الفتاوى

  • صلاة الليل سراً أم جهراََ

    لو تنفل الإنسان في الثلث الأخير من الليل فهل يقرأ سراً أو جهرا؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالأمر في ذلك واسع إن شاء الله، وعلى المصلي أن ينظر فيما كان أطيب لنفسه وأعون له على حضور قلبه؛ قال ابن العربي رحمه الله تعالى: لا شك أن العلانية بالقراءة وغيرها أفضل إذا خلصت من الرياء، وقد بين الله ذلك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال {قال الله: فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم} وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بالقراءة طوراً ويخفض طوراً، هذا مع استحضار النية  الخالصة، ومراعاة عدم التشويش على من كان نائماً أو مريضاً، والله تعالى أعلم.

  • أفضل صدقة عند الله

    أي الصدقات أفضل عند الله عمل ثلاجة ماء أم سبيل بالمنزل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فعمل ثلاجة ماء يشرب منها ابن السبيل أفضل من عمل سبيل بالمنزل؛ وذلك لأن الثلاجة ماؤها أطيب وهي للعطش أدفع، ثم إن الناس ـ وأنت منهم ـ يحبون الشرب من أكثر من حبهم للشرب من السبيل ـ خاصة في أيام الحر الشديد ـ وقد قال الله تعالى )لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون( والنفقة المبذولة في عمل ثلاجة أكبر من المبذولة في سبيل، والأجر على قدر النفقة، والله تعالى أعلم.

  • بعض الآيات تصعب تلاوتها

    هنالك بعض الآيات يصعب قراءتها لكثرة ما بها من مدود وضم وكسرة وسكون، فلا تقرأ قراءة صحيحة؛ فما حكم الفرد الذي يتلوها في تلك الحال؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإن الله تعالى يقول {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي سهلنا لفظه ويسرنا معناه لمن أراده ليتذكر الناس؛ كما قال {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} وقال تعالى {فإنما يسَّرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا} قال مجاهد: يعني هونا قراءته. وقال السدي: يسرنا تلاوته على الألسن. وقال الضحاك عن ابن عباس: لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل.ا.هـ فالقرآن  ميسَّر ـ والحمد لله ـ لا صعوبة في تلاوته، بل ولا في حفظه، فهو يسير على من يسَّره الله عليه، والمطلوب من المسلم أن يجتهد في تعلُّم التلاوة الصحيحة وحفظ ما تيسَّر من سوره؛ حتى يدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم {خيركم من تعلم القرآن وعلمه} متفق عليه، وهو على كل الأحوال مأجور حتى لو تعسَّر في تلاوة القرآن وأخطأ ـ بعد بذله الجهد الممكن ـ لقوله صلى الله عليه وسلم {الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران} رواه مسلم. والله تعالى أعلم.

  • حكم كتمان المطلقة للحمل خوفا من الرجوع لزوجها

    ما هي الحكمة من منع المطلقة من إخفاء ظهور حملها أثناء العدة؛ فقد تفعل ذلك ليزهد زوجها في مراجعتها ـ وهو يظلمها وتكرهه وتخشى ألا تقيم حدود الله إن راجعها ـ فهل يجوز لها أن تكتم حملها في هذه الحالة عملاً بقاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) مع أنها تتحمل في سبيل ذلك ألا تتزوج لسنوات عديدة حتى تضع مولودها ويشتد عوده؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على كل مسلم أن يعتقد أن الله تعالى ما شرع حكماً إلا وهو يحقق مصلحة العباد في المعاش والمعاد ـ وإن بدا لهم خلاف ذلك ـ فالله تعالى أعلم بخلقه وبما يصلحهم {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} وقد حرَّم سبحانه على المرأة المطلقة أن تكتم ما خلق الله في رحمها ـ حيضاً كان أو حملاً ـ فقال سبحانه {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر} أما كونها تكره زوجها وتخشى من ظلمه، فما ينبغي أن يحملها ذلك على معصية الله تعالى بالتلبيس حين تكتم حملها لتوهمه بانقضاء عدتها قبل وقتها المشروع، بل يباح لها أن تختلع منه، وذلك بأن ترد إليه ما دفع إليها من مهر، وتتحلل بذلك من رباط الزوجية، والله تعالى أعلم.

  • الدعاء بعد حلقة التلاوة

    ما حكم الدعاء بعد حلقة التلاوة يومياً؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالدعاء هو العبادة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علمنا من السنة أن الدعاء مستحب عقب كل عمل صالح؛ فكان نبينا صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه بعد الصلوات المكتوبات أن يقول أحدهم {اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك} وكان يعلمهم أن يقول أحدهم عند إفطاره {اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت} وكان يدعو لمن أخرج زكاته بقوله {اللهم صلِّ على فلان وآله} وعليه فلا حرج على المسلم أن يدعو مع إخوانه بعد حلقة التلاوة يومياً؛ لأن مجلساً كهذا تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة وتتنزل عليه السكينة، هو مظنة القبول إن شاء الله، والله تعالى أعلم.

