الفتاوى

  • النهي عن الحلق والتقليم في عشر ذي الحجة

    ما حكم التشبه بالحجاج في عدم قص الشعر والأظافر؟ ومتى يبدأ عدم القص ومتى ينتهي؟ وإذا كان الجواب ثبوت التشبه ما حكم من لا يلتزم بهذا الأمر؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي” وذلك يبدأ من دخول شهر ذي الحجة وينتهي بفراغك من ذبح أضحيتك، والحكمة من ذلك التشبه بمن أحرم بالنسك، وقيل: بل لتبقى أجزاؤه كاملة فيعتق كله من النار، ومن أخلَّ بذلك فقد خالف السنة وأضحيته صحيحة، والله تعالى أعلم

  • صليت العيد ولم أصلّ الجمعة

    صليت العيد يوم الجمعة، ولم أصل الجمعة. فهل أصلي الظهر أم هو أيضاً يسقط؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فمن صلى العيد جاز له أن يتخلف عن الجمعة إذا صادفت يومه؛ لكن ينبغي له أن يصلي مكانها الظهر؛ كما يصنع المريض والمسافر والمرأة، ودليل ذلك ما رواه إياس بن أبي رملة قال: شهدت مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وهو يسأل زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: أشهدتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم! قال فكيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة ، فقال: {من شاء أن يصلي فليصلّ} وقد قال بعض أهل العلم بأن الظهر كذلك  تسقط استدلالاً بما رواه عطاء بن أبي رباح قال {صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار، ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا فصلينا وحدنا، وكان ابن عباس بالطائف، فلما قدم ذكرنا ذلك له، فقال: أصاب السنة} حيث إن الظاهر منه أن ابن الزبير لم يخرج قط إلا في صلاة العصر؛ لكن أجاب العلماء على ذلك بأنه يحتمل أن يكون قد صلاها في بيته، والله تعالى أعلم.

  • عسل على عورة المرأة

    السلام عليكم يا شيخ، كثر الكلام حول هذا الموضوع من محلِّل إلى كاره إلى محرِّم، وهو اتباع أبنائنا للغرب في كل شيء؛ حتى في العلاقة الزوجية؛ حيث هناك من يدعو إلى وضع بعض أنواع من الفواكه أو العسل على عورة المرأة!!! فما الحكم ولك ألف شكر

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فقد نصَّ أهل العلم على أن للرجل أن يستمتع بزوجته ما شاء عدا الوطء في الدبر والجماع في الفرج حال الحيض؛ وذلك لعموم قوله سبحانه (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) قال الخُرَشِيُّ رحمه الله تعالى في شرحه لقول خليل في المختصر: وتمتع بغير دبر، يعني أنه يجوز للزوج والسيد أن يتمتع كل منهما بصاحبه بجميع وجوه الاستمتاع خلا الوطء في الدبر.أ.هـ وفي كشاف القناع قال البهوتي الحنبلي: وليس لها ـ أي الزوجة ـ استدخال ذكره وهو نائم ـ في فرجها ـ بلا إذنه ـ لأنه تصرف فيه بغير إذنه ـ ولها لمسه وتقبيله بشهوة ولو نائماً. وقال القاضي: يجوز تقبيل فرج المرأة قبل الجماع ويكره بعده.أ.هـ وقال أصبغ من المالكية: يجوز للزوج لحس فرج الزوجة.

    وعليه فلو كان الرجل لا يتأتى له الاستعفاف وإرواء شهوته وقضاء وطره إلا بمثل هذا فلا حرج عليه إن شاء الله، وإن استطاع تركه فهو أفضل؛ إذ لا يخلو من كراهة لاحتمال سبق شيء من النجاسة ـ كالمذي ـ إلى الفم، ولما في ذلك من تحقير نعمة الله واستعمالها في غير ما وضعت له، والله تعالى أعلم.

  • اتأثر بسماع القرآن ولا أتأثر بتلاوته

    هل يجوز لي أن أتصل بالفتاة التي أرغب أن أخطبها بالتليفون لكي اعرف رأيها إذا كانت موافقة على أولاً قبل أن أتقدم إلى خطبتها من أهلها فإني أريد أن أعلم رأيها قبل القدوم إلى بيت أهلها

     سؤالي الثاني: لقد أمرنا الله بتدبر القرآن وفهم معانيه؛ ولى سؤال أنا أتأثر جداً عندما أسمع القرآن وأتدبر آياته عند السماع، وهذا ما لا يحدث عندما أتلوه أنا؛ فأنا أحب السماع أكثر من أن أقرؤه أنا!! فهل إذا ختمت القران سماعاً في رمضان من خلال الشرايط له نفس الثواب إذا تلوته أنا؟ وما حكم الدين فيمن يفضل السماع عن التلاوة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فيجوز مخاطبة المرأة الأجنبية بالهاتف وغيره من وسائل الاتصال مع الالتزام بالضوابطِ الشرعية والآدابِ الإسلامية: من الكلامِ الطيِّبِ الذي ليس فيه خضوعٌ بالقول ولا دعوةٌ إلى مُنكَر، بل يكون كلاماً في طاعةِ الله يُرْضي الله ورسوله، وبقدر الحاجة

     وأما السؤال الثاني: فإنَّ تلاوةَ القرآن والاستِماعَ إليه عملان صالحان وطاعتان من أعظم الطاعات، وقد قال الله عز وجل {إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} وقال جل جلاله {وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقد روى البخاري عن ابنِ مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم {اقْرَأْ عَلَيَّ. قُلْتُ: أقرأ عليك، وعَلَيْكَ أُنْزِل؟! قال: فَإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي؛ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورةَ النِّساء، حَتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إذا جِئنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلَى هَؤلاءِ شَهِيدا}، قالَ: أمْسِكْ؛ فإذا عَيْنَاهُ تَذْرِفان}؛ ولذلك عَدَّ العلماءُ الاستِماعَ إلى القرآنِ مِن أسبابِ الانتِفاعِ به، فقال ابنُ القيِّم رحمه الله: “جعلَ الله سبحانه كلامَه (ذكرى) لا ينتفع بها إلا من جمع هذه الأمور الثلاثة: أحدها: أن يكون له (قلبٌ) حيٌّ واعٍ؛ فإذا فَقَدَ هذا القلبَ لم ينتفِعْ بالذكرى، الثاني: أن يُصْغِيَ بسمعِه، فيميله كلَّه نحو المخاطِب؛ فإنْ لم يفعلْ لم ينتفِعْ بكلامه، الثالث: أن يُحْضِرَ قلبَه وذهنَه عند المكلِّم له: وهو (الشهيد) أي الحاضرُ غيرُ الغائب؛ فإن غاب قلبُه وسافر في موضعٍ آخر لم ينتفِعْ بالخطاب” [مدارج السالكين لابن القيّم 3/231]. ولا بأس أنْ يكونَ استِماعُك أكثرَ من قراءتِك ما دُمتَ تقرأ كلَّ يومٍ ما تيسَّرَ لك من القرآن دون هجرٍ للتلاوة. ولله تعالى أعلم.

  • جوائز عن طريق القرعة

    تمت دعوة جميع الموظفين بالشركة التي أعمل بها من قبل إحدى الشركات التي تتعامل مع شركتي لإفطار رمضان، وقامت هذه الشركة بتوزيع جوائز عن طريق القرعة، ما حكم الانتفاع بهذه الجوائز؟ وكيف التخلص منها إذا لم تكن حلال؟ علما أن هذه الشركة تقوم بمثل هذه الدعوات والجوائز بغرض الحصول علي رضا الزبون.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فما دامت هذه الدعوة عامة ولم تكن قاصرة على بعض دون بعض، فلا حرج عليك في الانتفاع بتلك الجوائز، لأن الشبهة – والحالة هذه – منتفية، والعلم عند الله تعالى

  • دم الإجهاض

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لماذا ﻻ يعتبر دم الإجهاض للجنين الذي لم يتخلق بعد نفاساً أو حيضاً في حين أن المصدر والسبب واحد؛ أي سقوط بطانة الرحم؟ وما الدليل؟ وهل كانت النساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمن بمثل هذا الحمل؟ أم كن يعتبرنه حيضًا لعدم خروج جنين ولعدم توفر الوسائل الحديثة لمعرفة الحمل؟ عذراً للإطالة ولكن لأهمية الموضوع.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فليس هناك دليل من النقل – فيما وقفت عليه من كلام الفقهاء – على التفرقة بين الدم الناتج عن الإجهاض بعد التخليق والدم الذي يكون عن إجهاض قبل تخلق النطفة، ومعلوم أن كثيراً من مسائل الفقه ليس لها دليل خاص بل الفقهاء يقيسون النظير على النظير ويلحقون الأشباه ببعضها؛ لأن النصوص متناهية والحوادث لا تتناهى، لكن إذا ثبت علمياً ما ذكر في السؤال فإنه لا مانع من الاستئناس به عند إصدار الفتوى أو الحكم الشرعي.

    وخلاصة ما في المسألة أن الفقهاء رحمهم الله قد اختلف قولهم في القدر الذي يعتبر به الدم الخارج بعد خروج السقط نفاسا؛ فذهب الحنفية رحمهم الله إلى أن  ظهور بعض خلق الإنسان كأصبع أو ظفر يثبت به حكم النفاس، وذهب الشافعية رحمهم الله إلى أن وضع العلقة والمضغة يثبت به النفاس، قال النووي في المجموع: قال أصحابنا: لا يشترط في ثبوت حكم النفاس أن يكون الولد كامل الخلقة ولا حيا، بل لو وضعت ميتاً أو لحما تصور فيه صورة آدمي أو لم يتصور وقال القوابل: إنه لحم آدمي ثبت حكم النفاس هكذا صرح به المتولي وآخرون، وقال الماوردي: ضابطه أن تضع ما تنقضي به العدة وتصير به أم ولد.ا.ه.

    وأما المالكية فيقولون: يكفي في ذلك إذا وضعت ما لو صب عليه ماء ساخن لم يؤثر في تجمعه، قال الدرديرفي شرحه لمختصر خليل: (وإن) كان الحمل (دما اجتمع) وعلامة كونه حملا أنه إذا صب عليه الماء الحار لم يذب.ا.ه. أما الحنابلة فلا يثبتون النفاس إلا بعد التخلق الذي يكون في إحدى وثمانين ليلة. قال المرداوي في الإنصاف:  يثبت حكم النفاس بوضع شيء فيه خلق الإنسان، على الصحيح من المذهب، ونص عليه، قال ابن تميم، وابن حمدان وغيرهما: ومدة تبين خلق الإنسان غالباً ثلاثة أشهر، وقد قال المصنف في هذا الكتاب في باب العدد: وأقل ما يتبين به الولد: واحد وثمانون يوماً، فلو وضعت علقة أو مضغة لا تخطيط فيها، لم يثبت لها بذلك حكم النفاس.ا.ه. والعلم عند الله تعالى.

  • متى تنتهي عدة الحامل المطلقة؟

    علمت من مجالس العلم أن الرجل إذا طلق زوجته تظل الزوجة في بيت الزوجية ثلاث حيضات، السؤال: رجل طلق زوجته وهي حامل في شهرها السادس، إلى متى يظلان مع بعضهما؟ رأي الدين مأجورين وجزاك الله عنا كل الخير.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإذا طُلِّقت المرأة وهي حامل فإن عدتها لا تنقضي إلا بوضع الحمل؛ لقوله تعالى ((وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن)) والله تعالى أعلم.

  • نشوز الزوجة في بلاد الغرب

    السلام عليكم، أنا شاب أبلغ من العمر ٣٩ عاماً متزوج منذ ٨ سنوات ولي ولدان أعمارهم سنة وأربع سنوات. مشكلتي بدأت منذ ٣ سنوات حيث إن زوجتي انقلبت تماماً في معاملتها لي من دون سبب وجيه، وأنا لم أقصر بقدر استطاعتي في توفير كل وسائل الراحه لها. هي تقول أن أهلي لا يعاملوها بما يليق بها مع أني والله لم أرَ ذلك ..

    عند زواجنا انتقلنا للعيش في بلد غربي وكنت أعمل بوظيفتين حيث كنا ببداية حياتنا، وهي تقول إن من الأسباب أنني أهملتها خلال هذه الفترة، ولكني لم أملك خياراً آنذاك وقد تأسفت تكرارًا وتكرارًا وعوضتها بسفر وهدايا … وعاملتها بطيب وعاملت أهلها بكل احترام على عكس ما عاملت أهلي.. أنا الآن مرتاح ماديًا..

    انتقلنا قبل خمسة أعوام للعيش في قرية صغيرة حيث اشترينا بزنس.. نحن المسلمون الوحيدون في القرية ولا يوجد مسجد.. اتفقنا أن نبقى ٣ اعوام ولكنها الآن لا تريد أن تغادر ولا يهمها موضوع أن يتعلم أبناؤنا العربيه أو الذهاب إلى المسجد … أنا على يقين انها تفعل ذلك نكاية بي.. وأضف على ذلك أنها لا تتكلم العربية مع الأولاد.. أنا الوحيد الذي يحاول تعليمهم العربية والدين ولكني أعمل ٨ ساعات يوميًا ولا يوجد أي عربي آخر في مكان سكننا! حاولت كل شئ لعلاجها.. الهجر اللين التحدث مع أبويها.. كل شئ.. أنا صابر لأولادي و لكن إلى متى؟؟؟

    الشق الآخر من الموضوع أنها تعاقبني بالإمساك عن أي علاقة جنسية.. لم نمارس الجنس في عامين مضت وهي تقول أننا معًا لتربية الأولاد فقط..

    أنا شاب ناجح وأستطيع بسهولة أن أجد نساء خاصة في هذا البلد الغربي .. ولكني أخاف الله …فكرت أن أتزوج عليها ولكن هددت بالطلاق وأخذ الأولاد ..القانون هنا معها ١٠٠٪ ولا أستطيع فعل أي شئ…

    أريد أن أطلقها وعندها سآخذ الأولاد ٣ أيام في الأسبوع لتعليمهم قدر الإمكان اللغة والدين ..الحياة معها لا تطاق.. ما الحل؟؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإنني أسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وأن يبدلك بعد العسر يسرا، ويصرف عنك شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته، وإني لأعجب من حالك!! فعلى أي شيء تأسى وتأسف؟؟ هل على حياة زوجية ضيعت فيها حدود الله؟ أم على زوجة لا هي من الحريصات على الدين ولا هي ممن يؤدين للزوج حقوقه؟ أم على إقامة ببلد كفر يضيع فيها الأولاد؟ يا أخي: إن الحياة الزوجية التي يرضاها الله هي القائمة على المودة والرحمة، وهي التي يجد فيها الزوجان راحتهما في قضاء الوطر وإعفاف النفس والقيام بما أوجب الله من المعاشرة بالمعروف، وهذا كله مفقود بالوصف الذي تذكره.

    أنت لا تستطيع أن تجمع المصالح كلها، بل لا بد لك من الرضا ببعضها وإن كان ذلك بتضييع البعض الآخر، ولذلك عليك أن تحرص على تحصيل أعلى تلك المصالح وأهمها وذلك باتباع الخطوات الآتية:

    أولاً: أولادك هم مشروع حياتك والله سائلك عنهم ومحاسبك عليهم، وتنشئتهم على حب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسـلم وقراءة القرآن فرض لازم؛ فعجِّل بالانتقال بهم إلى دار الإسلام ولو كان ذلك على حساب تضييع بعض ما ترجو من مصالح في هذه الدنيا، وإلا لو بقيت حيث أنت حيث لا مسجد ولا قرآن ولا جوار مسلم ولا كلام بلغة العرب فماذا ترجو والأولاد في كل يوم يكبرون، أنتنظر حتى تفاجأ – لا قدر الله – بردتهم أو انحرافهم؟؟ فتندم حيث لا ينفع الندم

    ثانياً: أنت في تلك الديار معرض للفتن وقد ذكرت أن زوجتك لا تفي لك بحق الفراش، وهذا يدعوك أيضاً للانتقال من تلك الديار والإقامة ببلد مسلم حيث يتسنى لك الزواج بثانية تعفك وتصونك عن ارتكاب الحرام

    ثالثاً: زوجتك – إن كان حالها كما ذكرت – لم تحسن معاشرتك ولم تتق الله فيك، وليس محموداً منها أن تعاقبك على صنيع أهلك أو سعيك على رزقك، ومهما يكن من أمر فمطلوب منك مواجهتها بالحسنى وأن تبين لها أن ذلك لا يحتمل ولا يطاق؛ فإن أصرت على ما هي عليه ففارقها بالمعروف، ولا تحسبن ذلك نهاية الدنيا بل كما قال ربنا سبحانه وتعالى {وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته}

    أما إذا أردت أن تبقى حيث أنت حرصاً على النجاح الذي تذكره، وفي الوقت نفسه تعيش حياة زوجية في ضنك ومتاعب، وأولادك عرضة للضياع والفساد؛ فتلك حياة لن تسلم فيها من نكد الدنيا ولا حساب الآخرة، والله الموفق والمستعان.

  • حكم شرب الشربوت

    ما حكم شراب الشربوت؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإن الشريعة المطهرة لم تعلِّق الحكم بالحل والحرمة على اسم المشروب، بل الحكم معلَّقٌ على علة؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم {كل مسكر حرام} وقد قال هذا الكلام جواباً على سؤال أبي موسى رضي الله عنه حين قال: يا نبي الله إن أرضنا بها شراب من الشعير المزر وشراب من العسل البتع؟ فقال {كل مسكر حرام} وعليه فإن العلة في القول بالتحريم هي الإسكار؛ فإذا كان الشراب المسمى بالشربوت مسكراً ـ ولو بشرب الكثير منه ـ فإنه يحرم، وإن لم يكن كذلك فلا حرج في شربه، والعلم عند الله تعالى.

  • أشياء تخص النبي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

    فأود أن اسأل الشيخ (غفر الله لنا وله) عن مثل هذا الخبر الآتي ومدى صحته..

    ((صرح المكتب الصحفي للإدارة الروحية للمسلمين في روسيا يوم الخميس 18 ديسمبر/كانون الأول بأن شعرة من شعر الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم ستصل إلى موسكو من داغستان يوم 25 يناير/كانون الثاني المقبل.

    وستصل شعرة الرسول محمد على متن طائرة تنفذ رحلة خاصة من محج قلعة حيث سيتزامن نقلها الى موسكو مع الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف الذي سيجري في العاصمة الروسية بقاعة “كروكوس سيتي هول” بناء على مبادرة من مجلس مفتيي روسيا والإدارة الروحية للمسلمين في روسيا)).

    هل صحيح أن للرسول أشياء تخصه موجودة حتى الآن؟ فكثيراً ما نسمع انه توجد اشياء تخصه مثل سيف درق عمامة سبيبة شعر وما الى ذلك؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فيا أخي لا تشغلن نفسك بشيء من ذلك؛ فإن تلك الأخبار صحت أو لم تصح فلن تغني عنك شيئاً؛ وعليك بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم عَضَّ عليها بنواجذك، واسمع هذه الكلمات المباركات التي قالها الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء في ترجمته للعبد الصالح عبيدة السلماني رحمه الله ورضى عنه: قال محمد: وقلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من قِبَل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحبُّ إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الارض. قال الذهبي رحمه الله تعالى: قلت: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس. ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه؟؟ فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده، أكنت تعده مبذراً أو سفيها؟ كلا. فابذل مالك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذَّ بالنظر إلى “أُحُدِه” وأحبه، فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يحبه، وتملا بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمناً حتى يكون هذا السيد أحبَّ إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.

    وقَبِّلْ حجراً مكرماً نزل من الجنة، وضع فَمَكَ لاثماً مكاناً قبَّله سيد البشر بيقين، فهنأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر!! ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجر ثم قبل محجنه، لحُقَّ لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل. ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله.

    وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ يده فقبَّلها، ويقول: يدٌ مست يدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقول نحن إذ فاتنا ذلك: حجر معظَّم بمنزلة يمين الله في الأرض مسته شفتا نبينا صلى الله عليه وسلم لاثماً له.ا.هــــــــ

    فأنت ترى من كلامه رحمه الله تعالى أنه يحيل على تلك الآثار النبوية الثابتة بيقين كالحجر الأسود والروضة المباركة والقبر الشريف والمسجد الأنور والجبل المحبوب أحد؛ فهذه كلها – والحمد لله – موجودة مأهولة، فطوبى لمن بذل ماله ووقته في الوصول إلى تلك المنازل الشريفة والبقاع المنيفة وأناخ بها معظِّماً مجلاً للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أسأل الله أن يبلغنا ذلك بمنه وكرمه إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

زر الذهاب إلى الأعلى