الفتاوى

هل حديث في الهاتف يعتبر خلوة؟

هل الحديث بين الرجل والمرأة عبر الهاتف في أواخر الليل خلوة؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فالحديث بين الرجل والمرأة في أواخر الليل الغالب فيه أنه ليس حديثاً بالمعروف، بل يكون فيه من الأمور المحرمة ما فيه، ويكفي أنه يتلذذ بصوتها وهي كذلك تتلذذ بصوته، وكلاهما من المحرمات، وقد قال الله عز وجل ((فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)) قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في أضواء البيان 5/10: أَمَّا الْمَرْأَةُ الشَّابَّةُ الرَّخِيمَةُ الصَّوْتِ، فَلَا شَكَّ أَنَّ صَوْتَهَا مِنْ مَفَاتِنِ النِّسَاءِ وَلَا يَجُوزُ لَهَا رَفْعُهُ بِحَالٍ، وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الصَّوْتَ الرَّخِيمَ مِنْ مَحَاسِنِ النِّسَاءِ وَمَفَاتِنِهَا ، وَلِأَجْلِ ذَلِكَ يَكْثُرُ ذِكْرُهُ فِي التَّشْبِيبِ بِالنِّسَاءِ ، كَقَوْلِ غَيْلَانَ ذِي الرُّمَّةِ :

لَهَا بَشَرٌ مِثْلُ الْحَرِيرِ وَمَنْطِقٌ … رَخِيمُ الْحَوَاشِي لَا هُرَاءٌ وَلَا نَزْرُ

وَعَيْنَانِ قَالَ اللَّهُ كُونَا فَكَانَتَا … فَعُولَانِ بِالْأَلْبَابِ مَا تَفْعَلُ الْخَمْرُ

فَتَرَاهُ جَعَلَ الصَّوْتَ الرَّخِيمَ مِنْ مَحَاسِنِ النِّسَاءِ، كَالْبَشَرَةِ النَّاعِمَةِ، وَالْعَيْنَيْنِ الْحَسَنَتَيْنِ، وَكَقَوْلِ قَعْنَبِ ابْنِ أُمِّ صَاحِبٍ :

وَفِي الْخُدُودِ لَوَ أَنَّ الدَّارَ جَامِعَةٌ … بِيضٌ أَوَانِسُ فِي أَصْوَاتِهَا غُنَنُ

فَتَرَاهُ جَعَلَ الصَّوْتَ الْأَغَنَّ مِنْ جُمْلَةِ الْمَحَاسِنِ ، وَهَذَا أَمْرٌ مَعْرُوفٌ لَا يُمْكِنُ الْخِلَافُ فِيهِ ، وَقَدْ قَالَ جَلَّ وَعَلَا مُخَاطِبًا لِنِسَاءِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَهُنَّ خَيْرُ أُسْوَةٍ لِنِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا)) لِأَنَّ تَلْيِينَ الصَّوْتِ وَتَرْخِيمَهُ يَدُلُّ عَلَى الِاهْتِمَامِ بِالرِّيبَةِ كَإِبْدَاءِ غَيْرِهِ مِنْ مَحَاسِنِ الْمَرْأَةِ لِلرِّجَالِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :

يُحْسَبْنَ مِنَ الْكَلَامِ زَوَانِيَا … وَيَصُدُّهُنَّ عَنِ الْخَنَا الْإِسْلَامُ

ثم إن هذا المتصل بتلك المرأة أو الفتاة لو سئل: أترضاه لأختك؟ لكان جوابه – إن كان مسلما حقا – لا. فنقول له: ما لا ترضاه لنفسك فلا ترضه لبنات المسلمين، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى