الفتاوى

  • تأجيل القضاء إلى شعبان

    ما حكم تأخير قضاء شهر رمضان حتى حول شهر شعبان، استدلالاً بفعل أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالمطلوب من المسلم أن يسارع إلى الخيرات ويسابق إلى الطاعات، ويبادر إلى أداء ما افترض الله عليه؛ إبراء لذمته وطلباً للأجر والثواب، لكن لا حرج على من أخر قضاء رمضان إلى شعبان؛ لأنه واجب موسع، وقد قالت عائشة رضي الله عنها {كان يكون علي القضاء من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان، يمنعني الشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم} قال النووي رحمه الله تعالى: مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وجماهير السلف والخلف أن قضاء رمضان في حق من أفطر بعذر كحيض وسفر يجب على التراخي، ولا يشترط المبادرة به في أول الإمكان، لكن قالوا: لا يجوز تأخيره عن شعبان الآتي؛ لأنه يؤخره حينئذ إلى زمان لا يقبله وهو رمضان الآتي؛ فصار كمن أخَّره إلى الموت. وقال داود: تجب المبادرة به في أول يوم بعد العيد من شوال؛ وحديث عائشة هذا يرد عليه، قال الجمهور: ويستحب المبادرة به للاحتياط فيه؛ فإن أخَّره فالصحيح عند المحققين من الفقهاء وأهل الأصول َأنه يجب العزم على فعله، وكذلك القول في جميع الواجب الموسَّع، إنما يجوز تأخيره بشرط العزم على فعله، حتى لو أخَّره بلا عزم عصى، وقيل: لا يشترط العزم، وأجمعوا على أنه لو مات قبل خروج شعبان لزمه الفدية في تركه، عن كل يوم مد من طعام، هذا إذا كان تمكن من القضاء فلم يقض، فأما من أفطر في رمضان بعذر ثم اتصل عجزه فلم يتمكن من الصوم حتى مات فلا صوم عليه ولا يطعم عنه ولا يصام عنه.ا.هـــ. والله المستعان.

  • لعب الصغار في المسجد

    هل يجوز للصغار اللعب في ميدان المسجد؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا حرج في لعب الصغار في برحة المسجد أعني فناءه؛ لما في ذلك من تعويدهم على ارتياد بيوت الله، وتأليف قلوبهم على السعي إليها وغشيانها، وهو خير من لعبهم في المصلى وتشويشهم على الناس، والله تعالى أعلم.

  • الحرص على سداد الدين

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    فإن الدين هم بالليل وذل بالنهار، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يستعيذ بالله من المأثم والمغرم، ولما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله؟ قال (إن العبد إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف) ولخطورة الدين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين، وقال (أخبرني بذلك جبريل)

    ولذلك يجب على المدين أن يسعى سعياً حثيثاً في قضاء دينه، ويقدم ذلك على كل مهم، ومن تأخر مع قدرته على السداد فإنه يأثم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (مطل الغني ظلم) أي مماطلة الغني الذي يجد سداداً لدينه يوقعه في الظلم، وقال عليه الصلاة والسلام (ليُّ الغني الواجد يحل عرضه وعقوبته) والليُّ معناه في معنى المماطلة وخلف الوعد واستعمال الحيل للفرار من السداد في موعده.

    ومن صور المماطلة كذلك أن بعض الناس يستطيع السداد، لكنه يؤثر أن يجعل المال في دورة تجارية أو مشروعات معمارية أو غير ذلك، ولا يهتم كثيراً بإبراء ذمته من الدين؛ ولا يدري أن الموت ربما يدهمه في أي لحظة وتكون نفسه معلَّقة بدينه.

    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بجنازة يسأل (هل على صاحبكم دين) فإن قالوا: لا. صلى عليه. وإن قالوا: نعم. قال (صلوا عليه أنتم) وذلك زجراً لهم عن الاستدانة في غير ضرورة، أو تأخير السداد مع القدرة عليه.