  • حكم الصلاة خلف إمام فاسق

    هل تجوز الصلاة وراء فاسق أو مرائي أو مدخن؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب أن يتقدَّم لإمامة الناس من كان مرضياً في دينه مأموناً على الصلاة بهم؛ لأن الصلاة هي عمود الدين؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله} ومن كان دون ذلك فواجب عليه أن يتقي الله في نفسه وفي الناس ولا يتكلف من البلاء ما لا يطيق، وعلى الناس أن يسعوا في عزل من كانت هذه صفته؛ حتى تسلم لهم صلاتهم.

    وأما إذا كان هذا الإمام معيناً من قبل جهة سلطانية، ولا يسع الناس عزله خوفاً من الفتنة؛ فإن صلاتهم خلفه صحيحة، ما دام مقيماً لها بشروطها وأركانها، وإثمه على نفسه؛ والقاعدة: أن كل من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره، والله تعالى أعلم.

  • شروط الإمام

    ما هي شروط الإمام؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمشهور عند المالكية ـ رحمهم الله تعالى ـ أن شروط الإمام الواجبة عشرة وهي البلوغ فلا تصح إمامة صبي وإن كان مميزا، والعقل فلا يؤتم بمجنون، والذكورة فلا تصح إمامة المرأة، والإسلام فلا تصح إمامة الكافر، والصلاح ـ ويعبَّر عنه بالعدالة ـ أي سالماً من البدعة والفسق واللحن؛ فلا يصلى خلف الفاسق بجارحة كالزاني وشارب الخمر ومن يبدل حرفاً بحرف، والفقه وذلك بأن يكون عالماً بما يجب لها وفيها وبما يفسدها وبكيفية إصلاح الخلل الطارئ عليها، قادراً على الإتيان بأركان الصلاة، وألا يكون الإمام مأموماً ـ إلا في حال الاستخلاف ـ ولا معيداً صلاته ندباً ويزاد في الجمعة شرط الحرية فلا تجوز خلف العبد لأن الجمعة في حقه نافلة، وكذلك الإقامة؛ فلا تصح خلف مسافر للسبب نفسه. والعلم عند الله تعالى.

  • أمّ الناس ورأسه مكشوف

    ما حكم من أم الناس ورأسه كاشف؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على المصلي ـ إماماً كان أو مأموماً ـ أن يستر عورته في الصلاة؛ لقوله تعالى {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} وليس الرأس عورة بالنسبة للرجل، لكن السنة أن يكون الإمام ساتر الرأس، وإذا صلى بالناس حاسراً فصلاته صحيحة باتفاق أهل العلم، والله تعالى أعلم.

  • سوق الأوراق المالية

    أفيدونا رحمكم الله في التعامل والشراء والبيع في سوق الأوراق المالية (البورصة) وهل جائز شرعاً التعامل فيها؛ علماً بأن الشركات التي سوف أقوم بشراء أسهمها هي بنوك إسلامية وشركات بناء وإعمار؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج في التعامل مع بورصات المال العالمية إذا خلا التعامل معها من المخالفات الشرعية كالربا والجهالة والغرر والخداع، وكانت المتعامل معها يرعى قواعد الشريعة في البيع والشراء؛ فإذا كان التعامل في العملة فلا بد من التقابض في وقت التعاقد بما يعد تقابضاً عرفاً، والتماثل فيما يشترط فيه التماثل، وإذا كان التعامل في بيع وشراء الأسهم فلا بد أن تكون في مؤسسات لا تتعامل في المحرمات لأن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، وأن يكون البيع والشراء حقيقياً لا وهمياً، وهذا كله محل تفصيل في كل معاملة بحسبها، والله تعالى أعلم.

  • كيفية تغسيل الميت

    ما هي كيفية تغسيل الميت؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فصفة تغسيل الميت كصفة غسل الجنابة، لكن يوضع الميت على مكان مرتفع، وتستر عورته قبل أن يجرد من ثيابه، ويكون تغسيله بماء فاتر لا حار ولا بارد، ثم يبدأ الغاسل فيعصر بطن الميت عصراً خفيفاً؛ لإخراج الفضلات والأذى، ثم يغسل عورته بساتر على يده، ثم يوضئه وضوء الصلاة، ثم يغسل رأسه ثلاث مرات، ثم يعمم جسده بالماء القراح، وفي الغسلة الثانية يجعل مع الماء صابوناً أو غيره من ذوات الرائحة الطيبة كالورد ونحوه، والغسلة الأخيرة التي قد تكون الثالثة أو الخامسة يجعل مع الماء كافوراً؛ وهذه الصفة مأخوذة من حديث أم عطية رضي الله عنها حين دخلت تغسل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام {اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، واجعلن في الآخرة كافوراً} رواه البخاري.

زر الذهاب إلى الأعلى