الفتاوى

الكلام في المسجد

الشيخ الجليل  د. عبدالحي يوسف؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد أذان صلاة الصبح وقبل الإقامة يجلس المصلون منهم من يقرأ كتاب الله ومنهم يسبح ويحمد الله ولكن هنالك فئة تقوم بالحديث عن منافع الحياة من عمل ومشاكل الحياة اليومية وهذا يزعج بعض الناس، وعند الحديث معهم يزيد إصرارهم على ذلك فما حكم ذلك؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فالمساجد بينت لذكر الله وتلاوة القرآن وإقام الصلاة؛ كما قال ربنا سبحانه {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ. رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} وأما الكلام في الأمور الدنيوية فمباح بشرط عدم التشويش على العابدين والذاكرين؛ لأن عبادة الله وذكره هما الغرض الأساس الذي من أجله بنيت المساجد، وأما الدليل على إباحة الكلام فما ساقه الإمام النووي رحمه الله حيث قال: يجوز التحدث بالحديث المباح في المسجد وبأمور الدنيا وغيرها من المباحات وإن حصل فيه ضحك ونحوه ما دام مباحا: لحديث جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام. قال: وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم. أخرجه مسلم. والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى