الفتاوى

أشياء تخص النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فأود أن اسأل الشيخ (غفر الله لنا وله) عن مثل هذا الخبر الآتي ومدى صحته..

((صرح المكتب الصحفي للإدارة الروحية للمسلمين في روسيا يوم الخميس 18 ديسمبر/كانون الأول بأن شعرة من شعر الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم ستصل إلى موسكو من داغستان يوم 25 يناير/كانون الثاني المقبل.

وستصل شعرة الرسول محمد على متن طائرة تنفذ رحلة خاصة من محج قلعة حيث سيتزامن نقلها الى موسكو مع الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف الذي سيجري في العاصمة الروسية بقاعة “كروكوس سيتي هول” بناء على مبادرة من مجلس مفتيي روسيا والإدارة الروحية للمسلمين في روسيا)).

هل صحيح أن للرسول أشياء تخصه موجودة حتى الآن؟ فكثيراً ما نسمع انه توجد اشياء تخصه مثل سيف درق عمامة سبيبة شعر وما الى ذلك؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فيا أخي لا تشغلن نفسك بشيء من ذلك؛ فإن تلك الأخبار صحت أو لم تصح فلن تغني عنك شيئاً؛ وعليك بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم عَضَّ عليها بنواجذك، واسمع هذه الكلمات المباركات التي قالها الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء في ترجمته للعبد الصالح عبيدة السلماني رحمه الله ورضى عنه: قال محمد: وقلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من قِبَل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحبُّ إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الارض. قال الذهبي رحمه الله تعالى: قلت: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس. ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه؟؟ فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده، أكنت تعده مبذراً أو سفيها؟ كلا. فابذل مالك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذَّ بالنظر إلى “أُحُدِه” وأحبه، فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يحبه، وتملا بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمناً حتى يكون هذا السيد أحبَّ إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.

وقَبِّلْ حجراً مكرماً نزل من الجنة، وضع فَمَكَ لاثماً مكاناً قبَّله سيد البشر بيقين، فهنأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر!! ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجر ثم قبل محجنه، لحُقَّ لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل. ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله.

وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ يده فقبَّلها، ويقول: يدٌ مست يدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقول نحن إذ فاتنا ذلك: حجر معظَّم بمنزلة يمين الله في الأرض مسته شفتا نبينا صلى الله عليه وسلم لاثماً له.ا.هــــــــ

فأنت ترى من كلامه رحمه الله تعالى أنه يحيل على تلك الآثار النبوية الثابتة بيقين كالحجر الأسود والروضة المباركة والقبر الشريف والمسجد الأنور والجبل المحبوب أحد؛ فهذه كلها – والحمد لله – موجودة مأهولة، فطوبى لمن بذل ماله ووقته في الوصول إلى تلك المنازل الشريفة والبقاع المنيفة وأناخ بها معظِّماً مجلاً للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أسأل الله أن يبلغنا ذلك بمنه وكرمه إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى