الفتاوى

  • لا يجدون اللحم الحلال في أوروبا

    السلام عليكم يا شيخ عندي سؤال.. لدي صديق يقيم في دولة من الدول الأوربية.. ولا يجدون اللحم الحلال في مدينتهم.. وأقرب مكان يمكن أن يجدوه فيه يقع على مسافة 700 كيلو متر على الأقل.. لقد قال لي أنهم يشترون الدجاج واللحم ويسمون قبل الطبخ..!! في انتظار جوابك يا شيخ في أقرب فرصة..

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالواجب على المسلم أن يتحرى في طعامه الحلال الطيب؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- «أربع إذا كنّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدّنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة في طُعمة» والأصل في ذلك هو حل ذبائح أهل الكتاب لأن الله تعالى قال {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم}  لكن إذا غلب على ظن المسلم أن الكتابيين الذين يعيش بينهم لا يذكون الطيور والبهائم التذكية الشرعية فلا يجوز له أن يأكل من تلك اللحوم، ولا يجزئه أن يسمي قبل الطبخ لتحل له، بل محل التسمية في حال الجهل بحصول التسمية من عدمها عند التذكية، لما رواه مالك في الموطأ والبخاري في صحيحه من حديث هشام بن عروة عن أبيه انه قال :سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل له: يا رسول الله، إن ناساً من أهل البادية يأتوننا بلحمان ولا ندري هل سموا الله عليها أم لا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {سموا الله عليها ثم كلوها} قال مالك: وذلك في أول الإسلام.ا.هـــ

    وواضح من الحديث أن السؤال كان عن التسمية لا عن التذكية؛ وواقع الحال في البلاد الأوروبية أنه لا تذكية ولا تسمية، وعليه فإنه إذا غلب على ظن المسلم عدم حصولها – كما هو الواقع الآن – فلا يجوز له الأكل من تلك اللحوم، وعليه أن يستغني بغيرها مما يجزم بحلِّه كلحوم الأسماك وما ذبح بيده أو ذبحه مسلم موثوق في دينه، والله تعالى أعلم

  • زكاة السيارة والمرتب

    السلام عليكم ورحمة الله، كانت لديَّ سيارة قيمتها ٤٧٠ ألف جنيه، قمت ببيعها واستفدت من جزء من المبلغ في شراء قطعة أرض، وباقي المبلغ اشتريت به سيارة أخرى بنية بيعها مستقبلاً وشراء سيارة بقيمة أعلى حال توفر المبلغ، السيارة اشتريتها بمبلغ ٣٠٠ ألف دفعت منها ٢٠٠ كاش والمتبقي دين علي ثلاثة أقساط، الرجاء إفادتي هل تجب علي الزكاة في الأمر أعلاه؟ وكم قيمتها؟ علماً بأنني لست تاجرًا في هذا المجال ولا أي مجال آخر إنما أنا موظف بمرتب عالٍ أقبض نهاية كل شهر ولا أوفر منه شيئًا في رصيدي.

    أيضاً أود أن أعرف هل يجب علي إخراج زكاة عن راتبي الشهري؟ علمًا بأنه مرتب عالٍ لأني أعمل بدولة أجنبية كمهندس نفط.. وجزاكم الله خيرًا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإن كان المقصود بالسؤال أنك تخرج زكاة عن راتبك في كل شهر فليس ذلك مطلوباً منك، والزكاة لا تجب في قول جمهور العلماء – ومنهم الأئمة الأربعة – إلا بعد حلول الحول؛ خلافاً لما عليه العمل في ديوان الزكاة عندنا حيث يأخذون بقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى فيما يسمى بالمصادرة من المنبع، وأما النصاب الذي تجب فيه الزكاة فهو ما يعادل قيمة 85 جراماً من الذهب أو 595 جراماً من الفضة، وهو ما يوازي نحواً من 32000 جنيهاً سودانيا.

    وأما السيارة فما دامت مشتراة للاستعمال الشخصي فلا زكاة فيها؛ لأن الزكاة تجب فيما أعد للنماء أما السيارة التي تركبها والبيت الذي تسكنه والثياب التي تلبسها فلا زكاة فيها، والله تعالى أعلم

  • زكاة المال المستثمر

    إذا كان لديَّ مبلغ من المال أخرجت زكاته العام الماضي، وسلمته أحد الإخوة ليضمه لماله ويستثمره لي؛ فهل أخرج الزكاة عن المال المستثمر أم أنتظر لأرى كم يربح بعد مضي عام لأزكي رأس المال والأرباح؛ علماً بأنني أخرج زكاتي في رمضان؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالزكاة واجبة في المال متى ما حال عليه الحول؛ دون نظر لطبيعة النشاط الذي أدرج فيه، ودون انتظار لما تسفر عنه الأيام من ربح أو خسارة، بل عليك أن تخرج زكاته باعتبار ما هو موجود منه، هذا الذي أوجبه الله عليك، ولا يجوز لك تأخير الزكاة عن حولها، والله الموفق والمستعان.

  • زكاة متجر أدوات البناء

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … أعمل في السوق (أمتلك مغلق) منذ عام، أسأل عن كيفية الزكاة هل الزكاة تجب علي المال إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول؟ أم علي البضاعة التي هي في المغلق؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالزكاة واجبة عند حلول حولك على المال الذي بحوزتك وكذلك على عروض التجارة التي بالمغلق؛ حيث إن عليك تقويمها بسعر بيعها ومن ثم إخراج ربع العشر عن الجميع، والله الموفق والمستعان.

  • كيفية صلاة المسبوق

    1- كيف تصلى صلاة المسبوق؟

    2- وأنا في الصلاة كانت تخرج مني القطرات الأخيرة من البول دون علم بذلك لمدة شهر، فهل أعيد صلاتي؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالمسبوق يبني على ما مضى؛ فلو أدرك مع الإمام ركعتين مثلاً من صلاة العشاء فإنه يعتبرهما الأولى والثانية، فيقوم بعد سلام الإمام فيأتي بالثالثة والرابعة سراً بالفاتحة فقط، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم {فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا}

    وأما ظنك بأن قطرات من البول تخرج منك فهذا مجرد شك لا قيمة له؛ إذ الطهارة متيقنة واليقين لا يزول بالشك، وعليه فليس عليك إعادة، والله تعالى أعلم.

  • حكم الكذب في أبريل

    ما حكم الكذب في إبريل أو ما يعرف بكذبة إبريل؟ وهل هو كذب أبيض لا شيء فيه؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فتحريم الكذب من قطعيات الدين التي لا خلاف فيها بين المسلمين، ويستوي في ذلك جميع الأوقات والأحوال إلا ما خصه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها (ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب مما يقول الناس إلا في ثلاث: في الحرب وإصلاح ذات البين وكلام الرجل لامرأته وكلام المرأة لزوجها) وعليه فإن تعمد الكذب في يوم معين من أيام السنة من الأمور المقبوحة المنبوذة التي ينبغي أن يتنزه عنها كل مسلم؛ حذراً من الوقوع في الذم الإلهي {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} وقال صلى الله عليه وسلم (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) وليس في أيام السنة يوم يتخلف فيه هذا الحكم أو يتغير، وهذه العادة من العادات الوافدة من غير المسلمين وقد قال عليه الصلاة والسلام (من تشبه بقوم فهو منهم) نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال، وأن يصرف عنا سيئها إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

  • حضرنا عقد امرأة حامل ونحن لا نعلم

    فضيلة الشيخ الجليل سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته، شخص حضر عقد قران وبعد خمسة أشهر من العقد اتضح أن البنت كانت حاملا!! السؤال ما حكم الدين في ذلك؟ وماذا يترتب على الذين حضروا العقد وشهدوا عليه هل عليهم من إثم؟ بارك الله فيكم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإن العقد على الحامل قد اختلف فيه أهل العلم فقال المالكية والحنابلة وأبو يوسف من الحنفية: لا يجوز نكاحها قبل وضع الحمل، سواء من الزاني نفسه، أو من غيره، لقوله صلى الله عليه وسلم “لا توطأ حامل حتى تضع” رواه أبو داود والحاكم وصححه، ولما روي عن سعيد بن المسيب: أن رجلاً تزوج امرأة، فلما أصابها وجدها حبلى، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ففرَّق بينهما، وذهب الشافعية والحنفية: إلى أنه يجوز نكاح الحامل من الزنا لأنه لا حرمة لماء السفاح بدليل أنه لا يثبت به النسب، لقوله صلى الله عليه وسلم “الولد للفراش وللعاهر الحجر” أخرجه البخاري ومسلم

    وأما ما كان من حمل ناتج من سفاح فإن الجمهور على أنه لا ينسب إلى الزاني بحال، وخالف في ذلك عروة وإسحاق بن راهويه وسليمان بن يسار وأبو حنيفة فأجازوا إلحاق الولد بالزاني في حال زواجه بالزانية. قال أبو حنيفة رحمه الله: لا أرى بأساً إذا زنى الرجل بالمرأة فحملت منه أن يتزوجها ويستر عليها، والولد ولد له. وقد رجح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث فسر قول النبي صلى الله عليه وسلم “وللعاهر الحجر” بحمله على حال التنازع؛ أي فيما لو تنازع في بنوة الطفل رجلان فإنه يُحكم به لصاحب الفراش؛ أما إذا كان الحال كما هو في السؤال فلا بأس من نسبة الولد إلى أبيه الذي واقع أمه على غير فراش الزوجية، لأنه أبوه واقعاً فيكون أباه شرعاً.

    وعليه فإن هذا النكاح صحيح على قول الحنفية والشافعية، ونسبة البنت الكبرى إلى أبيها صحيحة على قول من سبق ذكرهم من أجلة الفقهاء، ولعل الأخذ بهذا القول يعضده ما عُلِم من تشوف الشارع إلى الستر على العصاة وكذلك تشوف الشارع إلى إثبات النسب، وهو أولى في هذه الحالة من القول بفساد النكاح وعدم صحة نسبة البنت إلى أبيها؛ لما يترتب على ذلك من مفاسد لا تخفى، من حيث افتضاح أمر الفتاة، وخروج هذا الجنين إلى الدنيا وهو لا يعرف له أباً، مع ما يترتب على ذلك من نبذ المجتمع إياه ونشأته على جملة من العاهات النفسية التي يصعب علاجها، وهذه المفاسد كما لا يخفى كثيرة.

    ومهما يكن من أمر فحضوركم ذلك العقد وشهادتكم عليه لا يلحقكم فيها إثم؛ لأنكم لا تعلمون الغيب، وما قصدتم بذلك افتئاتاً على الشرع ولا تعدياً للحدود، وقد قال سبحانه {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم} والله الهادي إلى سواء السبيل.

  • تذوّق الطعام في نهار رمضان

    ما حكم من تذوق الطعام في نهار رمضان؟ وما حكم استعمال المعجون للصائم؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج على الصائم في تذوق الطعام لمعرفة حلاوته أو ملوحته إن احتاج إلى ذلك، وإن لم تكن حاجة كره له ذلك، وقد دل على الجواز الأثر والنظر؛ أما الأثر فما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال {لا بأس أن يتطعم الصائم القدر أو الشيء} ومن النظر فالقياس على المضمضة بالماء بجامع عدم وصول شيء إلى الحلق.

    أما استعمال المعجون للصائم فلا حرج فيه كذلك لعموم الأحاديث المثبتة لفضل السواك كقوله صلى الله عليه وسلم {لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء} أخرجه مالك وأحمد والنسائي وذكره البخاري تعليقاً، وقوله صلى الله عليه وسلم {السواك مطهرة للفم مرضاة للرب}رواه أحمد والنسائي والبخاري تعليقا، وقد كره بعض أهل العلم للصائم أن يستاك بعد الزوال لئلا تزول رائحة الخلوف التي هي أحب إلى الله من ريح المسك؛ وقد رد عليه من الأثر بما رواه عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال {رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يتسوك وهو  صائم} رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن، ومن النظر بأن الخلوف سببه خلو المعدة من الطعام فلا يذهب بالسواك، والعلم عند الله تعالى.

  • قراءة سورة الكهف عن أمي

    جزاكم الله خيرا يا شيخ.

    – هل يجوز لي قراءة سورة الكهف عن أمي لأنها لا تعرف القراءة بنية إهداء الثواب لها؟ علماً بأني في بلد آخر. وهل يجوز لي أن أقرأها عن والدي المتوفى؟

    – أخذت بحثاً علمياً من زميلة لي أخذته من الجامعة بغرض الانتفاع به ورده إلى الجامعة، ولكن ضاع مني بسبب الإهمال! ماذا عليَّ أن افعل؟ لأن ضميري يؤنبني بشدة، وكيف أتخلص من الذنب؟

    – جامعني زوجي بعد انقطاع الدم، ولكني لم أغتسل لجهلي بالتعاليم والأحكام في بداية الزواج، كيف أكفر عن خطيئتي؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وجزاكم خيراً، أما بعد.

    فالمطلوب منك أن تكثري من الدعاء للوالدة بأن يطيل الله عمرها في طاعته، ويحسن خاتمتها على ما يحب ويرضى، فهذا أنفع شيء في حق الوالدين؛ قال تعالى ((وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)) وأما قراءة القرآن عنها فلا؛ إذ لا تصح العبادات البدنية عن حي؛ لكن يمكنك قراءة سورة الكهف أو غيرها وهبة ثوابها للوالد المتوفَّى رحمة الله عليه.

    والبحث الضائع إن كنت قد حفظته بما تحفظ به البحوث عادة ولم يحصل منك تفريط فلا ذنب عليك؛ أما إذا كان ضياعه بسبب إهمال – وهو الظاهر من سؤالك – فينبغي الاجتهاد في العثور عليه، أو إخبار الجامعة بحقيقة الأمر للنظر في كيفية ضمانه أو تعويضه بمثله.

    ولا يجوز جماع الرجل لزوجته بعد انقطاع الحيض إلا بعد الاغتسال؛ لأن الله علق الجواز على أمرين هما الطهر والتطهر فقال سبحانه ((ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من  حيث أمركم الله)) وأنت معذورة بأنك كنت تجهلين الحكم؛ لكن ينبغي لك الاجتهاد في تعلم ما يلزمك من الأحكام الشرعية، والله المستعان.

  • الحكم بالقوانين الوضعية

    هل يجوز الحكم بالقوانين الوضعية؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فواجب على كل مسلم أن يلتزم أحكام الشرع في نفسه ويلزم بذلك من تحته ممن ولاه الله أمرهم، وبهذا يخاطب الأولياء من آباء ومدراء ووزراء وولاة وأمراء وحكام وغيرهم، ومن خالف أحكام الشريعة فعليه الوزر بحسب ما وقع فيه، والأصل في هذا قول الله عز وجل {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم} وقوله سبحانه {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} وقوله سبحانه {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما} وما عليه الحال في أغلب بلاد الإسلام إنما هو من آثار غربة الدين وتحكم المنافقين في مراكز صنع القرار، وهو وضع خاطئ يجب تصحيحه بمناصحة الحكام والمحكومين وبيان الحق لهم من كافة وجوهه حتى يرجعوا عما هم فيه من ضلال.

    ومن حكم بغير شريعة الإسلام مفضِّلاً غيرها عليها، أو مساوياً بينهما، أو معتقداً جواز الحكم بالقوانين الوضعية، أو ظاناً أن الحكم بالشريعة لا يناسب زماننا، أو معتقداً نقص الشريعة عن مواجهة ظروف الزمان والمكان؛ فهو – عياذاً بالله – كافر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، ويلزمه تجديد إسلامه.

    ومما ينبغي الإحاطة به أن القوانين الوضعية ليست كلها مخالفة للشريعة؛ فإن فيها قسماً يتعلق بالمجالات الإدارية والمدنية المنظِّمة لشئون الناس والتي هي من قبيل المصالح المرسلة التي لم تأت الشريعة بإعمالها ولا إلغائها، وفيها كذلك قوانين مناهضة للقوانين الشرعية مخالفة لها فيما يتعلق بالتحليل والتحريم أو نظام العقوبات ونحو ذلك، وهي التي تسري عليها الأحكام التي مضى ذكرها، والعلم عند الله تعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى