الفتاوى

  • هل تشرك بهذا القول؟

    أثناء نقاش بين الزوجين قالت الزوجة لزوجها: بلا فلان بلا عبد الزمار. فقال لها الزوج: هذا شرك بالله، وأنت مرتدة؛ فعليك أن تتوبي وتجددي إسلامك. أصرت الزوجة على أنها لا تقصد الشرك ولا الإساءة إلى الله تعالى، وأنها بريئة من ذلك، وليس له أن يتهمها في شيء من دينها؛ علماً بأنها امرأة متدينة محافظة على الصلاة ومداومة على ختم القرآن.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فهذه العبارة مما يجري على ألسنة كثير من الناس وقد تواطأت عليها عادتهم دون أن يقصدوا بها إساءة إلى المولى عز وجل وإنما يعنون بها إنهاء النقاش وحسم الكلام، وعليه فإنها لا تتضمن شركاً ولا تتطلب تجديد إسلام، وإن كان الأحوط اجتنابها لعموم قوله تعالى )وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً( وقوله تعالى )وقولوا للناس حسنا( خاصة إذا علمنا أنه ليس من المناسب أن تحسم المرأة زوجها حال كلامه معها؛ بل الواجب عليها توقير أمره وتعظيم شأنه والقيام بحقه، والله تعالى أعلم.

  • وقت أذكار الصباح والمساء

    ما هو أفضل وقت لأذكار الصباح والمساء؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالوقت المفضل لأذكار الصباح ما كان بعد طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس، وأما أذكار المساء فأفضل أوقاتها ما بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس؛ لقوله تعالى )يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا( والأصيل هو ما بين العصر وغروب الشمس، وقوله تعالى )وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار( والإبكار أول النهار والعشي آخره، وقوله تعالى {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} وقوله تعالى {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} وهذا الذي رجحه العلامة ابن القيم رحمه الله في الكلم الطيب، ومن نسيها فلا حرج عليه أن يتداركها بعد ذلك إلى الزوال بالنسبة لأذكار الصباح وإلى النوم بالنسبة لأذكار المساء، والعلم عند الله تعالى.

  • تكرار السور في أذكار الصلاة والصباح والمساء

    من السنة بعد صلاتي الصبح والمغرب قراءة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات، وفي أذكار الصباح والمساء قراءتهما كذلك ثلاث مرات، فإذا كنت أقرأ أذكار الصباح والمساء بعد صلاتي الصبح والمغرب فهل أقرأها ست مرات؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالمسنون في حق المسلم إذا صلى الصبح أن يقرأ آية الكرسي مرة وسورة الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً، ثم بعد ذلك يقرأ هذه المواضع نفسها مع أوائل البقرة وخواتيمها وأوائل حم. المؤمن وخواتيم الحشر لينال بركتها سائر يومه، ولا إشكال في التكرار لاختلاف الموجب.

    وأما أذكار المساء فإن أفضل وقتها ما كان بعد صلاة العصر وقبل غروب الشمس، وعليه فلا تكرار إذ قراءته إياها بعد المغرب سيكون لليلة التي هي متصلة باليوم الذي بعده، والله تعالى أعلم.

  • حكم ترك النقاب

    ما حكم ترك النقاب؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب على المرأة المسلمة إذا بلغت المحيض أن تستر بدنها كله سوى وجهها وكفيها، ولو سترت الوجه والكفين لكان خيراً لها وأعظم للأجر والثواب؛ لكونها قد أتت بأمر واجب أو مستحب، وهي على كل حال قد تشبهت بالنساء الصالحات وعلى رأسهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، لكن ذلك ليس بواجب عليها، والعلم عند الله تعالى.

  • قيام الليل بالقراءة من المصحف

    هل يجوز قيام الليل مع قراءة القرآن من المصحف؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فيجوز لك قيام الليل مع قراءة القرآن من المصحف؛ لأن صلاة الليل مظنة لطول القراءة، وقد لا يكون المرء حافظاً قدراً كبيراً من القرآن، وقد يكون راغباً في قراءة ورده في صلاته بالليل، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: والدليل على جوازه ما روى أبو بكر الأثرم وابن أبي داود بإسنادهما عن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت يؤمها عبد لها في المصحف، وسئل الزهري عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف؟ فقال: كان خيارنا يقرؤون في المصاحف. وروي ذلك عن عطاء ويحيى الأنصاري وعن الحسن.أ.هـ  وعليه فلا حرج في ذلك إن شاء الله، والله تعالى أعلم.

  • صلاة مغمض العينين

    هل تجوز الصلاة وأنا مغمض العينين؟ مع العلم أني أشعر براحة حين أصلي كذلك؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالسنة أن يرمي المصلي ببصره نحو موضع سجوده كما كان هذا شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يغمض عينيه؛ إلا إذا كان هناك ما يشغله من عبث عابث أو غير ذلك من الصوارف، أو كان تغميض العينين باعثاً على الخشوع، قال النووي رحمه الله في المجموع: والمختار أنه لا يكره إذا لم يخف ضررا؛ لأنه يجمع الخشوع وحضور القلب، ويمنع من إرسال النظر وتفريق الذهن.أ.هـ والله تعالى أعلم.

  • القدم مع القدم في الصلاة

    أنا في الهند وفي الصلاة لا يضع الناس القدم مع القدم، فهل يجوز ذلك؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بأن يستووا حال وقوفهم للصلاة ويأمرهم بأن يحاذوا بين المناكب والأقدام وألا يذروا للشيطان فرجة، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (سووا صفوفكم؛ فإن تسوية الصف من تمام الصلاة) متفق عليه، وعنه رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل علينا بوجهه قبل أن يكبِّر فيقول (تراصوا واعتدلوا) متفق عليه، وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا كأنما يسوي به القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه, ثم خرج يوماً فقام حتى كاد أن يكبِّر فرأى رجلاً بادياً صدره من الصف, فقال: (عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم) رواه مسلم، وفي روايه لأحمد وأبي داود قال: (فرأيت الرجل يلزق كعبه بكعب صاحبه، وركبته بركبته، ومنكبه بمنكبه) ومن مجموع هذه الأحاديث ندرك المخالفة التي وقع فيها أكثر الناس اليوم حين يعمدون إلى ترك مسافة بينهم أثناء قيامهم في الصف؛ فمن السنة إلصاق الكعب بالكعب والمنكب بالمنكب، وليس معنى الحديث كما يظن بعض الشباب أن يبالغ المرء في إلصاق قدمه بجاره في الصف حتى إنه ليضجره ويؤذيه، فليس هذا مراداً يقيناً بل المراد التقارب والاستواء دون إضجار ولا إملال، والله تعالى أعلم.

  • اشتري السعوط لوالدي

    أحد والديَّ يتعاطى السعوط، ولكبر سنه اضطر لإحضاره له رغم قناعتي بحرمة ذلك. أفيدوني.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب عليك بر والديك كليهما والإحسان إليهما وطاعة أمرهما والقيام على شأنهما قربة لله وطاعة له سبحانه وشكراً لوالديك على ما أسديا إليك من معروف حال كونك صغيراً وطلباً لدعائهما المستجاب. وهذا كله مقيد بألا يكون في معصية الله، فإذا أمرك أحد والديك بما فيه معصية لله من جنس ما ذكرت في سؤالك فلا طاعة له، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {إنما الطاعة في المعروف}متفق عليه، والواجب عليك نصحه في رفق وأدب فإن استجاب فالحمد لله، وإلا فاستعمل المعاريض لتنجو من لومه وعتابه، والله تعالى أعلم.

  • كتــاب مسروق

    اشتريت كتاباً جامعياً من بائع فوجدت عليه ختم إحدى الجامعات فهل يتوجب عليَّ إرجاعه للجامعة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالظاهر أن هذا الكتاب مسروق من تلك الجامعة التي وجدت ختمها على طرة الكتاب، فوجب عليك إرجاعه إلى البائع واستيفاء الثمن الذي دفعته له مع نصحك إياه بوجوب إرجاع الكتاب إلى الجهة المالكة له؛ لقوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ولأن هذا من باب النهي عن المنكر الواجب عليك القيام به؛ ولأن استلامك هذا المال الذي علمت أنه مسروق هو من باب التعاون على الإثم والعدوان، وإن غلب على ظنك أنه لن يفعل فأرجعه أنت وسل الله أن يعوضك عما دفعت، والله تعالى أعلم.

  • الجهاد في ارتريا

    هل الجهاد في إريتريا فرض لا يستوجب أخذ إذن الوالدين؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالحاصل في إريتريا أن فئة من النصارى وشيوعيي المسلمين قد تحكموا في رقاب الناس فطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، وقد وجب جهادهم لأن العلماء مجمعون على أن الولاية على المسلمين لا تنعقد لكافر وأن الحاكم متى ما طرأ عليه الكفر انعزل، وهذا الجهاد فرض متعيِّن على كل مستطيع له من أهل إريتريا ولا يلزم في ذلك استئذان الوالدين؛ لعموم قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة} وقول النبي صلى الله عليه وسلم {جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم} رواه أحمد وأبو داود والنسائي، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى