الفتاوى

فجور في الخصومة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

أنا السائل في الفتوى التي سميت بـ (فجور في الخصومة) فقد نصحتني بالنصيحة التالية في الإجابة على سؤالي:

((فالذي أنصح به أن يلجأ السائل إلى بعض الخيِّرين من الأهل الذين يمكنهم التأثير على الأم وذلك من أجل تذكيرها بالله وتحذيرها من خطورة ما تفعل، وعليك – أحسن الله إليك – أن تظهر ليناً وتنازلاً حرصاً على مصلحة البنت، والله ولي التوفيق.)) انتهى حديثك

فإنني قد فعلت ذلك من قبل ولجأت لخالها وأختها مراراً وتكراراً ولكنني لم اجد عندهم أي مساعدة أو رغبة في المساعدة فهم يلفون لفها وينفذون رغباتها، وكذلك والدتها وهي من أشد المتشددين في هذه المشكلة، أما والدها فهو لا رأي له ولا يفيد بشيء، وهو جزء من المشاكل ولا يتحدث إلا حديثها فكل ما أسمعه من جواب منها أسمعه من والدها مرة أخرى إذا تحدثت معه، وهو ليس بالأب السوداني المعروف الذي يمكن أن يسير كلامه على آل بيته، بل يحدث العكس، وقد عاشرتهم وأعرف ذلك جيداً وأعرف مدى سطوة مطلقتي في منزلهم. لذلك كنت دائماً أتفاهم معها هي فإن وافقت على أي شئ لم يعارض اي فرد في أسرتها، وهي ترى أن ألجأ أنا للمحكمة حتى تحدد لي مواعيد زيارة وهي تريد ان يكون تعاملي معها بواسطة المحكمة فقط، وكل أهلها يرددون نفس الحديث، وأنا شخصياً لا أريد أن أرى ابنتي بواسطة محكمة مهما حدث حتى وإن اضطررت إلى تركها للأبد بدون رؤيتها، ومن ناحية الإنفاق فأنا ملتزم شهرياً بما ألزمتني به المحكمة. وأنا أرى أن ذلك إجحاف في حقي أن أرى ابنتي بواسطة محكمة مهما حدث، لأن ذلك سيؤثر بالتأكيد في نفسياتها بصورة كبيرة، وحتى المحكمة تلزم بوقت معين وزمن معين ويوم معين مما يعني أن التعامل سيئ للغاية فهي في النهاية ابنتي وكوني أراها بهذه الصورة خير لي من أن لا أراها أبداً وسأتركها حين تكبر أن تختار ما بيني وما بين أمها وأهل أمها ولم أجد غير هذا طريق فهل هنالك إثم عليَّ إن فعلت هذا، علماً بأنني جربت كل الطرق التي ذكرتها. ولكم جزيل الشكر والتقدير

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فإن كانت الطرق كلها قد سدت عليك – كما هو واضح من تعقيبك – فالذي أراه لك ألا تيأس، بل عليك مساومتهم ببعض المال أو اللجوء إلى شفاعة بعض الجيران أو غيرهم، ثم إذا ألجأتك الحيلة إلى المحكمة فاعرض على القاضي أمرك بواسطة محامي قدير لعله يقدر ظرفك ويضمن لك رؤية كريمة لابنتك مع توقي المحاذير التي ذكرتها في تعقيبك، وذلك كله حذراً من أن تقطع صلتك بابنتك حتى ييسر الله لك ضمها إليك في مستقبل الأيام، والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى