الفتاوى

أسباب اختلاف الفقهاء

ما هي أسباب اختلاف علماء الفقه؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فإن اختلاف العلماء رحمهم الله في مسائل الفقه العملية دليل ثراء هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان، وكما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله في اختلاف الصحابة رضي الله عنه {اتفاقهم حجة واختلافهم رحمة} والواجب أن نعلم أنه لا أحد من أهل العلم الثقات المتبوعين ـ كالأئمة الأربعة رحمهم الله ـ يتعمد مخالفة شيء من الكتاب أو السنة، لكن قد يخفى الدليل على أحدهم أو لا يثبت عنده، ومن هنا فإن اختلافهم راجع إلى جملة أسباب منها أسباب راجعة إلى اللغة العربية؛ كاختلافهم في معنى القرء في قوله تعالى ]والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء( هل المراد بالقرء هنا الحيض أم الطهر؟ وكاختلافهم في الباء التي في قوله تعالى ]وامسحوا برؤوسكم( هل الباء هنا للإلصاق أو للتوكيد؟ واختلافهم في تردد اللفظ بين الحقيقة والمجاز كما في قوله تعالى ]أو لامستم النساء( هل المراد الجماع أو مطلق اللمس؟

ومنها أسباب راجعة إلى السنة النبوية؛ وقد أجملها الإمام ابن تيمية رحمه الله في ثلاثة أسباب: أحدها: عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله. والثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول: والثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ. ولو شئت الاستزادة في هذا الباب فعليك بكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله {رفع الملام عن الأئمة الأعلام} أو رسالة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله {أسباب اختلاف الفقهاء وموقفنا منه} والله الموفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى