     المرحلة الأولى (مرحلة المنة والعتاب) قال تعالى في سورة النحل ((ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً إن في ذلك لآية لقوم يعلمون)) قال المفسرون: إن هذه أول آية نزلت في تحريم الخمر المرحلة الثانية (مرحلة السؤال والإجابة) الآية السابقة وكما يقول (الزمخشري) في كشافه (جمعت بين العتاب والمنة) فالله سبحانه وتعالى لفت أنظار الناس بهذه الإيماءة وأيقظ شعورهم وهيأ نفوسهم لتقبل ما يأتي من حكم فجاء قوله تعالى ((يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما)) والمراد بالإثم هنا كل ما ينقص من الدين عند شربها وما فيها من إلقاء العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله، والنفع ما يستعان به في الوصول إلى الخيرات, وما يتوصل به إلى الخير فهو الخير فالنفع خير وضده ضير، والمنفعة التي في الخمر ما يحصل من أرباح واكتساب وذهاب الهم وحصول الفرح وزيادة الكرم والشجاعة ((كما جاء في النهر الماد ــ لأبي حيان الأندلسي مطبوع بهامش البحر المحيط ج 1 ص 213)) المرحلة الثالثة (النهي عن قرب الصلاة في حالة السكر) المسلم الذي يتأثم بشرب الخمر منهي عن إتيان الصلاة حتى يفيق إفاقة تامة من المسكر, ليعلم ما يقول, ولينتفع بهذا الموقف الذي يقف فيه بين يدي الله I قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)) والمراد في هذه الآية قولان هما الأول: لا تتعرضوا بالسكر في أوقات الصلاة، الثاني: لا تدخلوا في الصلاة في حالة السكر وبعد نزول هذه الآية اجتنب المسلمون شرب الخمر في أوقات الصلاة فكانوا لا يشربون إلا بعد صلاة العشاء وبعد صلاة الصبح لبعد ما بين هاتين الصلاتين وبين ما تليانهما. المرحلة الرابعة (الأمر بالاجتناب) بعد التمهيد الرباني في الآيات السابقة وبقاء الأمر بين التحليل والتحريم نزل الأمر الإلهي الجازم بتحريم الخمر تحريماً شاملاً بقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ^  إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون)) دلت الآية على أن الخمر رجس (والرجس) النتن القذر وقد يسمى الكفر والنفاق رجساً لأنه نتن … قال تعالى ((فزادتهم رجساً إلى رجسهم)) والمراد بالرجس في هذه الآية: النجس أو الخبيثة المستقذرة وخلاصة الأمر أن جمهور المفسرين لا يذكرون تحريم الخمر إلا ويذكرون الآيات السابقة التي نزلت في تحريم الخمر, وأنهم يرون أن فيها إشارة إلى التحريم وأن التحريم القاطع كان في سورة المائدة … وبذلك يكون القرآن قد حرم شرب الخمر بأي اسم ولون على المسلمين بهذه المراحل الأربع…وذلك نظراً لاعتياد العرب منذ الجاهلية على شربها مما يعسر النهي عنها مرة واحدة حمانا الله وإياكم من شرها السؤال. هل في هذا الموضوع خطأ أو كلام غير صحيح

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فهذا الكلام في الجملة صحيح، وهو يشير إلى سنة ربانية في التشريع وهي التدرج، ونلحظ هذا في العبادات قبل العقوبات؛ ففي الصلاة قالت عائشة رضي الله عنها {أول ما فرضت الصلاة ركعتين ركعتين؛ فزيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر} وفي الصيام كان في أول الأمر فرض الله صيام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر؛ ثم فرض الله صيام رمضان، وكان في أول الأمر على التخيير بين الصيام والإطعام، ثم استقر على الصيام، وكذلك في المحرمات ففي أول الأمر كان الربا المحرم ما كان أضعافاً مضاعفة، ثم حرم كله قليله وكثيره بقوله سبحانه ((اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين)) وكذلك في العقوبات كانت عقوبة الزانيات الحبس في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا، ثم أنزل الله الحد في سورة النور، وبين النبي صلى الله عليه وسلم في سنته ما يجب إيقاعه على الزاني المحصن من العقوبة.

    وهذا كله من حكمة ربنا جل جلاله في أخذ العباد بالتدرج حتى يألفوا الواجبات ويجتنبوا المحرمات، وإن كان ثمة مؤاخذة ففي تسمية ذلك نسخاً حيث إن بعض العلماء ينازع في ذلك، ولا يجعله من باب النسخ، ثم في قولك: لا ترى بيتاً إلا وفيه خمر!! فإن بعض الصحابة – كأبي بكر الصديق وعثمان بن عفان وعثمان بن مظعون وعباس بن مرداس ـ ما شرب الخمر في جاهلية ولا إسلام، وبعضهم حرمها على نفسه قبل أن يحرمها الإسلام؛ كما قال قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه:

    رأيت الخمر صالحة وفيها خصال تفسد الرجل الحليما

    فلا والله أشربها صحيحاً        ولا أشفى بها أبداً سقيما

    ولا أعطي بها ثمناً حياتي          ولا أدعو لها أبداً نديما

    فإن الخمر تفضح شاربيها    وتجنيهم بها الأمر العظيما

    وبعض من لم يسلم لم يشرب الخمر كأمية بن أبي الصلت وعبد الله بن جدعان كما ذكر ذلك الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسير آية البقرة ((ويسألونك عن الخمر والميسر)) والله أعلم.

  • سهوت مرتين

    ماذا أفعل إذا سهوت مرتين؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فمن سها مرتين كمن نسي التشهد الأول ثم قام إلى خامسة في صلاة رباعية مثلاً فإنه لا يلزمه إلا أن يسجد للسهو مرة واحدة؛ لأن تعدد السهو لا يلزم منه تعدد السجود، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى