الفتاوى

  • الإحتلام واللُقَطَة

    إذا استيقظ الشخص ووجد نفسه محتلماً ولكن كان يوجد برد؛ هل يجوز له أن يتيمم ويصلى؟ وإذا صلى هل يعيد الصلاة إذا كان الجواب بعدم الجواز؟

    السؤال الثاني ما حكم من يجد شيئاً ذا قيمة كبيرة أو صغيرة واقع وهل له حق شرعي مثل العشر أو أي نصيب حدده له الشرع؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فمن احتلم وجب عليه أن يغتسل لقول النبي صلى الله عليه وسلم {إنما الماء من الماء} فإذا كان البرد شديداً ويخشى على نفسه فعليه أن يعمد إلى تسخين الماء؛ فإن عجز تيمم وصلى، ولا يجب عليه إعادة؛ لقوله تعالى ((فاتقوا الله ما استطعتم)).

    ومن وجد شيئاً ذا قيمة وجب عليه أن يعرف صفته، وأن يُعرِّف به سنة؛ فإذا جاء طالبه وعرف صفته وجب عليه دفعه إليه ولا حق له في أن يطالبه بشيء كالعشر أو أكثر أو أقل؛ إلا إذا طابت نفس رب اللقطة بأن يعطيه شيئاً دون طلب من اللاقط، والله تعالى أعلم.

  • الحبوب والثمار التي تجب فيها الزكاة

    زكاة الحبوب الثمار ما هي الأنواع التي يجب إخراج الزكاة فيها؟ وهل الزكاة على صاحب المزرعة أم على مشترى الجملة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالمذهب المأخوذ به في ديوان الزكاة هو مذهب أبي حنيفة رحمه الله في إيجاب الزكاة في كل خارج من الأرض؛ سواء أكان من الحبوب أم غيرها؛ لعموم قوله تعالى ((أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض)) وقوله صلى الله عليه وسلم {فيما سقت السماء العشر} وقد رجح هذا المذهب بعض العلماء من غير الحنفية منهم الإمام القاضي أبو بكر بن العربي المالكي فقال في كتابه (أحكام القرآن): وأما أبو حنيفة فقد جعل الآية مرآته فأبصر الحق.ا.هــ

    وهذه الزكاة وجوبها عالق بذمة الزارع لكونه مالكها؛ وقد قال تعالى ((وآتوا حقه يوم حصاده)) والله أعلم.

  • علي ديون فكيف أخرج زكاتي؟

    جزى الله إخواني القائمين على هذا الموقع عنا خير الجزاء. أنا مغترب وأتقاضى راتباً أعلى من النصاب، بس حقيقة عليَّ التزامات وديون لبنوك، مما لا يترك شيئاً ليحول عليه الحول، علماً بأن ديون البنك (إسلامية)، اشتريت منها سيارة للأهل وقطعة أرض، والآن الأقساط الشهرية مستمرة، أرجو الإفادة عن كيفية إخراج الزكاة، وهل يمكن دفع الزكاة على الأساس الشهري؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالمطلوب منك أن تجعل لك حولاً معيناً، وفيه تقوم بإحصاء ما عندك مما يكون لك في البنك أو في غيره، وكذلك الديون التي لك على الناس – مما يكون مضمون الأداء – فإذا كان بالغاً نصاباً أخرجت عنه ربع عشره، أما إذا لم يكن معك – عند حلول الحول – ما يبلغ نصاباً فليس عليك زكاة، والله تعالى أعلم.

  • الإغتيالات السياسية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يجوز قتل الحكام أي بمعنى هل تجوز الاغتيالات السياسية؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإذا كان الحاكم مسلماً – وإن كان ظالماً أو فاسقاً – فإنه لا يجوز قتله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة} وأما إن ثبت عليه الكفر ببينة لا شبهة فيها وأقيمت عليه الحجة فإنه ينبغي الخروج عليه لعزله متى ما توافرت للناس القوة الممكِّنة لهم من خلعه وإقامة غيره مكانه، ولو أدى ذلك إلى قتله؛ والله تعالى أعلم.

  • المُنجية من عذاب القبر

    هل صحيح أن سورة تبارك تنجى من عذاب القبر أو النار؟ وما الدليل على ذلك؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فقد روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النَّبي صلى الله عليه وسلم  فقال: يا رسول الله، ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا إنسان يقرأ سورة الملك “تَبَارَكَ” حتى ختمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر) وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال (يؤتى الرجل في قبره فيؤتى من قبل رجليه فتقول رجلاه: ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقوم علينا بسورة الملك، ثم يؤتى من قبل صدره فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان وعى فيَّ سورة الملك، ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقرأ بي سورة الملك فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب) ولذلك كان حرص السلف رضي الله عنهم على هذه السورة المباركة عظيماً حتى كانوا يعلمونها أطفالهم وجيرانهم، والله الموفق والمستعان.

  • سؤال عن العقيقة

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,,,,, أسأل عن العقيقة وحكمها وهل يجوز ذبح عجل من البقر للمولود الأنثى بدلاً من الضأن؟ وهل صحيح أنه يعق عن المولود الذكر باثنين من الضأن تنطبق عليها شروط الضحية وعلى المولودة الأنثى بواحدة من الضأن. وإذا منً الله عليَّ بمولودة أنثى وأردت ذبح عجل لأن به كثيراً من اللحم يمكن توزيعه على المساكين هل يجوز ذلك. ولكم فائق الشكر والتقدير

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإن العقيقة من سنن الإسلام الثابتة عند حصول نعمة الذرية؛ إظهاراً لشكر الله على نعمته وقبول هبته، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تذبح في اليوم السابع عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة واحدة، ويشترط لها ما يشترط في الأضحية من كونها سليمة غير معيبة وأن تكون مجزئة من حيث السن، قال أهل العلم: فإن لم يتيسر ذبحها في اليوم السابع ففي اليوم الرابع عشر، فإن لم يفعل ففي اليوم الحادي والعشرين، فإن تأخر فالسنة أن يذبح عنه وليه حتى يبلغ، فإن بلغ ولم يعق عنه عقَّ هو عن نفسه، ولا يجزيء إخراج القيمة نقداً، والأصل في ذلك ما أخرجه البيهقي عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العقيقة تذبح لسبع أو لأربع عشر أو لإحدى وعشرين. والذي تلزمه العقيقة هو من تلزمه نفقة المولود، ولا يفعلها من لا تلزمه النفقة إلا بإذن من تلزمه، وصرح الحنابلة أنه لا يعق غير الأب إلا إن تعذر بموت أو امتناع، فإن فعلها غير الأب لم تكره . ولا حرج في أن تكون من البقر أو الإبل لأن المقصود إراقة الدم، ولا شك أن البقر والإبل أكثر لحماً من الغنم – ضأناً كان أم ماعزا –والله تعالى أعلم.

  • أسباب اختلاف الفقهاء

    ما هي أسباب اختلاف علماء الفقه؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

    فإن اختلاف العلماء رحمهم الله في مسائل الفقه العملية دليل ثراء هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان، وكما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله في اختلاف الصحابة رضي الله عنه {اتفاقهم حجة واختلافهم رحمة} والواجب أن نعلم أنه لا أحد من أهل العلم الثقات المتبوعين ـ كالأئمة الأربعة رحمهم الله ـ يتعمد مخالفة شيء من الكتاب أو السنة، لكن قد يخفى الدليل على أحدهم أو لا يثبت عنده، ومن هنا فإن اختلافهم راجع إلى جملة أسباب منها أسباب راجعة إلى اللغة العربية؛ كاختلافهم في معنى القرء في قوله تعالى ]والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء( هل المراد بالقرء هنا الحيض أم الطهر؟ وكاختلافهم في الباء التي في قوله تعالى ]وامسحوا برؤوسكم( هل الباء هنا للإلصاق أو للتوكيد؟ واختلافهم في تردد اللفظ بين الحقيقة والمجاز كما في قوله تعالى ]أو لامستم النساء( هل المراد الجماع أو مطلق اللمس؟

    ومنها أسباب راجعة إلى السنة النبوية؛ وقد أجملها الإمام ابن تيمية رحمه الله في ثلاثة أسباب: أحدها: عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله. والثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول: والثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ. ولو شئت الاستزادة في هذا الباب فعليك بكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله {رفع الملام عن الأئمة الأعلام} أو رسالة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله {أسباب اختلاف الفقهاء وموقفنا منه} والله الموفق.

  • أجر قراءة القرآن بسرعة

    1. ما حكم قراءة القران بسرعة من أجل حصد مزيد من الأجر؟
    2. ما هو العدد الأقل لأيام الاعتكاف في رمضان؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا مانع من قراءة القرآن حدراً، لكن الممنوع هو أكل الحروف والإسراع المخل الذي لا يتبين معه معاني الكلمات، والأجر ليس موقوفاً على كثرة القراءة بل على حضور القلب والتدبر في المقروء، والمطلوب من القارئ أن يرتل القرآن؛ لقوله تعالى ((ورتل القرآن ترتيلا)) ويسن له ترديد الآية مرارا ليفقه معناها؛ وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم ليلة يردد قوله تعالى ((إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)) ويبكي، ومكثت عائشة رضي الله عنها ليلة تردد ((إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم)) وينبغي للقارئ أن يحسن صوته بالقراءة ويتغنى ويتباكى، ولا يكن همه آخر السورة.

    وليس للاعتكاف حد أدنى – عند جمهور العلماء – بل يصح ولو للحظة، والله تعالى أعلم.

  • هدي النبي في الإعتكاف

    أريد أن أعرف ما هو هديه صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد بيَّن ذلك الإمام أبو عبد الله بن القيم رحمه الله في زاد المعاد فقال: كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر  الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل وتركه مرة فقضاه في شوال؛ واعتكف مرة في العشر الأول ثم الأوسط ثم العشر الأخير يلتمس ليلة القدر؛ ثم تبيَّن له أنها في العشر الأخير؛ فداوم على اعتكافه حتى لحق بربه عز وجل، وكان يأمر بخباء فيضرب له في المسجد يخلو فيه بربه عز وجل، وكان إذا أراد الاعتكاف صلى الفجر ثم دخله؛ فأمر به مرة فضُرب فأمر أزواجه بأخبيتهن فضُربت؛ فلما صلَّى الفجر نظر فرأى تلك الأخبية فأمر بخبائه فقُوِّض، وترك الاعتكاف في شره رمضان حتى اعتكف في العشر الأول من شوال؛ وكان يعتكف كل سنة عشرة أيام؛ فلما كان في العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً، وكان يعارضه جبريل بالقرآن كل سنة مرة؛ فلما كان ذلك العام، وكان يعرض عليه القرآن أيضاً في كل سنة مرة فعرض عليه تلك السنة مرتين، وكان إذا اعتكف دخل قبته وحده، وكان لا يدخل بيته في حال اعتكافه إلا لحاجة الإنسان، وكان يخرج رأسه من المسجد إلى بيت عائشة فترجله وتغسله وهو في المسجد وهي حائض، وكانت بعض أزواجه تزوره وهو معتكف؛ فإذا قامت تذهب قام معها يقلبها، وكان ذلك ليلة، ولم يباشر امرأة من نسائه وهو معتكف لا بقبلة ولا غيرها، وكان إذا اعتكف طرح له فراشه ووضع له سريره في معتكفه، وكان إذا خرج لحاجته مر بالمريض وهو على طريقه فلا يعرج عليه ولا يسأل عنه.ا.هـ

    هذا وليحذر المعتكف من أن يجعل من المسجد مجلبة للزائرين ومكاناً لتجاذب أطراف الحديث والكلام في أمور الدنيا؛ لأنه يفوت بذلك غرض الاعتكاف من اعتزال الناس والإقبال على الله تعالى.

  • عبادات شهر شعبان

    ما هي العبادات التي أختص بها شهر (شعبان)؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فليس لشعبان عبادات مخصوصة، سوى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام فيه، واختلف في الحكمة في إكثاره صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان فقيل: كان يشتغل عن صيام الثلاثة الأيام من كل شهر لسفر أو غيره فتجتمع فيقضيها في شعبان، وقيل: كان يصنع ذلك لتعظيم رمضان، وقيل: الحكمة في ذلك أن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان؛ فكان يصوم معهن، وقيل: الحكمة أنه يتعقبه رمضان وصومه مفترض؛ فكان يكثر من الصوم في شعبان قدر ما يصوم شهرين غيره لما يفوته من التطوع الذي يعتاده بسبب صوم رمضان. والأولى أن الحكمة في ذلك غفلة الناس عنه لما أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة من حديث أسامة قال {قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم} والعلم عند الله تعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى