استخار فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم

شخص يقول دائماً: إنني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لي: افعل كذا، أو لا تفعل، في أمور استخار الله فيها، فهل هذا صحيح أم لا يمكن؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حق لقوله عليه الصلاة والسلام {ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي} رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا مقيد بما لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم في صورته التي رواها أصحابه رضوان الله عليهم، لما دلت عليه هذه الرواية {في صورتي} وفي الرواية الأخرى {فإن الشيطان لا يتكونني} وقد قال ابن سيرين رحمه الله: إذا رآه في صورته.
وعليه فإن الزاعم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم مناماً يُطلب منه أن يصفه؛ فإن طابق وصفه ما ثبت عن أصحابه رضي الله عنهم وكان الرائي ممن عرف عنه الصدق والصلاح، فإنه يحكم بأنه قد رآه، هذا مع القطع بأن رؤياه صلى الله عليه وسلم لا تستلزم تصديق الرائي في كل ما يخبر به؛ خاصة إذا زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمره في المنام بأن يقول كذا أو يفعل كذا، أو تحدث عن أمور غيبية؛ إذ الدين كامل والحمد لله ولا نحتاج في معرفته إلى رؤى ومنامات؛ قال تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} والله تعالى أعلم.