    أسأل الله تعالى أن يطعمنا حلالاً ويستعملنا صالحين، والحمد لله رب العالمين

  • طلب المناصب

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالأصل في هذا أن المسلم الراغب في النجاة بين يدي الله عز وجل يوم القيامة، المدرك لخطورة المسئولية هو أن يتحفظ من المناصب، وألا يسعى إليها أو يحرص عليها، بل عليه أن يعتقد أن أهلها في بلاء فيبذل لهم النصح ويحمد الله على العافية، وعليه أن يرهب ذلك الأمر ويحذره؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولاً يوم القيامة يده إلى عنقه، فَكَّه برُّه أو أوثقه إثمه، أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة) قال المنذري: رواه أحمد ورواته ثقات إلا يزيد بن أبي مالك.ا.هـــــ وهذا الحديث صححه الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

     وقال صلى الله عليه وسـلم لأبي ذر رضي الله عنه حين طلب منه أن يستعمله (يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها) رواه مسلم.  قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات، لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية.ا.هـــــــ ومعنى كلامه رحمه الله تعالى أن ضعف أبي ذر رضي الله عنه ما كان في دينه، بل إنما من جهة رأيه، وهذا مما لا شك فيه حيث إن النبي صلى الله عليه وسـلم قد أثنى عليه بقوله (ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء رجلاً أصدق لهجة من أبي ذر)

    ويشتد هذا النهي فيما لو كان الشخص طالباً لتلك الوظيفة مجاهراً بذلك، لثبوت النهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه (لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها) رواه الشيخان.

    ومعناه كما قال الشوكاني رحمه الله تعالى في (نيل الأوطار): أن من طلب الإمارة أو القضاء فأعطيها تركت إعانته عليها من أجل حرصه عليها. ويستفاد منه أن طلب ما يتعلق بالحكم مكروه، فيدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك. وأن من حرص على ذلك لا يعان.ا.هـــــــــــ

     فإذا كان الطالب مسلوب الإعانة تورط فيما دخل فيه، وخسر الدنيا والآخرة، فلا تحل تولية من كان كذلك. وربما كان الطالب للإمارة مريداً بها الظهور على الأعداء والتنكيل بهم، فيكون في توليته مفسدة عظيمة.. وهو محمول على الغالب، وإلا فقد قال يوسف عليه السلام: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}

    وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: أمِّرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال عليه الصلاة والسلام (إنا لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه( وفي رواية لمسلم أنه قال) لا نستعمل على عملنا من أراده) قال ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: ظاهر الحديث منع تولية من يحرص على الولاية إما على سبيل التحريم أو الكراهة، وإلى التحريم جنح القرطبي، ولكن يستثنى من ذلك من تعيَّن عليه. اهـ.

    فلو أن شخصاً علم من نفسه الأهلية لمنصب، ورأى جمعٌ من أهل الحل والعقد صلاحيته فلا حرج عليه في السعي لحصوله، وعليه أن يتحمل المسؤولية في ذلك بنية إحقاق الحق وعدم إعطاء الفرصة لأهل الباطل في التحكم في أمور المسلمين. وقد نص بعض أهل العلم على ذلك؛ فقد قال خليل في المختصر في كلامه على القضاء: ولزم المتعين أو الخائف فتنة إن لم يتولَّ أو ضياع الحق القبول والطلب وأجبر وإن بضرب.ا.هـــ

    وبمثل هذا المعنى قال الفقهاء المعاصرون؛ ففي الموسوعة الفقهية: يختلف الحكم باختلاف حال الطالب، فإن كان لا يصلح لها إلا شخص وجب عليه أن يطلبها، ووجب على أهل الحل والعقد أن يبايعوه، وإن كان يصلح لها جماعة صحَّ أن يطلبها واحد منهم، ووجب اختيار أحدهم، وإلا أجبر أحدهم على قبولها جمعاً لكلمة الأمة، وإن كان هناك من هو أولى منه كره له طلبها، وإن كان غير صالح لها حرم عليه طلبها.ا.هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    فطلب الرئاسة والإمارة مما يختلف حكمه بحسب نية صاحبه وغايته، فقد يُحمد وقد يُذم، والله يعلم المفسد من المصلح، فمن طلبها نصرة لدينه، وسعيا لإقامة العدل وشريعة الله في خلق الله، فإنه إن كان كفئا لها لم يُذم، بل يُحمد ويُشكر، ويُثاب ويُؤجر، فأما المفسد الذي يسألها ويحرص عليها طلبا لعرض من الدنيا، ففيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ وُلُّوا هَذَا الْأَمْرَ أَنَّهُمْ خَرُّوا مِنْ الثُّرَيَّا وَأَنَّهُمْ لَمْ يَلُوا شَيْئًا) رواه أحمد وحسنه الألباني والأرنؤوط.

    الخلاصة

    أولاً: الأصل هو ألا يحرص المسلم على المنصب ولا يسعى إليه

    ثانياً: الحرص على المنصب لا يذم بإطلاق، بل بحسب نية صاحبه

    ثالثاً: من علم أنه لا يصلح لهذا المنصب غيره يجب عليه طلبه

  • مسابقات شركات الإتصالات

    أسأل عن مشروعية الانتفاع بجوائز المسابقات أو الجوائز التي تعتمد على الحظ (السحب على أرقام الهواتف عشوائياً مثلاً).

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فقد سبقت الإجابة عن حُكْمِ المشارَكة في مسابقات شركات الاتصال التي يفوز فيها القليل ويخسر فيها الكثير بأنها نوع من القمار، وهي تشتمل على غَرَر ظاهرٍ؛ لأن الاشتراك لا يراد منه غرض الاتصال؛ وإنما غرض الربح غير المضمون؛ فتضيع أموالُ أغلَبِ المشارِكين في هذه المسابقات، ويكون الربح الأكبر لشركاتِ الاتصالِ التي تُغرِّرُ بآلاف الناس وتتحصَّل على اشتِراكِ كلِّ المتسابقين ولا تُعْطي إلا أقلَّ القليل تغريراً بضعفاءِ الناس والباحثين عن الرِّبح بأيِّ سبيل؛ فهذه المعاملة قُمارٌ مُحَرَّمٌ. والله يغنيك بالحلال عن الحرام. )وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا( والله تعالى أعلم

  • خصم الديون من الزكاة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    فهذه المسألة مما حصل فيه الخلاف بين أهل العلم؛ حيث ذهب جمهور العلماء إلى أن الديْن يسقط الزكاة في الأموال الباطنة، أي تسقط في مقابله، فمن كان عليه دين ـ كما هو وارد في السؤال؛ فعليه أن يطرح من المال ما يقابل الدين، فإن بقي نصاب بعده وجبت زكاته، وإن لم يبق نصاب لم تجب الزكاة، هذا إذا لم يكن لدى المدين فائض عن حاجته الأساسية من الأموال التي لا تجب فيها الزكاة مثل السيارات والمنازل ونحو ذلك مما يراد للقنية، وإلا فليجعل ذلك المال مقابل الدين ويزكي المبلغ كله، حيث اشترط أكثرهم أن لا يجد المزكي مالاً يقضي منه الدين سوى ما وجبت فيه، فلو كان له مال آخر فائض عن حاجاته الأساسية، فإنه يجعله في مقابلة الدين لكي يسلم المال الزكوي فيخرج زكاته.

    فمن كان ماله يبلغ مليوناً مثلاً، لكن عليه ديون تبلغ ستمائة ألف؛ فإن عليه أن يزكي الأربعمائة الألف التي لا يشملها الدين إذا كانت تبلغ قدر النصاب أو تزيد عليه،

    وذهب الشافعي -رحمه الله- في الجديد وهو اختيار العلامتين ابن باز وابن عثيمين أن الدين لا يخصم من الزكاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعثُ عماله لأخذ الصدقة ولم يكونوا يسألون الناس إن كان عليهم ديون أو لا، وهذا القول أحوط.  والعلم عند الله تعالى

  • الدراسة في جامعة مختلطة

    ما حكم دراسة المرأة المسلمة في جامعة مختلطة من أجل الحصول علي شهادات فوق الجامعية للعمل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالاختلاط من القبائح التي انتقلت إلى بلاد المسلمين تقليداً منهم للغرب الكافر، وقد سرت بينهم شائعات مفادها أن اختلاط الجنسين يهذب الشعور ويخفف السعار الجنسي، وكذبوا في ذلك إذ الاختلاط ما زاد الغرب إلا سعاراً وفساداً حتى فشا فيهم اغتصاب النساء والاعتداء على الأعراض، وكثر فيهم أولاد السفاح، وإلى الله المشتكى.

    والواجب على من ولاه الله أمر التعليم في بلاد المسلمين أن يسعى في القضاء على هذه النبتة الخبيثة بالفصل بين الذكور والإناث؛ حرصاً على مزيد التحصيل والتفرغ لطلب العلم النافع، وحذراً من الاشتغال بسفاسف الأمور عن معاليها، وإلى أن يحصل ذلك إن شاء الله على يد من شاء من عباده، لا مانع أن تدرس الفتاة أو الفتى في جامعة مختلطة شريطة الالتزام بآداب الإسلام من غض البصر ولزوم الحياء والوقوف عند حدود الله تعالى؛ لأن القول بمنعهم أو منعهن يفضي إلى مفسدة كبيرة حين يحجم الأخيار عن الدراسة الجامعية التي هي سلم الرقي والوصول إلى مراكز توجيه المجتمع وقيادته، ولا يتخرج من تلك الجامعات إلا صنف لا يرجو لله وقاراً، فيزداد الأمر سوء ويتسع الخرق على الراقع، وهذا ما لا يقول به عاقل، والله تعالى أعلم.

  • تصر على حفل الزواج

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وجدت فتاة أعجبتنى جداً وأريد أن أتزوجها, لكنها لا تريد أن ترتدي الحجاب حتى تقتنع بنفسها والشيء الآخر مصرة على حفل الزواج وقالت إنها لا يمكن أن تتزوج بدون حفلة وعليه يجب أن نفترق رغم علمها أن هذا غير جائز شرعاً؛ بماذا تنصحوني وأنا متعلق بها جداً؟!

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالذي أنصحك به أن تتقي الله في نفسك وتخالف هواك؛ فإن الهوى إذا تولى يعمي أو يصم؛ “فاظفر بذات الدين تربت يداك” “ولأمة خرماء ذات دين أفضل” فأنت بحاجة إلى من تعينك على أمر دينك ودنياك، تطيعك إذا أمرت، وتحفظك إذا غبت، ويسرك منظرها إذا نظرت، أما هذه التي لا تريد أن تباشر شيئاً إلا بعد قناعة وتصر على رأيها، وتحرص على الحرام مع علمها بحرمته فإنه لا خير لك في الإصرار عليها؛ لأنه لن تطيب حياتك معها؛ فاستعن بالله ولا تعجز وخالف هواك لترقى، والله الموفق والمستعان.

  • رقص في حفل مختلط

    ترتدي ما يظهر بعض مفاتنها، وترقص مع صديقتها العروس بزعم المشاركة، في حفل مفتوح للرجال والنساء وتصر علي صحة الفعل، نصحت بترك هذه العادات فردت أعطوني فتوى بعدم صحة هذا الذي ترتديه، علماً بأنها ترتدي طرحة وتغطي راسها جيداً. أفتونا لننصحها في زيها وفي المشاركة في الرقص في مكان مختلط

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فهذه الفتاة تجادل بالباطل، ويُخشى عليها أن تكون ممن قال الله فيهم {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} وإلا فمعلوم لدى المسلمين كافة أن الفتاة إذا بلغت المحيض فإنه يجب عليها أن تستر ما أمر الله بستره حين قال سبحانه  { وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} وقال سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} وقال سبحانه { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} ومعلوم لدى الكافة أن التبرج وإظهار الزينة وكشف ما أمر الله بستره من أسباب العذاب في النار، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسـلم أنه قال “صنفان من أهل النار من أمتي لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها ظهور الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها} رواه مسلم.

    فكيف بهذه الفتاة وقد ظهرت في أبهى زينة وبلباس يظهر مفاتنها لقصره أو لضيقه أو لكونه شفافاً يكشف عما تحته، ولم تكتف بذلك بل هي ترقص وتتمايل أمام الناظرين؟ ثم بعد ذلك تطلب فتوى تمنعها من ذلك {سبحانك هذا بهتان عظيم} وما إخالها طلبت ذلك إلا جدالاً بالباطل وقد علمت يقيناً أن من تنصحها لا تملك من البراهين ما يسند قولها فاشتهت أن تعجزها بطلب فتوى مدعية صحة ما هي عليه من فساد عمل وضلال سعي والله المستعان.

    هذا وإني ناصح لتلك الفتاة ومثيلاتها بقولي: لو كانت المرأة في كامل حجابها ما جاز لها أن تتمايل وتتراقص أمام الرجال؛ فكيف بها وهي مظهرة مفاتنها مبدية زينتها؟ إن واجباً على كل فتاة مسلمة أن تتخلق بالحياء الذي مدح الله به تلك الفتاة حين قال {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال المفسرون: تمشي مشية الخفر بغير تغنج ولا تكسر ولا تمايل. وواجب على كل من تحتفل بعرسها هي وذووها أن يتقوا الله تعالى ولا يبدأوا حياة زوجية بمعصية الله وكفر نعمته، والله الهادي إلى سواء السبيل.

  • المهدي المنتظر اليماني

    وجدت موضوعاً في أحد المنتديات؛ لم أصدقه ولم أعرف كيف أرد عليه؛ ورأيت أنه من الأفضل اللجوء لأهل العلم والفضل حتى يبيِّنوا للناس الحق، والموضوع كما ورد بالنص: “دعوة عاجلة لكل أبناء الأمة الإسلامية:

    ((للتدبر والنظر في هذا الأمر بتعقل وعدم التسرع والإعراض؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (‏أُبَشِّرُكُمْ ‏ ‏بِالْمَهْدِيّ ‏ ‏يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلافٍ مِنْ النَّاسِ وَزَلازِلَ فَيَمْلأ الأرْضَ ‏‏ قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ‏جَوْرًا وَظُلْمًا ‏يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأرْضِ يَقْسِمُ الْمَالَ صِفاحًا) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (‏لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إلا يَوْمٌ ‏ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ‏‏حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ‏يُوَاطِئ ‏ ‏اسْمُهُ اسْمِي ‏يَمْلأ الأرْضَ ‏ قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا) ألا والله أنّا قد حملنا لكم البُشرى بظهور الإمام المهدي المنتظر وهو حي يرزق بيننا وفي هذه الأمة وليس هو من ينتظره أهل الشيعة والمسمى (محمد ابن حسن العسكري)، وليس هو من ينتظره أهل السنة والجماعة والمسمى (محمد ابن عبد الله)، بل هو الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني؛ وليس برسول وليس بنبي؛ بل خليفة الله في الأرض وآخرهم؛ وقد تبعه حشد كبير من جميع أقطار العالم وليس من مكان واحد. فوالله الذي لا إله إلا هو إننا لم نتبعه إتّباع الأعمى بل إننا وجدنا في علمه ما تندهش له العقول وأتانا بما لم يأت به أحد من العالمين فقد أتانا بعلوم لا ينبغي لها أن تكون من علوم البشر بل علوم لا يتعلمها أحد إلا من لدن الواحد القهار وما تعلمناه منه على سبيل الذكر وليس الحصر ما يلي : –

    * قد تعلمنا منه مكان أهل الكهف المذكورين في القرآن الكريم بالتحديد الدقيق حتى انه سمّى البيت الذي بجانب الكهف وله بيان يحير العقول في ذلك.

    * وعلمنا من هو المسيح الدجال ومتى يخرج على الناس وكيف خروجه علينا وأين يوجد حالياً بما لا يدعوا إلى الشك أبداً أبداً وله بيان عظيم في ذلك.

    * وعلمنا مكان يأجوج ومأجوج ومتى خروجهم على هذه الأمة وأصبح الأمر قريباً جداً جداً وكيف يتكاثرون وله بيان عظيم في ذلك.

    * وعلمنا أن الأرض لها نفق عظيم من تحتنا وله بوابتان بوابة شمالية وبوابة جنوبية وأيده الله بصورة كبيرة وعظيمة التقطتها “وكالة ناسا” للأرض لإثبات صحة وجود البوابتين وهم لا يشعرون أنهم يسوقون دليل صدق كلام الإمام وله بيان عظيم في ذلك.

    * وعلمنا مكان سد ذي القرنين وكيف تم بناء هذا السد وأين يوجد بالتفصيل ومتى سيصبح هذا السد دكا وقد اقترب وقت هدمه وخروج يأجوج ومأجوج علينا وله بيان عظيم في ذلك.

    * وقد علمنا أيضاً ماهية هذا الكوكب الذي يتحدث عنه العالم والذي يسمى (كوكب نيبيروا-بلانت إكس) (Nibiru Planet X) ومتى اقترابه من الأرض وما الآثار الناجمة عن اقترابه من الأرض بالتفصيل وله بيان عظيم في ذلك.

    * وقد علمنا متى تطلع الشمس من مغربها وما هي أسباب طلوع الشمس من مغربها.

    * وقد علمنا أن الشمس أدركت القمر وما هي أسباب ذلك ومتى حدث ذلك وهو ما أدى إلى الاختلاف الكبير بين أهل الفلك وعنده بيان عظيم في ذلك.

    * وقد علمنا ما هي الدابة وأين وجودها ومتى خروجها على الناس وله بيان عظيم في ذلك. ولو ذكرت ما تعلمنا من الإمام المهدي المنتظر لما انتهيت ولكن أحببت أن أختصر عليكم لكي لا أطيل على ملول ولا أؤخر مستعجل. فأسألكم بالله الواحد القهار هل هذه علوم تنبغي لأحد من عامة الناس؟ وأسألكم بالله العظيم أن لا تأخذكم العزة بالإثم فتعرضوا وقد وصل الخبر إليكم فقط ما نريده أن تتأكدوا بأنفسكم من صحة كل ما ذكرت. أضع بين أيديكم الخيار أما تحذفوا ما أتيناكم به فتقفوا بين يدي الواحد القهار ويسألكم لما فعلتم ذلك فإن كان تم الحذف فجهزوا الجواب قبل يوم الحساب.! وإن كان الإبقاء على الموضوع لتستفيد منه الأمة فلكم الأجر الكبير عند الله فقد جئناكم من بين الناس فلا تبخلوا على الناس بالهدى. فإن كان الإمام المهدي المنتظر ليس هو المهدي الذي بشر به رسول الله فهبوا لإنقاذ الناس منه وإن كان هو فلما التأخير وهما احتمالان لا ثالث لهما ولا يوجد سوى احتمال ثالث هو الإعراض عن الحق واتباع هوى النفس والشيطان وأعيذكم برب العالمين أن تكونوا كذلك. الإمام المهدي المنتظر يدعو إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف، ونبذ كل ما يخالف كتاب الله والتمسك بصحيح ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يظن البعض أنه قرآني أبدا بل حنيفاً على ملة إبراهيم وجده محمد رسول الله صلى الله علية وسلم. اللهم إنا بلغنا اللهم فاشهد اللهم إنا بلغنا اللهم فاشهد اللهم إنا بلغنا اللهم فاشهد)) انتهى.

    ثم بعد ذلك ذكر بعض المواقع الإلكترونية مدعياً أنها تخص المهدي. فما عليّ؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فمطلوب منك الإعراض عن هذا المنشور وعدم الالتفات إليه؛ ففي كل حين يظهر على الناس من يزعم أنه المهدي؛ وكما قال بعض الدعاة قديماً: ليست المشكلة في المهدي المنتظر، بل المشكلة في غير المنتظر الذي يظهر على الناس في كل مرة، وما ذكره كاتب هذه الورقات من أمور أخبر بها هذا الذي يزعم أنه المهدي لا فائدة فيها؛ فما الذي يعود علينا من فائدة إذا علمنا مكان أصحاب الكهف أو سد يأجوج ومأجوج؟ ولو كان في تعيين ذلك فائدة لما أهمله القرآن، وأما حديثه عن المسيح الدجال أو الدابة طلوع الشمس من مغربها فلسنا بحاجة إلى ذلك بعدما ثبتت عندنا الأخبار من كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وما على طالب العلم والحق إلا أن يرجع إلى تلك الأخبار، وما عليها من شروح أهل العلم. وأما قوله: بأن اسمه ناصر محمد فهو دليل كذبه لأن المهدي من ولد الحسن بن علي يواطئ اسمه واسم أبيه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه؛ فيا أخي عليك بما ينفعك ودع عنك بنيات الطريق؛ فما أكثر الدجاجلة في زماننا!! والله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى